عيد الأضحى يمر على الأردن هذا العام بظروف قاسية
غلاء الأسعار يخلق حالة ركود وحظر تجول في الأسواق
رانيا تادرس من عمان: لهيب الأسعار وارتفاعها الحاد لمتطلبات العيد من ألبسة وحلويات وأضاحي العيد خلق حالة ركود تجاري شهدتها مناطق الأردن إلى درجة وصفت بحالة حظر تجول إرادي لقلة السيولة في جيوب الكثير من المواطنين .
ولم ينج خروف العيد أي الأضاحي من تسوماني الأسعار ما حرم الكثير من المواطنين الاردنيين بكل مستوياتهم من الإيفاء بالتزام أساسي في العيد وهو الأضاحي خصوصا أن سعره وصل نحو 300 دولار في مختلف أنحاء الأردن .
ورغم ما يسود مشاعر الحزن وغياب مظاهر الفرح في كثير من بيوت الاردنيين في المقابل هناك طبقة مقتدرة لم تشعر بالغلاء بل تقضي إجازة العيد خارج الأردن في منتجعات عربية وأجنبية وكذلك تشهد فنادق منطقة العقبة حجوزات وكثافة من أردنيين وسواح .
ورسمت صورة عيد الاضحى لهذا العام في محافظات الأردن والعاصمة الأردنية تناغما بمشهد ركود وغلاء سيطر في أحاديث ومجالس العيد .
أسواق الألبسة كانت من القطاعات الأكثر تضررا وركودا رغم التخفيضات والتنزيلات التي أعلنتها المحلات التجارية قبيل عيد الاضحى ورغم مشهد الازدحامات في المجمعات التجارية لكن كانت بحسب تجار حركة أناس يشاهدون دون شراء .وبهذا السياق تقول مالكة بوتيك نسائي ربى مجدوب ل"إيلاف " إن "حركة الشراء من قبل المواطنين كانت خفيفة وغير متوقعة رغم انخفاض أسعار بعض البضائع لكنها لا تزال مرتفعة مقارنة بالعام الماضي ".
ومن العوامل التي ساهمت في حركة الكساد التجاري هو تفكير المواطن الأردني في توفير أساسيات حياتها من مواد غذائية ووسائل التدفئة من الكاز والغاز في ظل رواتب محددة تتلاشى أمام موجة الغلاء التي تعصف بالمواطن الأردني ".
فيما اعتبر مالك محل ألبسة أطفال عميد الأحمدي أن " حركة الشراء لهذا العيد ضعيفة عازيا ذلك إلى غلاء أسعار ملابس الأطفال التي شهدت ارتفاعا ملموسا وغير مسبوق "ولاحظ الأحمدي أن "معظم العائلات اعتمدت على ملابس العيد الفائت أي رمضان ".
وبات ارتفاع الأسعار في الأردن التي طالت كل مناحي الحياة مشكلة طفت على السطح منذ تحرير أسعار المشتقات النفطية وخضوعها لميزان الارتفاع والانخفاض ورغم تراجع أسعار النفط عالميا لكنه أردنيا ورغم تخفيض أسعاره لعدة مرات ما تزال أسعار السلع تسجل ارتفاعات دون ضبط حكومي لحالة العشوائية وضبط انفلات الأسواق الناجم من سياسة التحرير .
ولذلك لم تنج أسعار الحلويات من شوكولاته إذ تراوحت أسعار الكليوغرام الواحد من 10دولارات وبعض أنواعها الفاخرة تجاوز 60 دولارا ، ناهيك عن الكعك والمعمول الذي تراوحت أسعاره من 10دولارات في بعض المتاجر ليسجل في غيرها من أحياء العاصمة عمان الراقية نحو 25دولارا .فتقول مالكة محل حلويات في العاصمة الأردنية أمل القاسم إن " حركة شراء الكعك والمعمول جيدة خصوصا أن أسعار هذه الحلويات ارتفعت بحكم ارتفاع المواد الأساسية المكونة منها " وتضيف أن " ضيافة العيد تشكل جزءا أساسيا من طقوس حيث الكعك والمعمول إلى جانب أنواع البسكويت الخاص بأشكال الخراف وبنكهات مختلفة إلى جانب أنواع من الكيك المختلفة " بينما يقول أبو ايمن مالك محل حلويات ان "أسعار الشوكولاته ارتفعت وكان الإقبال خفيفا من المواطنين خصوصا على شراء الأنواع الفاخرة والاكتفاء بالأنواع التي تباع في المؤسسات العسكرية والمدنية بأسعار مناسبة لدخول المواطنين وكذلك التي تباع بالمحلات التجارية ذات نوعية متوسطة".
