سابلة الحسن .. المغامرة الحقيقية لجيل المستقبل



تعتبر جائزة الحسن للشباب من أكثر البرنامج تميزاً للشباب الأردني فهي جائزة وطنية هاشمية نهجت منذ خمسة وعشرين عاماً من العمل والعطاء المتميز إلى ترسيخ ثقافة العمل التطوعي عند الشباب. إنطلاقاً من أهمية هذا العمل ودوره في بناء الشخصية وتنميتها، ولما له من اثر ايجابي على الشباب والمجتمع معاً.

فالجائزة تقوم على تشجيع المشاركة التعاون والعمل في إطار الفريق الواحد وتحمل المسؤولية وتعزز هذه القيم من خلال تنفيذ برامجها الأربعة؛ الخدمات الاجتماعية والمهارات والنشاط الرياضي والرحلات الاستكشافية.

وبرنامج سابلة الحسن الذي يجوب أرجاء الوطن من شماله إلى جنوبه مترجماً رؤى جلالة الملك في خدمة الوطن والمواطن قولاً وعملاً ليبقى دائماً ''الأردن أولا'' و''كلنا الأردن'' منهج حياة وأسلوب عمل يبتغى منه إعلاء راية الأردن عالياً أسرة واحدة وقلب واحد على حد تعبير سمو الأمير الحسن بن طلال.. فهي مسيرة عطاء خالدة ورحلة إنجاز كبيرة سطرها الشباب الأردني والعربي بأحرف من نور منذ سنوات.. لبنه فوق لبنه وإنجاز يتلو إنجاز لتبقى وشعارها في المحبة والتعاون والإنجاز المشترك منارة علم ومعرفة وتجربة وخبرة يهتدي إليها الشباب لتنير لهم طريقهم في الحياة. سابلة الحسن..الأهداف والشروط برنامج سابلة الحسن الذي ينفذه مكتب جائزة الحسن للشباب سنوياً منذ عام 1991 بتوجيهات مباشرة من سمو الأمير الحسن بن طلال مؤسس جائزة الحسن للشباب، إحدى برامج الجائزة الممثلة لبعض برامج الإقامة الخارجية لمشاركي المستوى الذهبي، وهو مشتق من برنامج دولي يعرف باسم (رالي انترناشونال ) و يُنفذ بأيدي مجموعة مختارة من الشباب والشابات المتطوعين من الشباب الأردني والعربي.

وتتيح السابلة للشباب الفرصة لتحدي الذات والتعرف على بيئات جديدة، واكتساب خبرات ومهارات متنوعة تساعدهم في تطوير أنفسهم واكتساب الثقة بالنفس، من خلال معسكر متنقل يستمر لمدة أربعة أسابيع في كافة ارجاء الوطن وفي جمهورية مصر العربية. سابلة الحسن مغامرة شبابية تعتمد على استكشاف البيئة الأردنية وعلاقاتها بالمجتمعات الريفية والبدوية والمدنية، وتعتمد على ثلاثة محاور أساسية هي تقديم الخدمات العامة والتفاعل الاجتماعي والمغامرات الاستكشافية للطبيعة الأردنية والمساهمة في الأبحاث العلمية أو في المشاريع البيئية أو في الدراسات والمسوحات الميدانية. كما تهدف سابلة الحسن إلى تنمية الثقة بالنفس وترسيخ الانتماء الوطني، وتطوير الخصائص الإنسانية والصفات الشخصية، وتشجيع فكرة احترام وتقدير المجتمع باختلاف بيئاته وعاداته وثقافاته وتنمية روح المبادرة والإبداع الذاتي، وتنمية روح الاكتشاف لحاجات المجتمع ومتطلباته المتجددة وروح المشاركة الاجتماعية والتطوعية والديمقراطية في العمل والسلوك إضافة إلى إكساب المشاركين مهارات فكرية وجسمية واجتماعية تعود بالنفع على الفرد والمجتمع الذي يعيش فيه.

