المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دقات أبدية



أميرة قوس النصر
12-22-2010, 10:33 PM
http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash1/hs759.ash1/165086_477035626686_694596686_6029783_763984_n.jpg



الحب كالموت … هما اللغزان الكبيران في هذا العالم .. كلاهما مطابق للآخر في غموضه ، في شراسته ، فيمباغتته ، في عبثيته ، وفي أسئلته . أحلام مستغنامي

خرجت سعاد من المكتب ونظرت لعيون والدي نهله ولم تتكلم بل جلست بقربهم وامسكت يدي ام نهله التي بدت صلبه اكثر من زوجها
منذ ان علم بمرض نهله وهو يعلم انه سيجلس يوما في المستشفى بهذه الطريقة كانت ابنته الوحيده ، طالما حلم ان تكبر وتتزوج وان تحقق حلمها في ان تفتح مكتب للمحاماة كم كابر واقنع نفسه بانها على ما يرام وانه قلبها الضعيف لن يهزم املا كان يتللئ في عيونها
ربما خنقها بحرصه الزائد وربما لن يندم انه فيما بعد اعطاها حرية اختيار المطللق لشريك حياتها خالد ورغم خوفه المستمر الا انه
تناسا دوما حقيقة انها بقلب ضعيف .
اما سعاد لم تشعر بشيء في تلك اللحظة وكانه ابره من الصدمة اعطيت لها فشلت كل شعورها باي شيء ، عندما دخل خالد الى غرفتها ليلا واخبرها بانه زميلته في التدريب تعجبه وكم هو خجل في التكلم معها فرحت فقد علمت انه يخطط بلارتباط بعدما تخرج
حلمت ببيت يجمعها هي واحفادها واخذت تحثه على الاقتراب منها ومعرفتها .
كان كالصديقة اكثر من الام فمنذ ان توفي زوجها وهي ما تزال في الشهور الاولى من الحمل نذرت نفسها له ورفض كل العروض التي قدمت لها لتتزوج وتستقر مع من يؤنس وحدتها ويربي طفلها ،وما ان راتها وتعرفت عليها حتى شد قلبها لها وشعرت بحماستها وحبها للحياه .
نهله عانت كثير منذ الصغر بسبب قلبها المريض لكنها ومع علمها بانها لن تبقى على قيد الحياه لكنها احبت حياتها ولم تياس عاشت كل لحظة الا انها كانت قد قررت انها لن ترتبط باحد فلن تؤذية معها ولن تحمله عبئها ولن تكرر مأساة والديها وحزنهم الشديد عليها
كانت تعيش وهيه لا تعرف ان نامت هل ستستيقظ ام لا ، وعندما عرفها خالد على والده احست انها بدات تقع في المحضور وانه عليها ان تنسحب وان لا تعطي لمشاعرها فرصة فكيف لها ان تؤذ ية بحبها له وهل سيبقى قربها ان علم بمرضها ؟
غادرت المكتب يوما ولم تعد ، حبست نفسها في بيتها واخبرت والديها عنه وعن قرارها في الابتعاد وعدم الخضوع لقلبها
خالد لم يهدا ولم يفهم سبب ابتعادها ، فهو لم يخطئ ولم ينوي الا كل الخير فبحث عنها ووجد والدها ، ومن دون اي مقدمات فتح قلبه
وطلب ابنته .
ما تزال سعاد تذكر كيف دخل خالد للبيت بعد تلك المقابله مع والد نهله وكيف اخذ يبكي كالطفل الذي اضاع امه ولم يهدأ الا عندما احضرت له الطبيب واخبرها بانه مصاب بانهيار عصبي . سهرت طول الليل وهيه لا تعلم ما حدث له وما الذي جعله ينهار بتلك الطريقة وما ان اسيقظ في صباح اليوم التالي اخبرت والدته بمرض نهله وانها الان تعيش على امل ان تحصل على متبرع وان قلبها الصغير لن يتحمل ، ما اصعب الشعور بالعجز وما اقسى ان نتخيل فقدان من نعشقهم وكف تتربط ايادينا ونحن نقف امام المهم دون ان نسطيع ان ننتزع ارواحنا ونعطيهم اياها فقط ليكونو بخير ، لم تستطع سعاد ان تجبر والدها ان يبتعد عن من يعشقها وكيف لام يقول لها ابنها ما نفع النهار بدون شمسها وما نفع القلب بدونها يا امي ان تخبره بانها ستموت وانه قلبه سيحيا يوما من دونها ، لم تستطع ان تخبره بانه باقترابه منها مجددا سيقضي على روحه تدريجيا وانه سيخيم على قلبه سواد لن يتحتمله .
هيه ايضا شعرت بالعجز وانها داخل دوامه كبيرة ولم تقل له شيئا تركته يختار ويختبر تجربته لوحده .
