المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " مبادرة باصنا " ..هل سيأتي يوم وتصبح للأغنياء فقط!!



هبة الأفغاني
08-22-2008, 03:21 PM
ثمة أمور لا نستطيع الحديث عنها إلا عندما نُشفى منها وكما قالوا قديماً وما زال قولهم حديثاً(عمر الأسى ما بنتسى).......

لم تكن رحلة إنتظار الباص اليوميه في سنوات الجامعه بالسهله أبداً........
كانت تبدأ صباحاً وتنتهي مساءً حيث كنت أقتسم وطلبة الجامعه الطابور الطويل الذي يبدأ من بداية باصات رغدان السلط وينتهي مع نهاية مجمع المحطه....

كان الطلاب يقفون في هذا الدور الطويل ومع الوقوف الطويل أصبحت الوجوه تألف بعضها بعضاً ونشأت أواصر الصداقه بين الكثيرين في هذا الطابور على وقع أنغام الأغاني القادمة من أكثر من جهه من أنحاء المُجمع ....
أما عندما يركب الطلاب الباص تصبح المعاناه حقيقية فالكراسي المزدوجه المُصممه أصلاً لشخصين تصبح لثلاثه والكرسي المفرد يضم إثنين فيتحول باص الكوستر (المهكع) إلى علبة سردين ويا ويل من يعترض أو يبدي رأيه فالكنترول إلى مش مخلص رابع (ب) يتحكم بأكبر شنب بالباص!!!!

وطبعاً الشباب مظلومون أكثر من البنات يعني البنات تشفع لهن أنوثتهن قليلاً ولكن الشباب يا حسرة عليهم (بركبوهم على الواقف وياريت وقفت على هيك)!!!

كلما مروا بجانب دوريه شرطه يصرخ الكنترول (نص قعده يا شباب) والمساكين تتكسر أرجلهم وهم مرة واقفين ومره نص قعده ومره الكنترول (بده يلم الأجره فلازم يزيحوله عشان واجبه)!

وعندما يقف الباص لبنت كيف البنت بدها تطلع بين الشباب لازم ينزلوا كلهم عشان حضرتها تركب وطبعاً ماإلها كرسي فيجبر الكنترول واحد من الشباب إلّلي ضل يستنا طول الطريق حدا ينزل عشان يركب مكانه وقبل ما يدفى تحته بقوموه عشان البنت تقعد....

وتستمر الأحداث إلى حين الوصول الى الجامعه وعندما ينزل الطلاب يبدأون بنفض ملابسهم من غبرة الباص؟؟؟؟؟؟؟؟
يعنى مسلسل بئيس بكل معنى الكلمه.. وجميع الطلاب عاشوه وطبعاً في رمضان حدث ولا حرج!!!
فالوضع في رمضان عجيب والمتأمل يعتقد أن عدد الطلاب تضاعف عشر مرات ففي كل مكان حشود هائله من الطلاب ينتظرون الباص وعندما يأتي الباص (إلي بسبق بوكل فستق)!!!

ويا حسره على إللى بستحي أو بخجل لأنه من زمان حكولنا أجدادنا قصة إللي أستحوا ماتوا وفعلاً في خضم الهجوم على الباصات للترويحه -خصوصاً برمضان- ما في داعي للخجل أو للتفرقه بين البنت والشب كله بهجم وكل واحد بحكي عليّ وعلى أعدائي .......
أما الآن و على الرغم من أني أصبحت أنظر من نافذة سيارتي الى الطلاب المتزاحمين على الباصات لم أستطع نسيان طعم القهر والمعاناه مع الباصات والمواصلات .......
لا أستطيع نسيان أيام كثيره كنت فيها على مرض أو على عجاله من أمري وكنت أنتظر طويلاً الباص الذي لا يرحم أحداً....
كم مرت عليّ لحظات شعرت فيها برغبه حقيقية في البكاء وكنت أبكي فعلاً في لحظات أخرى عندما تمر جميع الباصات وهي تغص بالطلاب فلا تقف لي فأنفجر قهراً وظلماً...

