مقصلة الشرف” تثير فزع الأردنيات





يثير ارتفاع عدد جرائم القتل على خلفية “الشرف” فزع الاردنيات في ظل وقوع 18 جريمة قتل لاردنيات العام الماضي دفاعا عن الشرف، وسقوط ثماني نساء منذ مطلع العام الحالي للسبب ذاته.


ولا تنقص المدافعين عن شرفهم وسيلة لمسح العار، فقد سلم شاب جثة شقيقته للشرطة الاسبوع الماضي بعدما اعترف بانه قام باغراقها في مياه البحر الميت شديدة الملوحة ليغسل شرفه.


وقال مصدر امني ان شقيق “آيات” 20 عاماً اقتحم المركز الامني وهو يحمل شقيقته بين ذراعيه بزهو، “قتلتها دفاعاً عن الشرف”. وسبق ان سقطت فتاة في العشرين من عمرها قتيلة بعد ان تلقت 20 رصاصة و20 طعنة في مناطق مختلفة من جسمها.


وتخضع جرائم الشرف في الاردن لجدل واسع من حيث القوانين السارية التي تمنح عذراً مخففاً للقاتل في حال ادعائه بان سبب جريمته الدفاع عن شرفه، غير ان المفاجأة الكبرى تقع عندما يجد الطب الشرعي ان المغدورة ما زالت عذراء.


وأثارت ثلاث جرائم وقعت في الاردن مؤخراً حالة استفزاز وسط الفعاليات النسوية التي طالبت البرلمان باعادة النظر في العقوبات التي تشتمل على عذر مخفف، واعتبرت ان القاتل في هذا النوع من الجرائم بات يقع ضحية عادات وتقاليد سائدة.


وكانت قوى عشائرية واسلامية جاهدت كثيراً لافشال مشروع قانون يساوي القاتل في جرائم الشرف بالقاتل الجنائي، وفي مسعى للحد من الظاهرة وتفادياً لتطورات الخلاف، يلجأ الحكام الاداريون بما يعرف شعبيا ب “الزواج الاداري”.


ويسند الادعاء العام لجرائم الشرف تهمة القتل التي تصل عقوبتها الى الاعدام، غير ان المحكمة في معظم قضايا الشرف تعدل وصف التهمة الى القتل تحت تأثير “ثورة الغضب” الذي عاقب عليه بالسجن لستة اشهر.


وترى مديرة البرامج والانشطة في المعهد الدولي لتضامن النساء في الاردن انعام العشي ان جريمة الشرف باتت نتاجا لردة فعل مبالغ فيها من الاهل تجاه الضحية.


وبرزت مؤخراً ظاهرة اللقطاء حيث لم يعد يمض شهر دون الاعلان عن العثور على طفل في حاوية للقمامة او على ناصية أحد الشوارع.


ولا تجد السلطات وسيلة للحد من الظاهرة، في حين يشن علماء الشريعة هجوماً لاذعاً على النساء ويحمّلونهن مسؤولية الانحراف والوقوع في الخطأ مرتين بارتكاب جريمة الزنى وإلقاء اطفالهن في الشوارع.


واعلن مركز الدراسات الاستراتيجية الامنية التابع للشرطة نتائج دراسة افادت بأن عدد حالات اللقطاء لا يرقى الى مستوى الظاهرة، واعتبر ما يحدث ممارسات فردية.


وطالب رئيس المركز الوطني للطب الشرعي مؤمن الحديدي بالتخلص من اللقطاء عبر الاجهاض في الاسابيع الاولى من الحمل بدلاً من ترك الاطفال في ظروف قد تعرض حياتهم للخطر، وحسب سجلات المركز يتم العثور سنوياً على ما بين 12 - 16 لقيطاً، وهو اجتهاد عارضه رئيس هيئة العلماء في جبهة العمل الاسلامي ابراهيم زيد الكيلاني واعتبره اباحة للاجهاض ومحاولة لزيادة الفجور والمعصية. وقال ان اباحة الاجهاض للزانية التي تحمل طفلاً سفاحاً جريمة بحق النفس.


وقال استاذ علم الاجتماع حسن محادين ان النسيج الاجتماعي بدأ يشهد تمزقاً على صعيد الاسرة او على صعيد علاقات الافراد، فيما طالب آخرون بإصدار تشريعات رادعة ذات علاقة واصدار برامج تنموية واعلامية.


“مقصلة الشرف” واللقطاء من القضايا الاشكالية التي باتت تطرح نفسها بقوة على الشارع الشعبي في الاردن، وسط اعتقاد بأن للفقر والبطالة وارتفاع مستوى غلاء المعيشة الى جانب وجود اكثر من 60 الف عانس دورا بارزا في الوقوف خلفها.

منقووول عن جريدة الخليج ,,,,