لم يعد سفر الفتيات للخارج لإكمال دراستهنّ أمراً مستهجناً، فقد أصبحت كل فتاة طموحة تسعى إلى إكمال دراستها في إحدى الجامعات العالمية للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراة، ولا يشغل بعضهن طول المدة التي من الممكن أن تقضيها خارج البلاد بعيداً عن أهلها وأصدقائها، وبعضهن لا يرى في الزواج أولوية، مما يعكس قوة الإرادة والعزيمة على النجاح لدى كل واحدة منهن.
كما أن نظرة الأهل لسفر بناتهم للخارج سواء أكان للعمل أم للدراسة اختلفت عن السابق بشكل لافت، حيث كان الأهل في الماضي القريب لا يسمحون ابناتهم بالسفر مهما كانت الأسباب.
إلا أن هذه النظرة التي كانت نابعة من خوف الأهل على بناتهم معتقدين أن الفتاة لا تستطيع العيش وحيدة مغتربة خارج البلاد تغيرت كثيراً، لأن هناك فتيات كثراً أثبتنّ قدرتهنّ على العيش معتمدات على أنفسهنّ، لكن السؤال الذي يبحث عن إجابة.. هل اختيار طريق إكمال الدراسة في الخارج بالنسبة للفتيات سببه الطموح أم الهروب من شيء ما؟! المهندسة نور الخرابشة قالت إذا أتيحت لي البعثة الدراسية فسأقبلها دون تردد، لأنني بالنهاية أنا المستفيدة باكتسابي خبرات ومهارات جديدة وتبادل للآراء والمعلومات، إضافة إلى التعرف على ثقافات مجتمعات مختلفة .
وأضافت أنها ستكمل دراستها في الخارج لأسباب أخرى هي عدم وجود برنامج الدكتوراة لتخصصها في الجامعات المحلية، كما ستسعى لإكمال دراستها لتعود بعد ذلك لنقل تجربتها في الخارج لأبناء وطنها.
وأشارت إلى أن أهلها يشجعونها على إكمال دراستها في الخارج وخصوصا والدها، الذي حفزها وعزز بداخلها الثقة بالنفس والاعتماد على الذات.
وعن سبب منع بعض الأهالي بناتهم من السفر من أجل الدراسة قالت زين تادرس، إن سبب منع الفتيات من السفر لإكمال دراستهن من قبل الأهل هو خوفهم على ابنتهم من ظروف الغربة الصعبة وليس السبب عدم الثقة بها .
وأضافت أن أهلها سيسمحون لها بالسفر لإكمال دراستها في الخارج، علما بأنهم لم يوافقوا على إكمال أختها الكبرى لدراستها قبل (10) سنوات، وهذا دليل على تغير نظرة المجتمع لدراسة الفتاة في الخارج.
وبرأي بيان البوريني، وهي ممرضة ستعمل على إكمال دراستها في الخارج، أن إكمال الفتاة لدراستها في الخارج يقوي شخصيتها ويصقلها بشكل أفضل، ويجعلها قادرة على إدارة شؤون حياتها في المستقبل.
من جهتها قالت زبيدة شريم وهي الأولى على تخصصها في الجامعة، سأكمل دراستي لأنني مبعوثة من قبل الجامعة التي أدرس فيها، وهذا السبب الرئيسي لإكمالي دراستي، إضافة إلى أنني متفوقة في مجال تخصصي ولا يوجد مانع عند عائلتي من إكمال دراستي .
وأشارت إلى أن سبب منع الكثير من الأهل لبناتهم من إكمال دراستهن، هو العادات والتقاليد وأحيانا يكون السبب من منطلق ديني، وأحيانا أخرى عدم وجود ثقة كافية بين الأهل والفتاة.
وبينت شريم أن مشاركة الفتيات في الكثير من الأنشطة اللامنهجية، جعلت منهن قادرات على تحمل المسؤولية، من خلال صقل شخصياتهنّ بشكل أفضل.
وعن أيهما أولوية: الزواج أم إكمال الدراسة في الخارج قالت يكون الزواج أولوية على السفر إذا وجدت الإنسان المناسب، لكن دون أن يمنعني من إكمال دراستي في الجامعات المحلية .
أما دعد عناب وهي تدرس في إحدى الجامعات السورية، فترى أن إكمال الفتاة لدراستها في الخارج يحملها مسؤولية كبيرة تجاه نفسها ويعلمها الاعتماد على النفس بعيدا عن الإتكالية على الآخرين. وعن تجربتها في الدراسة خارج الوطن قالت لقد انتابني الخوف في بداية الأمر، علما بأن والدي هو من شجعني ودفعني للدراسة في سورية، إلا أن هذا الخوف تلاشى بعد اختلاطي بالفتيات من جنسيات مختلفة ودفعني إلى أن أعتمد على نفسي .
وأضافت عناب دفعت تجربتي بالكثير من الفتيات لإكمال دراستهن في الخارج بعد أن تغيرت نظرة المجتمع القروي الذي أعيش حول دراسة الفتاة بالخارج .
ويرى سامر مناصرة أنه من الصعب جداً أن يوافق على سفر أخته مهما كان حجم الثقة بها كبيراً، وذلك من منطلق الخوف من كلام الناس .
وباعتقاد رامي الحسن أن نسبة الأهالي الذين يتقبلون فكرة سفر ابنتهم وابتعادها عن أعينهم لأجل الدراسة هي قليلة جدا، لأن طلب الفتاة للدراسة في الخارج يقابل عادة برفض تقليدي لكونها فتاة.
وبرأي أم أحمد مادامت الثقة موجودة بيني وبين ابنتي لن أحرمها من فرصة إكمال تعليمها ولو بالخارج فهي أينما تكون ستثبت وجودها، وإن كان خوفي عليها كبيرا فلن امنعها من الوصل إلى ما تطمح إليه .
من جهته قال أيمن صالح سمحت لأخواتي أن يكملن دراستهنّ في جامعات خارج الوطن والآن يحصدن ثمار جهودهن ودراستهن في خدمة الوطن .