هيدينك..أمام تحد جديد





تاريخ الرجل الهولندي يؤكد بأنه نال من الخبرة ليوضع مع عظام مهنته كمدرب في عالم كرة القدم، فـ أين ما حل و ارتحل يجلب النجاح و الإستقرار للأندية و المنتخبات التي يدربها، فهو خاض من التحديات ما جعل منه هدفا للملياردير رومان أبراموفيتش ليكون المنقذ للبلوز من أزمتهم و لو على حساب منتخب بلاده روسيا.

هيدينك و كما هو معروف حاليا، فهو تسلم زمام الأمور في النادي الإنجليزي مؤقتا حتى نهاية الموسم الحالي خلفا للمدرب البرازيلي المقال لويس فيليبي سكولاري، لكنه سيعود بعدها لمنصبه كمدير فني للمنتخب الروسي على حسب ما ينصه العقد المبرم بين الطرفين، بغض النظر عن ما يحدث مع نهاية الموسم.

تسلم الهولندي البلوز في حالة من التشتت و عدم الإستقرار، لكنه وضع الأمور في نصابها و بدأ يصلح ما يمكن إصلاحه بحيث أعاد الروح للفريق و استعاد قوة مهاجمه الإيفواري ديدييه دروجبا الذي كان حبيس دكة البدلاء قبل قدومه،و أيضا عودة المصابين و أهمهم العاني مايكيل إيسيان، كما غير من معالم الفريق تكتيكيا، حيث و كما هو معروف عن منهجية البلوز في اللعب فهم فريق يعتمد على الدفاع و الهجمات المرتدة، لكن حاليا فالفريق يعرف موازنة بين الهجوم و الدفاع خصوصا في ظل وجود خط وسط قوي للغاية يتكون من أحسن اللاعبين في هذا المركز.

إذن أحد مباريات نصف نهائي دوري أبطال أوربا و التي ستجمع بين البلوز و البلوغرانا على أرض الأخير ستشهد معركة رهيبة على مستوى خط الوسط نظرا لأن الفريقين يمتلكان لاعبين جوكر و مميزين قادرين على قلب الطاولة على الخصوم، و الفوز بالمعركة سيعتبر الفيصل بين الفريقين و أحد أهم عوامل تحقيق نتيجة إيجابية مع صافرة النهاية.

هيدنك سيعتمد في الغالب على الغاني إيسان كلاعب ارتكاز و أمامه الألماني بالاك و فرانك لامبارد، و هؤلاء مهمتهم الضغط على خط وسط برشلونة لشل حركته و بالتالي السيطرة على كافة الملعب، كما يلاحظ أن خط دفاع البلوز لا يخرج كثيرا من منطقته إلا نادرا باستثناء الكرات الركنية و الأخطاء الحرة و هذا ما يفسر قوة الخط الخلفي لفريق غرب العاصمة الإنجليزية لندن.

و يجذر بالذكر أن غوس هيدينك يلعب بخطة وحيدة خلال مبارياته، و لا يحبذ فكرة التغيير أو التبديل إلا في الحالات العاجلة، لكن الإشكال الحاصل في المباراة هو عدم قدرته على استعمال الظهير الأيسر الإنجليزي آشلي كول كونه لن يشارك بداعي الإيقاف، و الذي لا يوجد له اي بديل كفؤ خصوصا أن هذا المركز حساس للغاية لأن الذي سيشغله سيكلف بحراسة الأرجنتيني المشاغب ليونيل ميسي، لكن التقارير أشارت الى أن البديل سيكون الظهير الأيمن البرتغالي بوسينغوا و الذي سيكلف بتلك المهمة.

إذن أهم أهداف هيدينك هي الحد من خطورة ميسي، و ذلك عبر تحفيز لاعبيه بالعمل كفريق واحد و الهجوم ثم الهجوم، من أجل توصيل الكرات الى المهاجم الإيفواري ديدييه دروجبا المميز داخل منطقة الجزاء، كما سيزج كاحتمال كبير الفرنسي أنيلكا كجناح أيمن من أجل الوقف من تحركات أبيدال المدافع الأيسر للبلوغرانا.

كل هذا ما هي إلا رؤى تكتيكية من الممكن أن يضعها المدرب غوس هيدينك لمواجهة فريق مثل برشلونة يجيد لعب كرة القدم الشاملة، و ذلك من أجل تحقيق هدف واحد و هو الوصول الى نهائي روما خصوصا أن الطريق أمام تشيلسي للوصول الى الدور نصف نهائي من البطولة لم يكن سهلا حيث أقصى البلوز كلا من اليوفي و ليفربول تباعا و هذا الدور سيحتم عليه أن يحسب كل خطوة يخطوها نحو الأمام لأنه لا مجال للخطأ في سبيل تحقيق البطولة الأغلى في القارة.