وهو قرر ما يريده ارتدى ملابسه وتوجه لبيتها وطرق الباب فتحت له نهله وبدن ان تسمح له بالدخول امسك يدها وسحبها للداخل وقال لها : لا تتكلمي ، اعرف كل شيء اخبرني والدك البارحة بعد ان طلبتك منه ، انا لا يهمني عضو صغير داخل جسدك ان كان متعب او اي اشيء ولا اكترث لما يقولوه الاطباء ، ولا احد يضمن عمره ، ولا احد يعلم من سيموت قبل الاخر ما يهمني انني احبك الان ولا اريدك الان يهمني ان اكون معك الان والمستقبل هو بامر الله لن اناقشه ، يهمني ان اراك الان ولا اهتم بالابدية فلا شيء مخلد .
نظرت اليه قائلتا : لكنني مريضة لن احمل ان تتالم بسببي لن احتمل ان تتعذب وانت تراني اموت تدريجيا ان لا اعرف متى سيتوقف عن العمل انا.....
_ انا احبك .
وكانه في الحب كل الامور تصبح سواء حتى الالم بوجوده الحبيب هو امر ربما لا يعد محسوسا ، كانت دائما امامه وهو يعلم انه خوفه يتفاقم بفقدانها كلما مر الوقت معها يعلم انها حذرته بانه لن ينام ليله هو يتخيل انها لم تعد معه .
كم مرة سمعته سعاد يناجي ربه ان يطيل عمرها وان تبقى بخير ، كان مستعدا ان يفعل اي شيء وان يتوقف المها لكنها تعلم ويعلم انهما عاجزين امام قدر الله .
وعندما اقترب موعد الزفاف نسيت هيه تمام امر مرضها احست ان قلبها بدا يتجاوب معها ليس لاجلها بل لاجله ولاجل حبه ، وفي لحظة كانا يقومان بترتيب منزلهما بدأ هو بالحديث عن الاولاد وعن انه ينوي ان ينجب الكثيرمن الولاد وهيه تضحك على تخيلاته ثم احست انها ليست على ما يرام ابتعدت عن الغرفة التي كان يقوم بالتنظيف فيها لكنه سرعان ما افقتدها وجن جنونه عندما راها ملقاه على الارض حملها بدون وعي وهيه يردد لا تتركيني ، لا ليس الان
نهله وعدتني ان تبقي اكثر لن يحدث هذا الان حبيبتي ليس الان ، وضعها داخل السيارة واخذ يسوق بسرعه خياليه لم يشعر بانه قادر الان على استيعاب فكرة انها يمكن ان تتركه ، لا يمكن ان يعيش بدون هوائه ولا يحتاج ليوم اخر اذا كانت هيه ليست فيه
هو مجنون بحبها لانها هيه روحه فكيف سيعيش بدونها ، اخذ يكلمها وهيه على المقعد الخلفي ويقول لها : لن تموتي اسمعتني ليس الان
اقسم لو ان روحي تنفعك لوهبتها لك ، كنت اكذب عندما قلت لك لا تهمني الابدية كنت اكذب ،انا لا اريد ان اعيش ان لم تعدي معي
لا اريد ان .............، اصدمت السيارة بجدار كبير وجاءت سيارات الاسعاف وفي المشفى جاءت سعاد مع والدي نهله وهيه تبحث عن ابنها وجاء والدا نهله وهما موقنين انها غادرت الدنيا .
دخلت سعاد غرفة الطبيب بعد ان عرفت نفسها بانها والدة خالد واخبرتها الطبيبه بانه قد توفي سريريا وانها باستطاعتها ان رغبت ان تمنح الاذن بالموافقه على تبرعه بقلبه للفتاه لتي كانت معه بالسيارة لم تفكر ولم تلفت لشيء امسكت الورقة ووقعتها وخرجت بقرب والدي نهله ، مر ساعات خرج بعدها الطبيب يخبرهم بنجاح العملية نظرت والدة نهله للطبيب وقالت اله : وكيف خالد؟
ابتسم بوجه سعاد ابتسامه غريبة وغادرالمكان فاعادت السؤال على سعاد: الم يخبرنا بان العملية نجحت، وخالد اين هو الان ؟
سعاد : انها نهله من عاشت ، بقلب خالد الان ، هذا ما اراده ان تبقى بخير ، لم يتحمل فكرة ان يبقى بدونها فاتحد معها وبداخلها
لا احد يعلم متى يفارق هذه الدنيا ومن سيغادر قبل من ، وعدها ان لا يتركها واوفى بوعده ،واقتربت من والدة نهله المصدومة وضمتها
ثم ذهبت لتودع ابنها ، ووقفت فوق راسه وقبلت جبينه وقالت له :ستكون بخير اعدك حبيبي ، ستكون بخير بقلبك وبروحك وساكون امها
ها انت لن تعيش بدونها ، فليمنحها الله القوة لتستطيع ان تعيش بدونك ، لا اعرف ماذا اقول لها عندما تستيقظ وكيف ساخبرها انها الان بدونك وان عليها ان تكمل لوحدها لا اعرف .
وغادرت تلك الام الغرفة ورقد خالد بسلام .
كانت نهله في هذه الاثناء داخل غرفة الانعاش ، تحلم انها ترتدي ثوبا ابيض تحمل باقة من الزهور الحمراء وبابتسامه تزف لخالد
واخذ الجميع ينتظر ان تستيقظ ، وهم لا يعرفون كيف سيخبرونها انها منذ هذه اللحظة ستكمل حياتها التي ضنتها سنتنهي لوحدها
هذه هي الحياه تلقي في طريقنا اناس ربما يكونون السبب في حياتنا من جديد .

