المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قالوا عن محمود درويش



mohammad qasaimeh
08-18-2008, 04:30 PM
محمود درويش

لن اكتب في رثاء محمود درويش، خوفاً من ان لا تجيء القصيدة كما ينبغي ان تجيء.. في (حضرة غيابه!).

ولن اتحدث عن عبقريته التي كان اذا تحدّث عنها احد امامه، ذاب حياء، وغيّر مجرى الكلام.. ولكنني سأذهب الى حكايتين أحبّ ان اسجلهما، بعد ان رحل عنا الى الجزء الأجمل من هذه الحياة:.

الاولى للدلالة على بُعد نظر السياسي الرائي فيه، والشاعر يرى ابعد مما يراه السياسي المجرد:.

زارني المرحوم (ابو عمار) في تونس، ومعه محمود وآخرون، ليسألني هذا السؤال (العجيب):.

- لماذا تصرون على اخذ القدس مني - وهي العاصمة الابدية لفلسطين؟!.

قلت بدهشة: من الذي سيأخذها ممن؟!.

قال: (الاردن..) واستطرد: لقد قيل لي ان مفاوضات تجري في الخفاء لاستعادة المدينة المقدسة، واخراجي من ''اللعبة''!.

نظرت الى دوريش، ونظر هو اليّ، ولم املك - وهم في بيتي - الا ان اقول: (يا ليت!) واضفت بنبرة لا ينقصها الغضب: اذن لأعطاها لك الاردن، بعد خمس دقائق!.

والتقط محمود (الشاعر الرائي الذي لا تنقصه الشجاعة) المسألة، ليفاجئ (ابا عمار) بسؤال مدهش:.

- اذا صحت الحكاية التي ضلّلك فيها المضلّلون يا (ابا عمار).. فان من السهل عليك ان تأخذها من ''الاشقاء''، اكثر بكثير من ان تأخذها من ''المحتلّين''!.

ودار حول هذه الحكاية حديث طويل، انتهى باقتراح من محمود ومني، ان يتوجه الى عمان، للقاء الملك حسين، - طيب الله ثراه - لا للاستفسار - عن هذه ''القصة الوهمية''.. ولكن للاعتذار.. وقد كان!!.

والحكاية الثانية، للدلالة على ''السطوة'' التي كان يملكها الشاعر الكبير على ''السياسي'' الذي سمّاه درويش ''الظل العالي''..

في زيارة اخرى لي - وانا في تونس - وكثيراً ما كان محمود يزورني هناك، حدث ان ''ابا عمار'' كان يريد (محمود) لأمر مهم.. وبحث طويلاً عنه فلم يجده.. الى ان قيل له انه عند صديقه (السفير الاردني)، ففاجأنا ابو عمار بالقدوم الينا دون انذار.. ليجدنا نتناول طعام الغداء، وكان (منسفاً).. وابو عمار رحمه الله، من محبي هذا الطبق الاردني الطيب.. فدخل، وشاركنا الطعام، وجلسنا من بعد نُشرّق ونُغرّب، في الكلام عن (لا شيء) كما يقول محمود في بعض قصائده.. وفجأة يقول لي ابو عمار: هل تعرف يا حيدر، اننا شعب من الآلهة؟!.

قلت له: استغفر الله.. ولكن كيف؟! فقال وكلنا آذان صاغية: لقد سافرت مرة الى الهند، والتقيت من جملة من التقيت بالسيدة (انديرا غاندي)، التي كانت تعاني من نقص في شعبيتها، او بالاحرى شعبية حزب المؤتمر، آنذاك، وكانت خائفة من الا تنجح في الانتخابات النيابية، التي صادفت تلك الزيارة، فاستنجدت بي، لأقنع شاباً فلسطينياً، اتخذت منه قبيلة هندية عدد افرادها يتجاوز العشرين مليونا، الها لها تعبده.. لأقنعه - باعتباره فلسطينياً - ان يصوّت هو وجماعته لصالحها!!.

ويضيف (ابو عمار): انه طلب من سفيره هناك، بأن يحضر ذلك ''الاله'' اليه.. ليراه؟! فقال له السفير: يا ابا عمار الواجب ان تذهب انت اليه: اما هو فلن يأتي!.

المهم ان (ابا عمار) ذهب هو ومن معه الى ذلك الفلسطيني (العجيب)، في مكان بعيد،.. فسأله ابو عمار: هل صحيح انك ترفض زيارتي، لو طلبتك.. فرد عليه بسؤال: كم يبلغ عدد ''اتباعك''؟ فقال له خمسة ملايين، قال الذي جعل منه الهنود الها: لنفترض انهم عشرة، وانت رئيسهم، يظل الفرق بيني وبينك، ان اتباعي عشرون مليوناً، وانا الاله الذي يعبدونه؟! فمن منا الأهم؟!.

ولكي اختصر اقول: ان ابا عمار اقنع ذلك ''الفتى'' بالتصويت لصالح انديرا غاندي، ونجحت.. وصمت ابو عمار، وصمتنا جميعاً، ويصدر عن محمود سؤال غير بريء، بكل تأكيد: اذن فأنت كبير الالهة يا ابا عمار؟! وانتهت الجلسة كلها على غير ما اردنا.. فقد غضب ابو عمار غضباً شديداً، ولكن محمود لم يهتم كثيراً لغضب ''السياسي''.. الذي صالحه بعد حين، وظلّ بالنسبة اليه، وللشعب الفلسطيني كله الرّمز، كما سيظل محمود، الرّمز العظيم لفلسطين وقضيتها وللشعر والشعراء في كل مكان.

رحم الله محمود درويش، الذي احبنا واحببناه..

حيدر محمود

diyaomari
08-18-2008, 04:54 PM
مشكور اخ محمد

ورحمة الله على درويش

عُبادة
08-18-2008, 05:07 PM
اسع كلهم فطنوا يكتبوا عنه بعد ما مات

لما كان عايش ما حدا سائل عنه ولا بعرفوا عنه شي بعد ما مات صاروا يتشاطروا مين بده يكتب عنه ومين بده يغني اشعاره .....إلخ

وهيك عندنا الحياة ما حد بسأل عن الشخصيات الهامة وغيرها غير لما يموت