آلية المشاركة والإختبارت وحسب ما قالته سمر كلداني مديرة الجائزة فإن السابلة موجهة للشباب الجامعي الأردني والعربي من عمر (17-25) عاما. و توفر الجامعات الاردنية لطلبتها ومن خلال عمادات شؤون الطلبة فيها الفرصة للمشاركة في البرنامج، من خلال تعبئة نماذج الاشتراك الخاصة بالسابلة، بعد إجراء الفحص الطبي الشامل للتأكد من اللياقته الصحية والبدنية للمشارك..

وافضت كلداني أنه تقدم لسابلة الحسن 2009 حوالي 114 مشاركاً ومشاركة إجتاز منهم إختبار اللياقة البدنية الذي تم تنفيذه من قبل مشرفين مختصين في عمادات شؤون الطلبة في كل من جامعات مؤتة واليرموك والاردنية حوالي 51 مشارك ومشاركة تم تأهيلهم للمشاركة في المخيم التأهيلي المخصص لإختيار المشاركين. وقالت'' خضع المتقدمين لسابلة الحسن 2009 ال 51 والذين اجتازوا اختبار اللياقة البدنية لمعسكر اختيار، خلال الفترة الواقعة ما بين 6-9/5/2009 في مخيم بالاردن بنكبر في منتزه عمان القومي ومعسكر الاختيار هو معسكر ثابت ينفذ سنويا بهدف اختيار المجموعة الشبابية الأفضل للمشاركة وتنفيذ البرنامج، من خلال وضع المشارك أمام مجموعة من التحديات لإظهار أقصى طاقاته وإمكاناته لاجتيازه كما ويهدف المعسكر إلى التأكد من أن الشباب المجُتازين لاختبار اللياقة البدنية على قدرة وكفاءة عالية للتعايش مع متطلبات وظروف سابلة الحسن وإعطائهم الفرصة للإلتقاء والتحدث مع الآخرين والذين سبق لهم ان اجتازوا البرنامج إضافة إلى تعريفهم بواقع حياة السابلة حتى يتمكنوا من تحديد قدراتهم الحقيقية الكافية للانضمام للبرنامج ومعرفة ملخص التطور الشخصي الذي يغطي الجوانب الستة التي تستخدم لتقييم المشاركين في البرنامج وهي (الالتزام والروح المعنوية وصنع القرار والقيادة والتأقلم والانفتاح والاتصال والتواصل وروح الفريق)''. وذكرت كلداني أن المعسكر اقيم بإشراف من مكتب الجائزة ومدربين مختصين من القوات المسلحة الأردنية، التي تسهم بفاعلية في تدريب منتسبي جائزة الحسن للشباب وسابلتها، من خلال دعم البرنامج بالكوادر التدريبية القادرة على توفير عنصري المغامرة والتشويق من خلال مهارات المشاة والميدان والمسير وتسلق الجبال والنزول عن الابراج بواسطة الحبال.

مشاركة ودعم مميز من الجامعات الاردنية اجتاز معسكر الاختيار لهذا العام اثنان وثلاثين مشارك ومشاركة انتظم منهم بالمشاركة الفعلية بالبرنامج ثلاثة وعشرين شاب وشابه يمثلون جامعات مختلفة. جمع التبرعات لدعم البرنامج والمشاركة الفاعلة توجب على كل مشارك في البرنامج المشاركة بفاعلية وايجابية في سابلة الحسن من خلال جمع التبرعات النقدية والعينية لدعم البرنامج والإسهام في بعض فعالياته، ليشعر بقيمة الجهد الذي بذله ولذلك قام المشاركين بالتوجه الى الشركات والمصانع والمؤسسات وأهل الخير بهدف جمع التبرعات النقدية والعينية، التي وزعت على الأسر العفيفة في المناطق التي تمر بها السابلة.