ويبقى شراء الحلويات بأنواعها المختلفة خاضعا للمستوى المالي والدخل بحسب أبو ايمن الذي لاحظ رجوع الكثير من الناس على صنع الكعك والمعمول منزليا لأنه اقل تكلفة وسعرا وأكثر جودة والاكتفاء به والاستغناء عن الشوكولاته وغيرها من حلويات وسكاكر العيد في كثير منازل الأردنيين خصوصا في المحافظات .
ومن تقاليد عيد الاضحى هو خروف العيد الذي لم يسجل حضورا قويا وغاب في كثير من المنازل الأردنية بحكم غلاء أسعاره إذ وصل نحو 300دولار رغم قيام الحكومة باستيراد لحوم حية من سوريا لبيعها بسعر وصل إلى 200 دولار ولكن يبدو بحسب مطلعين قالوا ل"إيلاف "انه تعاني مشاكل صحية كالوزن وتفتقر إلى شروط الأضحية إضافة إلى انها غالية الثمن في حين يقول ابو احمد انه "كان سنويا يذبح أربعة أضاحي لكن هذا العام اكتفى بواحدة عن روح والديه بسبب غلاء أسعار الأغنام بشكل غير معقول وغياب رقابة حكومية لضبط الأسعار التي ارتفعت من دون مبرر .
وفي ما يتعلق بطقوس العيد أردنيا تمتاز بتشابه في محافظات المملكة الأردنية (12 محافظة)إذ عادات وتقاليد عشائرية ترمي بظلالها على أجواء احتفالية العيد تبدأ بصلوات العيد ومن ثم زيارة المقابر للسلام والصلاة على سكانها وتقول أم عامر إن "يوم العيد لها خصوصية آذ تجتمع العائلة لتبادل التحيات والتهاني بالعيد وتناول وجبات الفطور والغداء خصوصا أكلة المنسف الشهيرة المكونة ( الجميد اللبن ،واللحم ، والأرز ،والمكسرات اللوز والصنوبر ) . وتتابع وتقديم "الكعك والمعمول الشوكولاته ،إلى جانب القهوة السادة ". وتمضي بالقول كهذا العادات الأردنية وفي حال وجود حالة وفاة في العائلة تجتمع العائلة في ديوانهم الخاص لإتمام الواجبات نحو المتوفى بعمل غداء وتقديم التمر والقهوة السادة .
لكن الأجيال الجديدة تحاول جاهدة كسر طوق العادات والتقاليد المفروض عليهم بجعل العيد فرصة للتغير عبر التنزه وإقامة الاحتفالات والغداء في مطاعم بحسب دينا سالم تقول إنها " لا تحبذ تبادل الزيارات والتكرار بل الخروج عن النمط التقليدي بل الخروج والتنزه مع الأصدقاء والعائلة .
وتغيب لهذا العام في العيد برامج ترفيهية وثقافية إذ تعرض مسرحيات من النوع الكوميدي الأردن وبأسعار رمزية لتشجيع المواطن الأردني الحضور والمشاهدة ،ولكن تزدهر عروض الأفلام في دور السينما الأردنية التي تشهد إقبالا كثيفا من قبل الشباب والفتيات لمشاهدة أحدث وأخر الأفلام العربية والاجنبيه .
ويبقى الوضع المالي العنصر المتحكم في كيفية الاحتفال بالعيد خصوصا في بلد كالأردن أضاع سكانها مدخراتهم في البورصات العالمية وعملات ونفط ونسبة بطالة تصل نحو 14% بحسب إحصاءات رسمية ومستوى فقر سجل 700دولار للفرد في العاصمة الأردنية.
مواقع النشر (المفضلة)