الخبر الأول
____________ _______
والدا د.عبدالله ابو طويلة .. قصة وطنية انسانية بامتياز
|
2009-12-17
عمون - خلود الخطاطبة - في كل مرة يصل فيها طفلي للمنزل من نادي "التايكواندو " الذي يمارسون فيه رياضتهم المفضله ، اشعر باغتباطهم بالرغم من ارهاقهم ، لكن مظهرهم غير المعتاد وهدوئهم الحزين لدى وصولهم آخر مرة من النادي اثار استغرابي وهممت بسؤالهم عن سبب حزنهم .
وبتثاقل بادرا بسؤالي بصوت حزين وبدمعة في اعينهم لم يستطيعا حبسها رغم محاولتهم ، هل تتذكرين "ماما " عندما اتيت لمشاهدة تدريبنا الأخير في النادي الشاب الذي كان يلعب بالحبل جانبا والذي اخبرناك بأنه يدرس الطب في الجامعة وهو من ابطال الجامعات باللعبة ؟
وبعد صمتي قليلا اثناء عودتي بذاكرتي للوراء اخبرتهم بأنني تذكرته ، فعادا للصمت من جديد وأحسست من ملامحهم والدموع التي ارادا اخفائها ان خطب ما قد اصابه فعاودت السؤال "ماذا عنه " ؟حينها لم يستطع ابني الأكبر الإجابة من شدة تأثره فتحدث الأصغر بتأثر " لقد كان يتدرب بالحبل في النادي ونحن نتدرب على حركات التايكواندوا وننظر اليه ، وفجأة رأيناه يتشنج ووقع على الأرض ودخل في غيبوبة ، وعلى الفور استدعى النادي الإسعاف وتم نقله للمستشفى .
هنا تدخل ابني الأكبر بالحديث ، "يقولون انه اصيب بجلطة " هل سيموت يا اماه قالها والدموع تنهمر من عينيه فأجبته على الفور لا..لا ان شاء الله .وأخذت بتهدئتهم وتطمينهم بعد ان لمست محبتهم الكبيرة له ، واعجابهم به اذ كان مثلهم الأعلى في تميزه برياضتهم المفضلة الى جانب تميزه الدراسي بنفس الوقت .
اخفيت حزني واضطرابي عن اطفالي ودون ان يشعروا قمت بالإتصال بمدربهم في النادي على امل ان ينفي المعلومة ، وان تكون القضية بسيطة لكني ادركت خطورة الوضع من حشرجة صوت المدرب فور سؤالي عن الشاب وما حدث معه .
وبادر المدرب بذكر مناقبه واخبرني بأنه يدرس الطب وهو الآن السنة الجامعية الخامسة ، وانه بطل الجامعات في لعبة التايكواندوا ومن اكثر الشباب الذين قابلهم تميزا واخلاقا ، فقاطعته للسؤال عن وضعه ، فأسكت دمعته وقال : اصيب "بجلطة " في الدماغ وهو في حالة موت دماغي يقولها بأمل بشفائة رغم ادراكه بأنه في عداد الأموات وكأنه غير مصدق لما حصل بعد .
حينها لم اتمالك نفسي من البكاء وحاولت انهاء المكالمة ولكن اثناء ذلك اكد علي المدرب بأن لااخبر اطفالي "سيف وزيد " بما حدث للدكتور عبدالله خوفا عليهم من الصدمة لرؤيتهم له عندما وقع ارضا وخوفهم الشديد عليه لمحبتهم له .
خلال اليومين الماضيين لم ارسلهم للنادي خوفا عليهم من صدمة معرفتهم بالخبر وما زلت محتارة بما سأخبرهم خصوصا وانهم يلحون علي يوميا بمعرفة اخبار الدكتور عبداللة في المستشفى وينتظرون ان اخبرهم بأنه خرج معافى !! .
هنالك حزن خيم على منزلنا لما حل بعبدالله نحاول اخفائه عن بعضنا انا وابنائي ، وأردد في نفسي دائما " اعان الله والديه على مصابهم " ترى كيف تقبلوا خبر وفاة ابنهم البكر وهل سيحتملون هذا المصاب الجليل ؟! لأتفاجأ بعظمة وايثار وسخاء والديه رغم "مصيبتهم " بابنهم والتي تدل على ايمانهم القوي بالله وصبرهم على الإبتلاء اذ تبرع والده بأعضاء ابنه عبدالله "كبده وكليتيه وقرنيتيه " على الفور لإنقاذ حياة خمسة اشخاص اجريت لهم عمليات الزرع على الفور في الخدمات الطبية الملكية وتكللت جميعها بالنجاح مرددا بأن هذه صدقة جارية عنه .
