المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحري الأهلة .. وولادة رمضان 9241 هجرية



معاذ ملحم
08-31-2008, 11:46 AM
تبقى مسألة استطلاع الهلال؛ مفتتح الشهور القمرية أحد الإشكاليات التي تتجدد كل سنة هجرية وخاصة في بداية ونهاية شهر رمضان الكريم.
هناك من يرون ضرورة المحافظة على سنة السلف الصالح في استقصاء بداية الشهور القمرية برؤية العين المجردة وطموح من يتطلعون لتسخير ما وصل إليه العلم من تقنيات في استطلاع الأهلة.
جدلية الأصالة والمعاصرة في هذا المجال مفتوحة ، دون أن يتمكن المسلمون من اليقين التام بصحة دعاوى الفريقين، ولعل الحديث المكبوت الذي يتكرر مع بداية الصيام وعيد الفطر والتباين بين الدول الإسلامية وإصرار كل دولة على صحة صومها مفطريها يظل يؤرق الملايين من المسلمين لأيام طوال، ويكاد في بعض الأحيان يفسد فرحتهم واحتفاءهم بهذه المناسبة الدينيةالعظيمة.
الاختلاف في المواقيت القمرية ، لم يكن يمثل هاجسا علميا او دينيا في الدولة الإسلامية المترامية الأطراف، وكانت مسألة تحري الهلال تتم ربما في كل مدينة كبيرة على حدة، وعلى الشوط الكبير الذي قطعه المسلمون في علم الفلك فإنهم لم يتمكنوا على وجه قطعي من ضبط غرر الشهور الهجرية، وبقي الأمر في إطار الاجتهاد الذي يصيب حتى المخطئ بنصيبه من الأجر، ولكن ما الذي يمنع وقد تقدمت التقنيات العلمية بصورة ملموسة من اعتمادها كأساس للتقويم الإسلامي.
من يقفون على طرف التمسك بالموروث يخالفون ولو عن حسن نية روح الإسلام وإن تمسكوا بنصوصه، وعلى إخلاصهم في التمسك فإنهم يفوتون الكثير من الأجر في مئات الملايين من المسلمون الذين يستشعرون بعض الحرج في أداء عبادة الصوم التي اختص الله عزوجل بها نفسه، فقال في حديثه القدسي كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، ولما كانت شروط الرؤية العيانية تستحيل أحيانا لطبيعة الظروف الجوية أو كما يتخوف علماء الفلك من اشتباه الأمر في عيون بعض الناس بين هلال القمر وظهور كوكب الزهرة في مدى رؤية ليلة التحري، فإن العلم يملك في العصر الحديث حلوله لهذه المعضلة.
التجربة الإسلامية العظيمة التي مكنت المسلمين من قيادة الحضارة الإنسانية على امتداد قرون تضع أمامنا دليلا ناصعا على ضرورة الاجماع على العقل والخروج على السائد، ليس لخطأ السائد بطبيعة الحال ولكن لأن بالإمكان أن يحصل المسلمون على ثمرة التطور العلمي الذي كانوا شركاء في صوغه، فالمعروف أن التقويم في بلاد العرب كان حكرا على اليهود، وكان استمرارهم في ضبط التقويم الذي يعتمده المسلمون في أداء عبادتهم يمثل خطرا يتهدد استقلاليتهم، فإن الله عزوجل من عليهم بنعمة التحلل من نظام التقويم الذي توارثه العرب على امتداد قرون طويلة.
السنة القمرية؛ تقل عن السنة الميلادية المعتمدة على دورة الأرض الكاملة حول الشمس بأحد عشر يوما، ولما كانت السنة الشمسية ثابتة في مدتها ومن المتيسر تحديدها بدقة؛ بعد استقرار العلماء ومنذ عصور على مدتها المتمثلة في ثلاثمائة وخمسة وستون يوما وربع اليوم، فإن السنة القمرية كانت تعمل على إبقاء تزامنها مع السنة القمرية وتعويض الأيام التي تقل بها عن السنة الميلادية من خلال إضافة شهر واحد كل ثلاث سنوات قمرية ويدعى بالنسيء، وبإضافة هذا الشهر تعود السنة القمرية إلى ضبط مواعيد شهورها مع مقابلها من الشهور الميلادية.
هذا التقويم اختص به اليهود الذين كانوا يحددون النسئ ويعلنون للعرب ومن ثم المسلمين بدايات الشهور القمرية، ولذلك نزلت الآية الكريمة ((إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين)) oسورة التوبةa .
تمكن المسلمون من وضع تقويمهم الهجري الذي ما زال معتمدا على دورة القمر حول الأرض، والذي بدأ اعتماد عد سنواته في عهد الخليقة الراشد عمر بن الخطاب بسنة هجرة الرسول من مكة إلى المدينة، ودخول الإسلام في عصر الدولة التي ما كان يمكن أن تبقى منقوصة في حريتها واستقلالها ولو في جانب معرفي بسيط.
قبل النسئ كان شهر رمضان يحل دائما في الصيف، ودعي برمضان من الرمضاء وهي شدة الحرارة ولو بقي النسيء لحل رمضان دائما وعلى امتداد السنوات في الصيف دون أن يرواح مكانه سوى بأحد عشر يوما كل سنة حتى يعود إلى موعده الأول في السنة الرابعة، ولما وضع عن المسلمين النسئ ظل رمضان يزور فصول السنة كلها، ويحمل لكل جيل ذكريات مختلفة وطابعا آخر، وإذا كان المسلمون يملكون القدرة في السنوات الأولى للحضارة الإسلامية أن يتخذوا خطوة بهذا الحجم، فإنهم يستطيعون أن يحسموا أمرهم في قرار استطلاع الأهلة بعد أكثر من أربعة عشر قرنا، بقي الإسلام فيها يمثل منارة للإنسانية.
إن العلم هو ضالة المؤمن والمسلمون اعتبروا العلم دائما بمثابة نقطة التفوق التي وضعتهم في المقدمة، ليس من الضرورة التذكير بأن ما أضافه المسلمون إلى علم المنطق الرياضي هو الأساس لكل تقنية الحاسوب في العالم، ولا يغيب عن أحد دورهم في تطوير علوم الطب والصيدلة.

معاذ ملحم
08-31-2008, 03:55 PM
على حد علمي يوم غد هو اول ايام الشهر الفضيل

بس مش متأكد

زهره التوليب
08-31-2008, 03:59 PM
على حد علمي يوم غد هو اول ايام الشهر الفضيل

بس مش متأكد
مزبوط

معاذ ملحم
08-31-2008, 04:02 PM
مشكورة يا زهرة على التأكيد

يسلموووو

والله يعطيكي الف الف عافيه