أما الأهم من كل هذا فهو أجور الباصات التي كانت ترتفع مع كل فصل دراسي فالطالب يكبر وأجر المواصلات يكبر معه فعندما دخلت إلى الجامعه كانت أُجرة الباص بربع دينار ثم أصبح ثلاثين فخمسه وثلاثين فأربعين وبعد تخرجي أصبح بخمسه وأربعين قرشاً وربما يكون الآن قد تجاوز النصف دينار وهذا يعني أن الطالب يحتاج يومياً الى دينار للباص (رايح راجع) وستين قرش للسرافيس وسكان بعض المناطق بحاجه لأكثر من مواصلتين فبعضهم يركب ثلاث أو أربع مواصلات ويا حسره على الطلاب وأهاليهم فالمواصلات أصلاً موجوده للتخفيف عن المواطنين أما الآن فالمواصلات أصبحت مكلفه جداً فقد أصبح الطالب الجامعي بحاجه لدينارين يومياً للوصول للجامعه وبحاجه لمصروف شخصي لا يقل عن دينارين أيضاً إذن أصبح مصروف الطالب الجامعي لا يقل عن مائة دينار شهرياً ليعيش على الكفاف فإذا إضطر لشراء بعض دوسيات المواد أو أضطر للذهاب إلى مطعم مع أصدقائه فسيعيش باقي الشهر في معاناه لا يعلم بها إلا الله وهذا طبعاً إذا سلمنا أن الأهل أعطوا أبنائهم الجامعيين مائة دينار شهرياً والحقيقة أن كثير من الأهل وخصوصاً الذين لديهم أكثر من إبن بالجامعه لا يستطيعون إعطاء هذا المصروف ولن ننسى القسط الجامعي المرتفع وهو ليس موضوعنا اليوم ...

فكيف يستطيع الطالب الذهاب إلى جامعته في ظل أجور الباصات المرتفعه وكيف يستطيع الموظف الذهاب الى وظيفته إذا كان راتبه لا يسد الأمور الأساسية التي يحتاجها الإنسان لكي يعيش؟؟؟؟؟

نحن لا نتحدث عن رفاهية ولا عن سيارات فارهه ولا عن مطاعم خمس نجوم نحن نتحدث عن ركوب الباص الأمر المُذل المُتعب المُرهق الذي أصبح أجره فوق طاقة الكثيرين !!!!!!!

في الحقيقة فكرت كثيراً بحل يساعد الطلاب فالسيارات في متناول فئه قليله وطبعاً لن ننسى الأجور المرتفعه للمحروقات !!

وكثير منا يعلم أن أكثر دول العالم توفر مواصلات مجانيه أو بأجور رمزيه للطلاب
فلماذا يخضع الطلاب في وطننا الحبيب لغلاء المحروقات وارتفاعات الأسعار لماذا لا نجد جهة تدعم مواصلات الطلاب حيث يتم تخصيص مواصلات خاصه لهم بأسعار زهيده فهل من جهة تقرأ هذا المقال وترد بخبر عن تبنيها لهذا المشروع الذي سيخفف الكثير عن الطلاب وذويهم فعدد طلاب الجامعات في الأردن كبير جداً و السواد الأعظم منهم يتكل على أهله...

وهل من جهه أخرى تعمل على تشغيل طلبة الجامعات حتى يوفروا مصروفهم الشخصي على أقل تقدير!؟....
نحن بحاجه لتضافر الجهود للوصول إلى حلول في موضوع الباصات والمواصلات للطلاب....
فعندما تصبح حتى الباصات للأغنياء مع إرتفاع أجورها المستمر ما المشهد المُتخيل؟؟؟؟
تخيلوا معي...

هل سنسير يوماً في الشوارع فنجد الحمير والبغال (لن أقول الخيل فأسعارها مرتفعه) يركبها الطلاب وقد وضع كل طالب ملزمته و(الاب توب) في الخُرج؟؟!!

معاذ ملحم
08-22-2008, 03:43 PM
مشكوووووووووووووووووورة يا هبه


فعلا انه الموضوع الرائع


يسلموووووووووووووووو

mohammad qasaimeh
08-22-2008, 03:45 PM
شكرا على هذا المقال المعبر عن مأساة نعيشها نحن الطلاب كل يوم وان كانت متفاوته

و ها نحن الان نعد العدة لشهر رمضان المبارك الذي يحمل مع رحمة الرحمن ازداحم الباصات و مأساة اسمها " الترويحه للبيت "

كم آمل لو ان مقال لهذا يجد صدى في مسامع المسؤولين ، و مع انني فاقد لهذا الامل و لكن اقول : يا رب

عُبادة
08-22-2008, 05:17 PM
مشكورة كثير على هذا المقال الرائع الذي يصف وبدقة مأساة عشرات الاف الطلاب في جميع اناحاء المملكة

معاذ القرعان
08-22-2008, 05:39 PM
مقال يجسد المعاناة اليومية للمواصلات مشكورة هبه :)

khaled aljonidee
08-22-2008, 05:58 PM
الله كريم اختي

شكراً على المقال

غسان
08-22-2008, 06:11 PM
موضوع مهم جداً .. المعاناة موجودة دائما خصوصا للطلاب الي ساكنين بمحافظات اخرى ..


اتمنى ان يتم نقل الموضوع للمنتدى العام ... مشكوره اختي

زهره التوليب
08-26-2008, 02:31 AM
هل سنسير يوماً في الشوارع فنجد الحمير والبغال (لن أقول الخيل فأسعارها مرتفعه) يركبها الطلاب وقد وضع كل طالب ملزمته و(الاب توب) في الخُرج؟؟!!

:db465236ff::db465236ff:
والله شر البليه مايضحك
شكرا عالمقال