اميرة قوس النصر

قلعتي أبدية
12-23-2010, 01:37 AM
أعجبني بتميز في المقال:

وعدها ان لا يتركها واوفى بوعده ...
ستكون بخير بقلبك وبروحك وساكون امها...
هذه هي الحياه تلقي في طريقنا اناس ربما يكونون السبب في حياتنا من جديد ا...
وقد يكونون عنوان حزن وألم...
.
.
كان الله في عونك يا قلب...
وكان الله في عونكم جميعاً...
دمتم سالمين من الحـــــب...

~قلعتي أبدية~

سنفورة
12-24-2010, 11:18 AM
والله اكتر من رائعة فعلا اعجبتني جدا جدا
سلمت يداك اميرة قوس النصر.....
:eh_s(7): :eh_s(7): :eh_s(7):

وسام المصري
12-24-2010, 11:52 AM
جميل جد يسلموووووووووو ايديك

جوليانا
01-31-2011, 09:28 PM
جميل جدا
بل اكثر من رائع
شكرااااااااا كتير

طوق الياسمين
10-15-2011, 12:54 PM
لا احد يعلم متى يفارق هذه الدنيا ومن سيغادر قبل من ، وعدها ان لا يتركها واوفى بوعده

رائعة صدقا قلمك راق لي :SnipeR (37):