المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسود صباح العِدا



الحوت
03-19-2008, 11:31 AM
أسود صباح العِدا


نحن على موعد مع الكرامة.. المعركة التي انشد فيها العسكر ''اسود صباح العِدا يوم عليهم شين''. والمعركة التي تلاحم فيها الزناد مع الكف وارتفاع العلم الاردني عاليا.. وربما نستطيع القول بانها المعركة التي ''ضبعناهم) فيها لم تعبر من سراياهم سرية، ولم يصمد من جنودهم جندي.. وتكسرت فيها احلام الجنرالات القذرة.

(اسود صباح العِدا يوم عليهم شين).. قبيل الفجر بقليل، (فار) الدم الأردني.. والتحم الجيشان.. لم يشك أحد في تلك اللحظات بأن موعد الحسم قريب والسبب لم يكن السلاح ولا طبيعة الارض، ربما كان السبب هو القلب الذي تعوّدَ على المنايا.. وتلك مسألة غاية في الدقة فالقلب هو مفتاح النصر هو بوابته.. ونجزم على ان القلب الاردني لا يخاف المنايا.. نجزم ان الوجوه السُمر البدوية، في تلك اللحظة لم تخف، ولم تجفل بل قاتلت حتى آخر رمق وحتى آخر نزف في وريد القلب.

''اسود صباح العِدا يوم عليهم شين''. نحن جيل اضناه الهرم، وتعب العُمر والكرامة يجب ان تكون درس الجيل القادم، الذي نحكي لهم من خلاله قصة العسكرية الاردنية الفذة والصبر البدوي العظيم.. قصة بسالة الجندي الاردني الذي دافع عن العرش والارض والضمير ولم يترك الشمس ان تمر على الندى في صباحات (الغور) دون ان تزغرد فرحا، بالنصر العربي والصفحة الجديدة في كتاب الهزائم الاسرائيلية.. ربما نحن الاردنيين اول من وقّع على صفحات هزائمهم وبعدها امتدت من تشرين حتى تموز.. عثراتهم وحركاتهم المتخبطة.

(اسود صباح العِدا يوم عليهم شين) علينا ان نعلّم الجيل الجديد عن الكرامة شيئا مهما.. وهي انها اول مسلسل الهزائم الاسرائيلية ولن تكون الاخيرة.. وعلينا ان نقول لهم ان مفتاح النصر هو القلبْ.. ونخبرهم كيف وحّد الجندي الاردني بين الفؤاد والزناد.. وبين الهوى والهوى.. وبين المنايا والصمود.

اسود صباح العِدا... واسود صباح اسرائيل كان في يوم الكرامة.. ألا فلتسلم اليد الاردنية التي طحنت الفك بالفك.. ألا فلتسلم الارحام البدوية التي انجبت (زلم) الكرامة ألا فلتسلم رايات الكتائب التي رفرفت في سماء الغور ألا فليسلم الجيش.. الذي جعلنا ننشد على صوت هدير مجنزراتهم لحظة الهروب: (اسود صباح العِدا يوم عليهم شين).