تراجع معدل نمو الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الثاني من العام الحالي إلى أدنى مستوى له خلال الأعوام الثمانية الأخيرة
فقد نما الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة سبعة من عشرة بالمئة، في حين أن المحللين كانوا يتوقعون أن ينمو بنسبة تسعة من عشرة بالمئة

وفي نفس الوقت أظهرت الإحصاءات تراجع معدل نمو الاقتصاد البريطاني إلى أدنى مستوى له خلال العامين الماضيين

فقد تراجع معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي البريطاني من اثنين وسبعة من عشرة بالمئة خلال الربع الأول من العام الحالي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، إلى اثنين وواحد من عشرة بالمئة في الربع الثاني من العام الحالي

توقعات متشائمة

وقد حذر وزير الخزانة البريطاني جوردون براون الذي يزور نيويورك في الوقت الحالي لإجراء محادثات تجارية من أن الشهور القادمة قد تحمل المزيد من الأخبار السيئة لاقتصادات الدول الأوروبية والولايات المتحدة

وصرح براون للبي بي سي بأن تراجع الأداء الاقتصادي انتقل من الولايات المتحدة إلى البلدان الأوروبية

وقال إن وزراء مالية الدول الأوروبية أجمعوا في اجتماعهم الأخير الذي عقد قبل أسبوعين على أن تباطؤ معدلات النمو الاقتصادي يتوقع له الاستمرار

لكنه ذكر أن البنك المركزي البريطاني مستعد لمواجهة تحديات ضعف الاقتصاد العالمي بعد إجراء تغييرات في السياسة النقدية صممت خصيصا لتمكن مسؤولي البنك من التعامل مع أي أزمات

ودعا براون جميع الدول الصناعية إلى لعب دور فعال في استعادة معدلات النمو القوية

وعلى الرغم من أن معدلات الانفاق الاستهلاكي في بريطانيا لا تزال قوية، فإن بعض الاقتصاديين يرون أن ذلك ليس كافيا لتفادي الدخول في مرحلة كساد

مؤشرات سلبية

ويرجع الخبراء الاقتصاديون تباطؤ معدلات نمو الاقتصاد الأمريكي إلى التراجع الملحوظ معدلات إنفاق الشركات، والتراجع المحدود في معدلات الإنفاق الاستهلاكي

يذكر أن معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي تراجع من واحد وثلاثة من عشرة بالمئة خلال الربع الأول من العام إلى سبعة من عشرة بالمئة خلال الربع الثاني، وهو ما يعد أقل معدل للنمو منذ الربع الأول من عام ثلاثة وتسعين

وقد تراجع معدل الاستثمار خلال الربع الثاني بنسبة ثلاثة عشر وستة من عشرة بالمئة، وهو ما يعد أشد انخفاض تشهده الولايات المتحدة منذ عام اثنين وثمانين، وأدى ذلك لكبح نمو الناتج المحلي الإجمالي

وأظهر تقرير صدر الأسبوع الماضي أن العجز التجاري الأمريكي تقلص في شهر مايو/ أيار الماضي، الأمر الذي يشير إلى أن الطلب على السلع المستوردة تأثر بتراجع الأداء الاقتصادي

ويرى الخبراء أن معدلات الإنفاق الاستهلاكي لا تزال جيدة لكنها تتجه نحو التراجع

ويرى باري هايمان، كبير الخبراء الاقتصاديين بمؤسسة إرينكرانتز كينج ناسباوم الاستثمارية أن النمو الاقتصادي الضعيف الذي شهده الربع الثاني من العام الحالي يعني أن تعافي الاقتصاد الأمريكي سيحتاج إلى وقت طويل

وقال إنه لا يتوقع تحسن أداء الاقتصاد الأمريكي قبل نهاية العام الحالي على أفضل تقدير

مخاوف من الكساد

وقد أثار التباطؤ الملحوظ في نمو الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة مخاوف من الدخول في مرحلة كساد

وأدى أيضا إلى تخوف المستثمرين من شراء الأسهم

ويأمل المستثمرون الأمريكيون في أن يدفع تباطؤ النمو الاقتصادي البنك المركزي الأمريكي إلى خفض أسعار الفائدة

وقد شهدت أسواق الأسهم الأمريكية تقلبات خلال الأسبوع الماضي، حيث انخفضت أسعار الأسهم بسبب استمرار انخفاض أرباح الشركات، وارتفعت نتيجة الأنباء المشجعة عن قوة معدلات الإنفاق الاستهلاكي

وفور ظهور أنباء تراجع معدلات نمو الاقتصاد الأمريكي يوم أمس الجمعة تراجع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل اليورو بمقدار أربعة سنتات

ويرى الخبراء أن أهم أسباب تراجع أداء الاقتصاد الأمريكي هو خفض الشركات لمعدلات إنفاقها لمواجهة تراجع أرباحها

ومن بين الإجراءات التي اتخذتها الشركات الأمريكية لخفض نفقاتها، الاستغناء عن أعداد كبيرة من موظفيها

وتشير التوقعات إلى أن فقدان الآلاف من الأمريكيين لوظائفهم سوف يؤثر على معدلات الإنفاق الاستهلاكي التي احتفظت حتى الآن بقوتها