هدوء عاصف
09-09-2010, 10:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
عيد الفِطر
بقلم جابر ابو راس
قَالَ تَعَالَى: وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
يوم ويحلّ علينا عيد الفطر السّعيد، أو كما سمّاه النبيّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يوم الجائزة.
العيد – أيّها السادة والسّيدات – هي كلمة معناها عند ابن منظور: ((العيد كل يوم فيه جمع، واشتقاقه من عاد يعود كأنهم عادوا إليه؛ وقيل: اشتقاقه من العادة لأنهم اعتادوه، والجمع أعياد... وقال أبن الأعرابيّ: سمّي العيدُ عيدًا لأنه يعود كلّ سنة بفرح مجدّد)). وقد اعترف الدّين الإسلاميّ الحنيف بالأعياد وحاجة النّاس لها، بعد أن ربط هذه المناسبات بعبادات وقربات: فعيد الفطر يجيئ بعد فريضة الصّيام وعيد الأضحى يجيئ في ذرة أعمال الحجّ. روي عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَالَ: مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟ قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): ((إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْأَضْحَى، وَيَوْمَ الْفِطْرِ)).
في عيد الفطر السّعيد تشيع الفرحة في قلوب المؤمنين حيث يرون أنهم نفّذوا ما قد طلبَ الله تعالى منهم في هذا الشّهر المبارك، وهم يفرحون برحمة الله عزّ وجلّ لهم، يفرحون بالأمل في قبول الله عزّ وجلّ لصلواتهم وصيامهم وقيامهم، يفرحون بالأمل بعتق الله عزّ وجلّ لهم مِنْ عذابه ونيرانه. وإنّها لفرحة يشعر بها كلٌّ واحد فينا، ولعلّها الدليل الأقوى على تجليات الله عز وجل على عباده بالرحمة واللطف. فانشراح صدر الإنسان في هذا اليوم وشعوره بالفرحة إنما هو ثمرة لتجليات الله سبحانه وتعالى في هذا اليوم المبارك. إنها فرحة يتقرّب بها الإنسان إلى الله عزّ وجل.
روي عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أنّ النبيّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قال: ((ليلة الفطر يوفى الله تعالى أجر من صام شهر رَمَضَانَ، فيأمر الله تعالى غداة الفطر لملائكته فيهبطون إلى الأرض، ويقيمون على أفواه السكك و مجامع الطرق فينادون بصوت يسمعه جميع الخلائق إلاَّ الإنس والجن: يا أمّة محمّد أخرجوا إلى ربّكم عزّ وجلّ، يقبل القليل ويعطي الجزيل ويغفر الذنب العظيم، فإذا برزوا إلى مصلّاهم وصلّوا ودعوا لم يدَعْ لهم الربّ تبارك وتعالى حاجة إلاّ قضاها ولا سؤالا إلا أجابه ولا ذنباً إلا غفره، فينصرفون مغفورًا لهم)) .
في يوم العيد أتذكّر قصة الإمام عليّ بن أبي طالب (كرّم الله وجهه) وقد دخل عليه رجل في يوم عيد، وهو يأكل الخبز الخشكار فقال له: اليوم يوم عيد وأنت تأكل الخبز الخشكار؟ فقال له: اليوم عيد لمن قبل صومه وشكر سعيه وغفر ذنبه، اليوم لنا عيد وغدًا لنا عيد، وكل يوم لا نعصي الله فيه فهو لنا عيد.
هذا هو أحد معاني العيد السّامية التي ينبغي للعاقل أن يتفكّر بل أن يمعن التفكير فيها، علّ الله يغير حالنا إلى أحسن منه.
اللهمّ أتمّ فرحتنا بك في عيد الفطر يا ذا الجلال والإكرام، تَوِّج اللهم فرحة عبادك المؤمنين بك في صباح عيد الفطر بعتقهم من نار شهواتهم وانصرهم على غرائزهم نصرًا مؤزّرًا يا كريم!
