هي نافذه بسيطه..سأكتب فيها عن امورٍ تستفزنا... أو تشغلنا.. أو تعنينا.. سأكتب ... وبانتظار ردودكم لمناقشه الواقع...
تتراكم الامور البسيطه في داخلنا لتصنع عقداً..
تتزاحم الاولويات في حياتنا... لنكتشف بأننا نقفُ خارجاً..
وبأن الاولويات التي اعطيناها (( جواز احمر)) للمرور ليست اولويه..بل
انها لا تعنينا اصلاً..
تجد نفسك دائماً مشغول بملايين القصص التي لا تنتهي ولن تنتهي..
ثم تكتشف بأنك ساذج وهذه القصص وهذه الالتزامات..لست مجبراً لتحرق نفسك معها... فأنت في النهايه غير معني بها..ولكنك لا تنسحب..
عندما ينظر إليك كل من حولك ويشاهدونك انساناً كاملاً بمفهومهم..
ابتسامتك لا تغيب... تدرس تخصص رائع او حتى تعمل في مجال متميز.. امورك الماديه لا تشكل عائق امام تحقيق احلامك.. لديك شبكه من المعارف والاصدقاء.. وهكذا فإنه لا شيء ينقصك لتكون مميزاً.. لا شيء ينقصك لتكمل المسير في طريقك الذي رسمه لك القدر في هذه الحياه.. ولكن الجميل في الموضوع انهم لا يعلمون شيئاً عن الأمر .. وعنك.. وايضاً ليست لديهم رغبه بمعرفه غير الذي يودون معرفته..
وفي نهايه الامر من غيرك يشعر بالخريف بداخلك.. من غيرك يفهم حقيقه وضعك.. من غيرك يمد لك يد النجاه... من غيرك يسير مبتسماً في الطريق التي رسمها القدر لكنه وحده يشاهد حفره كبيره ستسقط فيها حتماً والمسأله مسأله وقت فقط... ومهما فعلت لا تستطيع تجنب الحفره
ولا تستطيع تغير الطريق ..
الحياه غريبه حقاً...
تمر ايام تظن انها اتعس ايام عمرك... لتكتشف عندما تعيش غيرها بأنها كانت اجمل ايام عمرك...
تمر عليك لحظات لينطلق شعاع الامل من داخلك ..سوف تقلب حياتك رأساً على عقب ..بل انك تصل الى قناعه بأنك انسان متميز في كل شي..وتستطيع تحقيق كل احلامك بالقليل من الجهد والتركيز...
لحظات اخرى بعدها .. لتكتشف حقيقه الامر..وبأنه ليس هناك اصلاً احلام ترغب بتحقيقها.. وأن لا شيء يمكنه ان يهديك السعاده..
(( إن اقوى السهام واشدها الماً تلك التي تنطلق من اقواس اناسٍ احببناهم حقاً...)) هذا الامر اتوقع أن الجميع متفقٌ عليه..فأنت عندما تنجرح ممن تحب..أو من شخصٍ يهمك امره.. سيكون الجرح شديداً.. والألم مضاعفاً.. ولكن المأساه تكمن عندما يرغمك القدر أن تجرح أنت اعز الناس إلى قلبك.. حتى لا تخسره..
عندما تصبح الامور الأجمل بحياتك..والتي كنت دائماً تفتخر بأنها لديك.. أو بحياتك.. مصدر عارٍ عليك..وادله تدينك ..
بل انها نقطه ضعفٍ مكشوفه.. يستغلها اقرب الناس إليك قبل الاغراب..
ومن جديد تكتشف بأنك وحدك..ووحدك فقط تقف على كل الجبهات.. وأن تاريخك رغم صمودك كله هزائم.. وأنك كنت دائماً أول جثه تسقط ليصنع اعز الناس إليك انتصاراتهم..عندما تتمنى لو كنت أمياً..قالاميه ترفٌ لا تستطيع الحصول عليه... لو كنت مجنوناً.. فالجنون نعمه تتمناها.. وقد تنحصر امنيتك بأن تفقد ذاكرتك لتستطيع الاستمرار في هذه الحياه... اعلم بأني اكتب هذه السطور بدون تركيز.. وأنها الفوضى المطلقه بتبعثر الافكار هنا وهناك.. ولكن اعذروني ..فاليوم اكتب دون رغبه بتجميل الكلام وتنسيقه.. اريد لكلماتي مذاق الحقيقه والحقيقه فقط..
ولو كانت الحقيقه غير مفهومه أو غامضه ..فأنا بحاجه لآن احرقها على ورقه قبل أن تحرقني.. من جديدٍ اخرج عن الموضوع..
لا تعطي اسرارك لأحد.. مهما بلغت منزلته بقلبك.. حتى يطمئن عقلك.. وفي النهايه لما تعطيه اسرارك..فأنت وحدك من يرغب بمعرفتها في حقيقه الامر.. وقد تستخدم كسكاكين على رقبتك من اعز الناس إليك.. أو ربما تكتشف بأن من شاركته همك ووقتك ومشاريعك لا يهتم حتى بالاصغاء إليك..بل إنه قد يتصرف باستخفافٍ ودون مسؤوليه في التعامل مع اكثر الامور حساسيه في حياتك ويدنس- دون أن يعلم – اقدس ما في الكون إليك..
اعلم أنه من الطبيعي لكل انسان طبيعي أن يوجد في حياته شخص أو اثنان لا اكثر ممن تنطبق عليهم تسميه (( كلوز فرند )) وهم من يشاركونك افراحك واحزان مشاريعك واحلامك.. ولكن دائماً لا تجعل عواطفك تسيطر عليك حتى مع اقرب الناس إليك.. ففي النهايه ربما ستكون وحدك..
وللحديث بقيه..
حسان القضاة
مواقع النشر (المفضلة)