يا كتاب المنتديات ... الكتابة من غير نية عناء

العمل من غير نية عناء، والنية بغير إخلاص رياء.
ما أكثر الكتاب في منتدياتنا، وما أكثر كتاباتهم، وشتان مابين هذا وذاك، فتجد أن بعض الكتاب إما أن يكتب رياءً، والرياء سبب عظيم في هزائم الأمة، وهو أشدّ فتكا على العمل من الذئب على الغنم، والبعض ينمق مقاله ويدبّج عنوانه، وليس في ذلك ذرّة من إخلاص، فآه من الرياء كم أبطل من عمل، وحرم من أجر، وكم جرّ من ويلات.

يا كتاب المنتديات:
احذروا هذه العلامات:
1- حب ّ لذّة الحمد، فتجده لا يراعي في كتاباته إلا الخلق ونسي ربّ الخلق.
2- الطمع فيما في أيدي الناس، سواء كان مدحا أو مالا أو جاها أو سمعة.
3- تقديم المنتديات والكتابة فيها على العبادات، قال الله تعالى: {فويلٌ للمصلين اللذين هم عن صلاتهم ساهون اللذين هم يراءون ويمنعون الماعون} [الماعون : 4-5]، وقال تعالى: {وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا} [النساء : 142].
4- حب ّ الشهرة، ومن كان هذا أمله فبئس الأمل، لأن ذلك يفضي إلى العجب بالنفس وإلى الغرور.

يا كتاب المنتديات:
* يقول ميمون بن مهران رحمه الله: لا يخلو القاص من إحدى ثلاث: إما أن يسمّن قوله بما يهزل دينه، وإما أن يعجب بقوله، وإما أن يقول ما لا يفعل.
فأسأل الله أن يصلح أحوالنا.

* ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أخوف ما أخاف على هذه الأمة عالم باللسان، جاهل القلب.

وبالمقابل نجد ولله الحمد في منتدياتنا فئات من الكتاب يبتغون وجه الله، ولا يرغبون في كتاباتهم جزاءً ولا شكورا، ولا يكتبون إلا ما يرضي الله عز وجل، ولا يحبون إشاعة الفواحش والفرقة بين الناس، كذلك نحسبهم والله حسيبهم، فأسأل الله أن يكثر أمثالهم وأن يبارك في جهودهم.

يا كتاب المنتديات:
لنعلم جميعا أننا بحاجة ماسّة يوم القيامة لصفاء حسناتنا، فالله الله في تجديد النية في كل حرف نكتبه، الله الله في الإخلاص لرب الناس، الله الله في تصحيح مسار كتاباتنا إلى كل خير وصلاح.

يا كتاب المنتديات:
لنخلص القلوب من كل شوب يكدر صفاءها، ولنربي نياتنا على الصدق مع الله، ولنصفي كتاباتنا من نظر المخلوقين ومدح المادحين.

يا كتاب المنتديات:
إذا أراد العبد الخير الكثير، فليسلم كتاباته من وصفين خطيرين : الرياء... والهوى... قال تعالى: { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} [الكهف : 103-104]، وقال تعالى: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} [الكهف : 110].

يا كتاب المنتديات:
يقول الله تعالى: { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5]
ويقول سبحانه: { قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 162-163]
وقال عز وجل: { إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ..} [الزمر2-3 ].
وعن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرىء ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه" (حديث متفق عليه في الصحيحين البخاري ومسلم).

وأخيرا:
حسبي من القلادة ما أحاط بالعنق ...... واللبيب بالإشارة يفهم،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

عبد الله بن سعيد آل يعن الله - صيد الفوائد (بتصرف).