سابلة الحسن ,2009. الانطلاقة والفعاليات
وعلى صعيد آخر مندوبا عن سمو الأمير الحسن بن طلال وبمناسبة اليوبيل الفضي لجائزة الحسن للشباب رعى الدطتور وجيه عويس رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية حفل انطلاق سابلة الحسن 2009 في رحاب جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية وبمشاركة ثلاثة وعشرين مشارك ومشاركة يمثلون مختلف الجامعات الاردنية. وفي كلمة له خلال الحفل قال عويس: إنه لمن دواعي سروري أن تستضيف جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية حفل انطلاق سابلة الحسن 2009، والذي يتزامن مع احتفالات المملكة بأعياد الوطن: عيد الاستقلال والجلوس الملكي ويوم الجيش والثورة العربية الكبرى منتهزاً هذه الفرصة لأرفع إلى مقام الملك عبد الله الثاني ، باسمي واسم أسرة جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية أسمى آيات التهنئة والتبريك مقرونة بالدعاء إلى الله عز وجل أن يحفظ جلالته ويمتعه بموفور الصحة والسعادة. وأضاف عويس مخاطباً الشباب يسرني أن أنقل لكم تحيات صاحب سمو الأمير الحسن بن طلال راعي الحفل ودعوته لكم إلى توظيف التكامل المعرفي بين رأس المال البشري الإنساني ورأس المال النقدي، من خلال جهد فوق قطري يأخذ بالحسبان المعايير المشتركة وتعزيز التفكير الإبداعي في المجتمعات والجامعات العربية، إلى جانب الحقائق الجغرافية للمنطقة وتقصي الواقع الاجتماعي لمختلف الشرائح الاجتماعية. ومن جانبها أوضحت سمر كداني مديرة جائزة الحسن للشباب ومشرف عام سابلة الحسن المعاني العظيمة التي يدل عليها شعار الجائزة ''إنماء وإنتماء '' مبينةً دور سابلة الحسن في تنمية الشباب وخدمة المجتمعات المحلية والتي اتخذت شعارها المحبة ورسالتها التعاون وهدفها الانجاز المشترك وغايتها تجسيد إنسانية الإنسان، وأضافت كلداني إننا نقدم اليوم ونزف للوطن نخبة من شبابه المشارك في سابلة الحسن لمباركة مسيرتهم التي تتوق لخدمة الوطن والمواطن. سابلة الحسن تزور رئاسة الوزراء مندوبا عن رئيس الوزراء نادر الذهبي كان قد التقى وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور نبيل الشريف فريق سابلة الحسن في دار الرئاسة، وقال الشريف مخاطباً الشباب مما لا شك فيه إن سابلة الحسن التي تمثلونها بجدارة هي أحد الميادين الحيوية الهامة التي ستؤهلكم وغيركم من الشباب في وطننا الأردني الغالي للمشاركة الفاعلة في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية حيث ستكسبون من خلالها المهارات الحياتية القادرة على رفع مستوى أدائكم وبما تتيح لكم ولأقرانكم المزيد من التفاعل مع مجتمعكم والمساهمة في خدمته وبنائه واحترام موطنيه وتقاليدهم وثقافتهم.. وفي نهاية اللقاء دار حوار موسع بين الشريف وأعضاء فريق السابلة أجاب خلاله عن استفساراتهم وأسئلتهم مقدمين إيجازا حول أهم الفعاليات التي تم إنجازها منذ بدء البرنامج. سابلة الحسن تزور وزارة الداخلية .

كما زار فريق السابلة وزارة الداخلية والتقوا أمين عامها مخيمر أبو جاموس وبحضور كبار موظفي الوزارة فريق سابلة الحسن 2009؛ الذي أكد استعداد الوزارة ممثلة بالحكام الإداريين لتقديم جميع أشكال الدعم لفريق سابلة الحسن إيماناً منها بأن الاهداف التي تصبو اليها هي غايات مشتركة في سعينا نحو تعزيز الولاء للقيادة الهاشمية الفذة والانتماء لثرى الاردن الغالي وتنمية روح الديمقراطية في العمل والسلوك وترسيخ الثقة بالنفس والاعتماد على الذات وتنمية المعرفة والادراك. وأكد حرص الوزارة على دعم كل جهد وطني يبذل لتعزيز الولاء والانتماء للملك والوطن.


لقاء محافظ مأدبا وزيارة الأماكن السياحية فيها وفي محافظة مأدبا استهل فريق سابلة الحسن زيارتهم للمحافظة بلقاء محافظها علي الشرعه الذي رحب بالفريق وثمن دور برنامج سابلة الحسن في تنمية الشباب وخدمة المجتمع، مؤكداً خلال الإيجاز الذي قدمه ان التركيز منصب الآن على تطبيق مبدأ اللامركزية في العمل وليس ما يسمى بالأقاليم.

