فحص البكارة يثير جدلا بالأردن




كشفت تقارير أردنية عن تنامي ظاهرة توجه مئات الشبان المقبلين على الزواج، لإجبار الفتيات اللائي يرغبن في الارتباط بهن، بإجراء فحص طبي للتأكد من وجود غشاء البكارة، والحصول على تقرير طبي بذلك.


وبحسب ما كشف عنه مسؤول أردني، فإن 1200 فتاة لجأن لفحص "البكارة" بطلب من عرسانهن، قبل الزواج، وذلك في العام الماضي فقط, معتبرا أن ذلك رقما كبيرا "ويشكل مؤشرا خطيرا في ثقافة المجتمع".


وأشارت التصريحات التي أدلى بها رئيس المركز الوطني للطب الشرعي الدكتور مؤمن الحديدي، حفيظة علماء الدين ووجهاء المجتمع المحلي، حيث اعتبروا ذلك، تراجعا ثقافيا وأخلاقيا لدى الأردنيين.


وأكدت طبيبة أمراض نسائية، أن غشاء البكارة، الذي يعتبر في العرف رمزا لـ"طهارة المرأة" بأنه غشاء رقيق، يمكن أن يتهتك قبل الزواج، لأسباب كثيرة غير العلاقات المحرمة، مثل ممارسة بعض الرياضات، أو وقوع حوادث معينة تؤثر على المنطقة الحساسة لدى الفتيات.

وأكدت الطبيبة في حديث لقدس برس أن غشاء البكارة يمكن أن يتمزق "لأهون الأسباب، كتوجيه تيار ماء قوي جدا إلى المنطقة الحساسة مما يؤدي إلى تهتكه".

علامة العذرية




وأوضح أستاذ الشريعة والفقه في الجامعة الأردنية الدكتور محمد القضاة رأي الشرع قائلا إن "المعيار بين البكر والثيب هو الفعلة الجنسية ليس إلا" مشيراً إلى أن غشاء البكارة "ليس هو العلامة الحقيقية على العذرية".

ويرى القضاة أن الطب الحديث "استطاع أن يقوم بإعادة الوضع إلى ما كان عليه" موضحاً أن عمليات الترقيع التي بدأت "تكثر في الآونة الأخيرة أثارت عدداً من الإشكاليات للفقهاء".

كما أوضح أن "علماء الشريعة انقسموا حول جواز هذه العمليات إلى قسمين، منهم من أباحها ولكن بشكل محدود وبضوابط محددة للغاية، ومنهم من رفضها واعتبرها تدليساً وخداعاً للرجل".

جرائم شرف




وكشفت تقارير عديدة للمركز الوطني للطب الشرعي، عن أن عددا من الفتيات اللائي قتلن على خلفية "جرائم شرف" كن يحتفظن بغشاء البكارة، الأمر الذي يشير إلى عدم تورطهن بأي علاقات جنسية.

وقال المراقب الاجتماعي فؤاد الأحمد، إن ظاهرة فحص غشاء البكارة قبل الزواج "شيء خطير جدا، ومؤشر على عدد من التراكمات الأخلاقية السيئة في المجتمع".

وأشار إلى أن أكبر التحديات التي تواجه المجتمعات هي "تنامي عدم الثقة بين أفراده" مؤكدا أن ذلك ينمو حينما "تسود العلاقات المحرمة.. وحينما يقرر الشبان الذين مارسوا مغامرات كبيرة مع عدد من النساء أن يتزوجوا".

وأشار الأحمد إلى أن الشبان الأردنيين لم يكترثوا بالفحص الصحي للزوجين قبل الزواج، وهو الأهم، بينما توجهوا نحو إجبار الفتيات على فحص بكارتهن.