عيد الفِطر
بقلم جابر ابو راس
قَالَ تَعَالَى: وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
يوم ويحلّ علينا عيد الفطر السّعيد، أو كما سمّاه النبيّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يوم الجائزة.
العيد – أيّها السادة والسّيدات – هي كلمة معناها عند ابن منظور: ((العيد كل يوم فيه جمع، واشتقاقه من عاد يعود كأنهم عادوا إليه؛ وقيل: اشتقاقه من العادة لأنهم اعتادوه، والجمع أعياد... وقال أبن الأعرابيّ: سمّي العيدُ عيدًا لأنه يعود كلّ سنة بفرح مجدّد)). وقد اعترف الدّين الإسلاميّ الحنيف بالأعياد وحاجة النّاس لها، بعد أن ربط هذه المناسبات بعبادات وقربات: فعيد الفطر يجيئ بعد فريضة الصّيام وعيد الأضحى يجيئ في ذرة أعمال الحجّ. روي عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَالَ: مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟ قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): ((إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْأَضْحَى، وَيَوْمَ الْفِطْرِ)).
في عيد الفطر السّعيد تشيع الفرحة في قلوب المؤمنين حيث يرون أنهم نفّذوا ما قد طلبَ الله تعالى منهم في هذا الشّهر المبارك، وهم يفرحون برحمة الله عزّ وجلّ لهم، يفرحون بالأمل في قبول الله عزّ وجلّ لصلواتهم وصيامهم وقيامهم، يفرحون بالأمل بعتق الله عزّ وجلّ لهم مِنْ عذابه ونيرانه. وإنّها لفرحة يشعر بها كلٌّ واحد فينا، ولعلّها الدليل الأقوى على تجليات الله عز وجل على عباده بالرحمة واللطف. فانشراح صدر الإنسان في هذا اليوم وشعوره بالفرحة إنما هو ثمرة لتجليات الله سبحانه وتعالى في هذا اليوم المبارك. إنها فرحة يتقرّب بها الإنسان إلى الله عزّ وجل.
روي عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أنّ النبيّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قال: ((ليلة الفطر يوفى الله تعالى أجر من صام شهر رَمَضَانَ، فيأمر الله تعالى غداة الفطر لملائكته فيهبطون إلى الأرض، ويقيمون على أفواه السكك و مجامع الطرق فينادون بصوت يسمعه جميع الخلائق إلاَّ الإنس والجن: يا أمّة محمّد أخرجوا إلى ربّكم عزّ وجلّ، يقبل القليل ويعطي الجزيل ويغفر الذنب العظيم، فإذا برزوا إلى مصلّاهم وصلّوا ودعوا لم يدَعْ لهم الربّ تبارك وتعالى حاجة إلاّ قضاها ولا سؤالا إلا أجابه ولا ذنباً إلا غفره، فينصرفون مغفورًا لهم)) .
في يوم العيد أتذكّر قصة الإمام عليّ بن أبي طالب (كرّم الله وجهه) وقد دخل عليه رجل في يوم عيد، وهو يأكل الخبز الخشكار فقال له: اليوم يوم عيد وأنت تأكل الخبز الخشكار؟ فقال له: اليوم عيد لمن قبل صومه وشكر سعيه وغفر ذنبه، اليوم لنا عيد وغدًا لنا عيد، وكل يوم لا نعصي الله فيه فهو لنا عيد.
هذا هو أحد معاني العيد السّامية التي ينبغي للعاقل أن يتفكّر بل أن يمعن التفكير فيها، علّ الله يغير حالنا إلى أحسن منه.
اللهمّ أتمّ فرحتنا بك في عيد الفطر يا ذا الجلال والإكرام، تَوِّج اللهم فرحة عبادك المؤمنين بك في صباح عيد الفطر بعتقهم من نار شهواتهم وانصرهم على غرائزهم نصرًا مؤزّرًا يا كريم!