و لدى حديثة عن محافظة مأدبا قال:'' الشرعه انها شهدت في عهد جلاله الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المفدى ازدهاراً ونمواً يشهد له القاصي والداني، و ستشهد كذلك نقله نوعية متميزة خلال الأعوام القادمة مشيرا إلى ان جامعة مادبا ستكون جامعة أردنية شأنها شأن زميلاتها ستركز على تدريس العلوم الإنسانية إضافة إلى باقي التخصصات''.

يوم طبي مجاني في الموجب و في محافظة الكرك قام المشاركين بتنفيذ زيارات ميدانية إلى عدد من الأسر العفيفة، بهدف التواصل مع هذه الاسر وتحديد احتياجاتها الاجتماعية والاقتصادية والصحية ضمن برنامج تقصي الحاجات الاجتماعية حيث تم توزيع تبرعات إنسانية عينية عليها.

وفي قضاء الموجب نفذ يوم طبي مجاني بالتعاون مع وزارة الصحة والخدمات الطبية الملكية ومستشفى الجامعة الأردنية وكلية التمريض فيها ومديرية صحة الكرك والبرنامج الصحي في وكالة الغوث حيث قام الفريق بتنظيم المراجعين، ومرافقة المرضى إلى الأطباء ومساعدتهم في صرف الأدوية.

هذا اليوم استفاد منه أكثر من مئتي مواطن ومواطنة حيث تم تحويل الحالات المرضية التي هي بحاجة ماسة للعلاج إلى المستشفيات لمتابعة اوضاعهم الصحية، و تم توعية المواطنين بأهمية نظافة الاسنان من قبل فريق فني من الجامعة الاردنية. وحسب ما ذكرته رئيسة اللجنة الصحية في الجامعة الاردنية رسميه الاعمر انه شارك في اليوم الطبي 18 طبيبا في تخصصات الاطفال والنسائية وطب الاسرة والعظام والمسالك والجراحه العامة والباطنية والعيون وصيدلي و20 ممرضا وممرضة. كما وقام المشاركين والمشاركات بتنفيذ المسير الطويل في وادي نميرة واطلعوا على جمال الطبيعة وجاذبيتها مختتمين زيارتهم للكرك بحفل سمر في شركة البوتاس العربية برعاية متصرف لواء الأغوار الجنوبية مندوبا عن محافظ الكرك.

المغامرة والاستكشاف في وادي رم أما المغامرة الحقيقية في برنامج سابلة الحسن بعد تنفيذ الرماية الحية ونزول الأبراج بواسطة الحبال على أيدي مدربين مختصين في ميادين مدرسة الأمير هاشم للعمليات الخاصة، وتنفيذ المسير الطويل في وادي نميرة بالكرك، فقد كانت في وادي رم حيث سحر الطبيعة الخلابة وجمالها التي تجذب الزائرين من كل بقاع العالم ليمتعوا أنفسهم بجماليات وادي القمر ومشاهدة غروب الشمس. بعد ان قام المشاركين بالاستعداد وتجهيزكافة المهمات اللازمة للمسير، تسبقوا أعلى قمة في الأردن؛ وهي قمة جبل أم الدامي، مشياً على الأقدام يحملون معهم أمتعتهم وزادهم في رحلة تتصف بالمغامرة والاستكشاف ستبقى خالدة في أذهانهم طوال حياتهم.

هذا وتجدر الإشارة إلى ان المرحلة الأخيرة من سابلة الحسن 2009 نفذت خلال في العقبة وعمان وجمهورية مصر العربية واشتملت على زيارات إلى المؤسسات الرسمية و المواقع السياحية في مدينتي العقبة والقاهرة، برفقة وفد شبابي من جمهورية مصر العربية لتختتم فعالياتتها بتنفيذ برنامج التبادل الشبابي الأردني المصري وزار الوفدان مدينة البتراء الوردية والعاصمة عمان ثم توجهوا إلى مدينة القاهرة المصرية للإطلاع على ابرز المعالم الحضارية والثقافية والسياحية في جمهورية مصر العربية.