كما الاحتفال في عيد الشجرة..حيث التركيز على ساعد الوزير وهو يجرف (بالطورية) تربة سطحية، أو (يربّص) بقدميه على حوض (شتلة) ضعيفة، وثمة لقطات قصيرة تظهر انهماك ثلة من مدراء الزراعة وطلاّب الدرجة الأولى والخاصة في الوزارة وهم يقومون بذات الشيء.
في نهاية (التجوير) تلقى الكلمات، ويصرح معاليه لمندوب التلفزيون عن نية الوزارة بزيادة المسطحات الخضراء عام ألفين وطبشة،ثم يغادرون جميعا الموقع. وبعد شهر تموت الشجرة.
ذات الشيء يحدث في الاحتفال بيوم المرأة العالمي، ندوات،خطابات، كلمات، شهادات تقدير، لقاءات،بيتي فور، عصير تفاح، تقوم عليه سيدات مزمنات(بالتحرر) ذوات الشعر(الكاريه) الملون، والأسنان المركّبة، والأصباغ الحادّة، والأصوات المشعبة،والحقائب المصفوقة، والمزاج المتقلّب، ربات الشعور بالتفرد، و الشكيمة السياسية..يبدأن كلماتهن بتمجيد الذات،وينهين كلماتهن بتمجيد الذات ايضاَ، يركّزن على توزيع البروشورات، والمنجزات، وأخذ صور لكل المشاركات،لا سيما التركيز على سواعدهن وهن يجرفن الظلم عن (سيدات الشرق العربي)،أو (يربّصن) مكتسباتهن حول انفسهن.. وثمة لقطات قصيرة تظهر انهماك مشاركات غيورات في الاستغابة (الجوانية للمتحدّثة)، ولقطات أخرى في محاولة للتقرب من سيدات الصفوف المتقدّمة..وعندما ينتهي الاحتفال، ويعدن إلى مكاتبهن أو منازلهن..يبدأن بالتسلّط على المرأة)، بدءاً من الشريكة مروراً بالزميلة اقتراباً من السكرتيرة والكنّة وانتهاءً (بالشغالة)...
وتبقى ربة المنزل التي تقف طوال النهار أمام طنجرة (3 دي) أي ثلاثية الابعاد،وتنحني طوال الليل وهي تقود المكوى على خط (الحجلة اليمين الحجلة الشمال وبالعكس)، وتبقى المرأة الموظفة التي تمتص نزق المراجعين وتعب الوظيفة، ومزاحمة (الكونترولية)،الطامعة بكرسي مفرد في (كوستر) العودة..يحلمن بنصف ساعة نوم إضافية..تطفأ فيها كل الأضواء التي حولهن حتى لو كانت شمعة الاحتفال بيوم المرأة...
أحمد حســن الزعبــــــي
مواقع النشر (المفضلة)