مدير عام الخدمات الطبية الملكية اللواء عبد اللطيف وريكات عبر عن بالغ حزنه لمصاب ذوي الدكتور عبدالله عصام ابو طويله ووصف والديه بأنهم من اعظم البشر للضغط على جرحهم العميق ومصابهم العظيم ، وتبرعهم بأعضاء ابنهم المتوفي لمرضى الكبد والكلى والقرنية كصدقة جارية عنه .
واضاف : لايسع أي انسان الا ان ينحني اجلالا لموقف هذه العائلة العظيم لإيمانهم القوي بالله وكرمهم وايثارهم .
وقال الوريكات : لقد تبرع والد الطبيب المتوفي بكبده وقرنيتية وكليتيه ، وكان سببا في اعادة الحياة لخمسة اشخاص اذ تمت زراعة كبد لأحد المرضى الذين تم التبرع له بكبد من قبل 11 فردا من اقاربه ولكن جميعهم لم يتطابقوا معه الا ان الكبد الذي تبرع به والد المتوفي د.عبدالله تطابق معه واجريت العملية في الأردن وتكللت بالنجاج مع الإشارة الى انها اول عملية زراعة كبد من متوفى تجرى في الأردن .
كما اجريت عمليتين لزراعة قرنيتي المتوفي لشخصين مختلفين ونجحت العملية واستعادا نعمة البصر .
كما انقذت كليتيه حياة شخصين كانا يقومان بغسل الكلى وتمت زراعة الكلى لهم وتكللت عمليتهم بالنجاح .
واشار اللواء الوريكات الى الكلفة العالية لهؤلاء المرضى خصوصا فيما يتعلق بغسل الكلى الدوري ، وأكد ان ثقافة التبرع بالأعضاء مازالت غير منتشرة في الأردن ولابد من تكثيف التوعية بأهميتها في انقاذ حياة الآخرين . وقال بأن الإقبال في السنوات الماضية على التبرع بالأعضاء كان افضل من الوقت الحالي .
ونوه الى ان العديد من المواطنيين لايدركون اهمية المباشرة بالتبرع فور اعلان الوفاة ، فعندما يأتون الينا معلنيين عن تبرعهم باعضاء ذويهم المتوفيين ، يكون قد فات الأوان على التبرع .
عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة العلوم الإسلامية العالمية د.محمود السرطاوي
أكد على ان التصدق بعضو من الأعضاء البشرية يعبر عن قمة الإنسانية والإيثار والتضحية ويعتبر اكثر من صدقة .
وقال بأن هذا التبرع اجره كبير وثوابه عظيم عند الله يفوق اجر التصدق بالمال ، فالجود بالنفس اسمى انواع الجود .وقمة التفاني والمعاني الإنسانية بأن يتبرع الإنسان بأعضاء اصبح في غنى عنها وينقذ فيها حياة الآخرين بدلا من ان تفنى في التراب .
واشار الى تضحية وايثار ذوي د.عبدالله الذين تجلت فيهم كل معاني الإنسانية الخيرة واضاف بإذن الله سيكون لهم الأجر العظيم ويصبرهم ويعوضهم الله ويبارك لهم في حياتهم خاصة وانهم سيكونون قدوة حسنة لغيرهم من الناس.
كما انقذت كليتيه حياة شخصين كانا يقومان بغسل الكلى وتمت زراعة الكلى لهم وتكللت عمليتهم بالنجاح .
واشار اللواء الوريكات الى الكلفة العالية لهؤلاء المرضى خصوصا فيما يتعلق بغسل الكلى الدوري ، وأكد ان ثقافة التبرع بالأعضاء مازالت غير منتشرة في الأردن ولابد من تكثيف التوعية بأهميتها في انقاذ حياة الآخرين . وقال بأن الإقبال في السنوات الماضية على التبرع بالأعضاء كان افضل من الوقت الحالي .
ونوه الى ان العديد من المواطنيين لايدركون اهمية المباشرة بالتبرع فور اعلان الوفاة ، فعندما يأتون الينا معلنيين عن تبرعهم باعضاء ذويهم المتوفيين ، يكون قد فات الأوان على التبرع .
____________ _________ _
جزء من الخبر الثاني
والى ذلك قرر أمين عمان المهندس عمر المعاني التنسيب لمجلس أمانة عمان بإطلاق إسم المرحوم عبد الله عصام ابوطويلة على احد شوارع عمان تقديرا للمبادرة الإنسانية المتمثلة بتبرع والد المرحوم بأعضاء ابنه المتوفى الى مرضى الكلى و الكبد والقرنية والتي جاءت معبرة عن سجايا الأردنيين في البذل والعطاء
|
رحمك الله يا عبد الله
مواقع النشر (المفضلة)