لم تعد الساحرة المستديرة لعبة المهارات و الأسماء فقط و لم يعد هناك مارادونا يستطيع قيادة فريق بمفرده لكأس العالم و يمكنه التلاعب بعشرة لاعبين بسهولة ويسر و كذلك بحارس المرمي بل أصبحت كرة القدم أشبه بلعبة الشطرنج و بالخطط الحربية وهو ما ظهر فى قمة الثلاثاء الحربية بين جيش اللواء البرتغالى المحنك خوزيه مورينهو و بين الأيطالى القدير كارلو أنشيلوتي .
مورينهو صرح قبل موقعة ستامفورد بريدج أنه شاهد لقاء الجوزيبي مياتزا سبعة مرات من ضمنها مرة بالكامل لمتابعة الثنائي لمبارد ديديه ثنائى الرعب فى البلوز الذى أوقفه مورينهو , فلم يركز مورينهو على مهارات نجومه فقط كايتو , ميليتو و شنايدر بل أهتم بدراسة كل صغيرة وكبيرة فى فريق هو أكثر من يعلمه لسبق تدريبه فى لندن .
قمة ستامفورد بريدج لعبها البرتغالى مورينهو بأسلوب مختلف عن ما حفظناه و عاهدناه وهو الهجوم خير وسيلة للدفاع بل بأسلوب قتل الملعب و الدفاع هو أفضل وسيلة لهز الشباك , مورينهو أغلق جبهة زيركوف و مالودا بوجود ايتو كجناح أيسر سريع بجوار السريع الأخر مايكون , مورينهو كان يعلم بنقص قدرات ايفانوفيتش الهجومية فركز دفاعياّ على قتل جبهة البلوز المكونة من مالودا وزيركوف ولا شك فى أن مورينهو كان سعيد الحظ لعدم وجود أشلى كول مثلما هو سعيد لعدم وجود بوسينجوا و ميكائيل ايسيان .
عندما تشاهد فريق مثل ريال مدريد يمتلك أفضل لاعبين فى العالم من حيث الأسماء والنجومية لكنك لا تشاهد رونالدو وكاكا يدافعان أو حتي تراهم فى وسط الملعب الدفاعى بينما تشاهد فريق أقل نجوما ّ مثل الأنتر وترى ايتو بجوار مايكون فى الدفاع وشنايدر كوسط ارتكاز بجوار كلا من موتا و كمبياسو وترى بانديف المهاجم الصريح فى لاتسيو يلعب كجناح ايسر مساعد لخافيير زانيتي وترى دييغو ميليتو يكافح فى وسط الملعب لكى يشتت تمريرات بالاك أو لمبارد فأن هذه الأمر يجعلنا نقف تحية تقدير و احترام للمدرب البرتغالى الناجح خوزيه مورينهو .
مدربين أمثال مورينهو لم يركزان فقط على التصريحات خارج الملعب و على حماس اللاعبين و الكل يعلم أن من تدرب تحت قيادة مورينهو أكد بأنه طبيب نفسى و أفضل من يحفز اللاعبين لكن مورينهو أثبت كذلك أنه يعتبر كرة القدم بالنسبة له لعبة أشبه بالألعاب الفيديو جيم الحربية , مورينهو درس تكتيك أنشيلوتى ودرس نقاط قوة وضعف البلوز الهجومية و الدفاعية و لعب خلف ظهيري البلوز معتمداّ على سرعة بانديف و ايتو و بطء كلا من زيركوف و ايفانوفيتش فى الارتداد الدفاعى .
قد يستغرب الجميع ضحكة مورينهو المعتادة قبل المباريات القوية و مداعبته لمدرب الخصم و لاعبيه و لكن ذلك يعتبر حنكة من المدرب بل و علاج نفسى للتوتر للاعبين الذين يخشون مواجهة فريق عملاق كتشيلسى أمام جماهيره فى لندن و على ملعبه , الضحكة التى أعتادها مورينهو هو أسلوب للحروب النفسية التى نعتاد عليها فى الحروب الكبرى .
لم يقف الأمر فقط على الضحكة بل التصريحات الإعلامية المحفزة للاعبين و كذلك ثقته فى نجومه و مؤازرته لهم و تحمل الخسارة والمسئولية عند الهزيمة فى الكالشيو الجمعة الماضية و كذلك ترهيبه للتحكيم بتصريحات لاذعة كل ذلك هى خطط وخداع وحروب نفسية للبرتغالى إعتاد عليها
مورينهو منع جون تيرى من استخدام قدراته الهجومية عن طريق تحركات دييغو ميليتو التى لا تتوقف و يكفى أن مورينهو عندما شعر بضعف بسيط فى وسط الملعب عندما أدخل أنشيلوتي سالمون كالو فكان الرد السريع للغاية و قام بإخراج بانديف و إدخال استانكوفيتش لنرى كمبياسو مساعد لايتو ومايكون من أجل إيقاف كالو ومالودا ونرى ستانكوفيتش مساعد لموتا فى وسط الملعب و نرى التعليمات التى تلزم زانيتي بعدم الزيادة الهجومية والتركيز الدفاعى من أجل الحد من خطورة وسرعة أنيلكا .
هدف الانتر الوحيد فى المباراة كان خير إثبات لعبقرية مدرب بورتو و تشيلسى السابق فالكل رأى كيف مرر شنايدر تمريرته لايتو بدون النظر إلى الكاميروني و الكل رأى كيف تحول ايتو من الناحية اليمنى طوال المباراة الى الناحية اليسرى ليضرب ايفانوفيتش الذى تحول للهجوم و ترك الدفاع , ليس الهدف فقط دليل على لعبة التكتيك لدى البرتغالى بل إدخاله لماريغا فى الوقت المحتسب بدل الضائع من المباراة ليقتل وسط الملعب فى الثواني الأخيرة يؤكد أن هذا المدرب لا يضيع ثانية من عمر المباراة بدون التفكير المفيد و يدل على قدراته الكبيرة فى قراة المباراة وظروفها و التحولات المستمرة بها بعكس العديد من المدربين الذى اعتادوا على مشاهدة اللقاء مثل المعلقين و المشاهدين .
الكل عرف أمس لماذا نرى فى يد مورينهو ورق و أقلام فى كل مباراة و لماذا كل أندية العالم الكبرى تطمح فى مدرب مثل البرتغالى ولماذا مورينهو هو السبشيال وان فى أوروبا , ليس لأنه مدرب كبير و ذكى و ذو شخصية كبيرة فقط بل لأن مورينهو من ضمن من أثبت تحول لعبة كرة القدم للعبة لا تعتمد فقط على النجوم و الأسماء بل على التكتيك و الخطط و الإستراتيجية الحربية .
بالنسبه الي مورينهو افضل مدرب
واجمل شخص ايضا
بحب شخصيته هالزلمه
مما اعجبني وراق لي
منقول
مواقع النشر (المفضلة)