قناة " الحقيرة " الاخبارية
بداية لست يمينياً و لا يسارياً و لست سلفي أو حزبي و لكني أعيش كيفما يحلو لي أحب من هذا أشياء و أكره منه أشياء و انتقي ما يناسبني و أدع ما لا يناسبني، و قد أنسى كل شيء ولكن دوما أذكر شيء واحد فقط أنني مسلم عربي و من ثم أردني، و لا علاقة محبة أو عداء بيني و بين قناة الجزيرة و لست موظفا حكوميا فأنا أدفع الضرائب و الرسوم و أكابد صعوبة العيش كما يكابدها الآخرون ان لم يكن أكثر . و لا شيء غير ضميري أملى علي ان أكتب هذه الصفحات.
فلكي لا تعم الفوضى و نصبح على ما فعلنا نادمين ، فانني اتمنى ان يطلع الجميع على الحقائق التالية عن قناة الجزيرة :
الحقيقة الأولى : ان قناة الجزيرة ليست عربية و لا يمكن أن تكون عربية بأي حال من الأحوال.
فحقيقة الأمر ان قناة الجزيرة هي امتداد لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية المعروفة بقناة ال BBC و يتضح ذلك من خلال ما يلي:
1- تزامن إنشاء الجزيرة تقريبًا مع إغلاق القسم العربي لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (المنشأة بالاشتراك مع السعودية) في نيسان/أبريل 1996، بعد سنتين من قيامها بسبب الرقابة التي طالبت بها المملكة العربية السعودية، وهذا التزامن لا يعقل ان يكون صدفة ، ففي تلك الفترة سعت هيئة الاذاعة البريطانية للوصول الى المشاهد و المستمع العربي باي شكل من الأشكال ، و لكن انعدام ثقة العرب و المسلمين بالغرب في تلك المرحلة قد دفعهم الى فتح قناة بستارٍ عربي مسلم حتى تتمكن من الوصول الى أهدافها وكان الحل الأمثل ان تفتح في دولة قطر لصغرها و تلاصقها و قربها من العديد من دول الخليج فبالامكان نقل البث التلفزيزني العادي الى كل من قطر و البحرين و الكويت و السعودية و الامارات و ايران دون حاجة لقمر صناعي خاصة وانه في تلك الفترة لم تكن الأقمار الصناعية متوفرة كما هو الحال الان و لكن الحظ لعب سريعا مع الجزيرة بالاشتراك في قمر النيل والذي سخر لخدمة المنطقة العربية و الشرق الأوسط و الذي بدأ العمل في عام 1998 م .
2- أن هناك تشابه واضح ما بين قناة البي بي سي و قناة الجزيرة ابتداء من خبرة موظفيها السابقة في قناة البي بي سي و تظهر في صياغة و اعداد تقاريرها الداخلية و الخارجية و لم يحصل بتاريخ الجزيرة ان حصلت مصادمات او خلافات بينهما ، و كذلك هناك تشابه كبير في الية الخبر فيما يتعلق بالخبر الداخلي .
3- أن مجموع دخل قناة الجزيرة من الاعلانات و الانشطة التجارية الأخرى لا تساوي 40% من مصروفاتها و يقال انها بدأت بمنحة بمقدار 150 مليون دولار من حكومة قطر و قد قررت الحكومة لاحقا استمرار دعمها بمبلغ ثلاثين مليون دولار سنويا و تقول مجلة الايكونوميست ان أمير قطر قد قرر دعمها سنويا بمبلغ 400 أربعمائة مليون دولار سنويا اعتبارا من سنة 2010 هذا على الرغم انه لا يوجد بند في ميزانية دولة قطر يشير الى هذا الشيء ، و بنظرة نجد ان تكلفة تشغيل القناة من يومها حتى الان قد زادت على المليارات و لا يعقل ان دولة قطر لديها أهداف استراتيجية و تنوي استعمار دول الشرق الأوسط لتدفع مثل هذا المبلغ فقط لشبكة تلفزيونية لا تعنى بالشأن الداخلي البتة ، و لا يعقل ان تكون نية قطر من هذه القناة اشاعة الفوضى في المنطقة حتى تتمكن من بيع الأسلحة للأطراف المتناحرة ، و لا يعقل ايضا ان قطر تنوي غزو دول المنطقة غزوا ثقافيا لنشر ثقافتها و ديموقراطياتها بين الشعوب فلا يخفى على احد البعد الشاسع لدولة قطر عن الديموقراطية ، فمثل هذه الاهداف هي فقط لدول عظمى و لا يضيرها ان تدفع المليارات بيدها اليمنى لتحصل على عشرات اضعافها باليد الأخرى.
4- أن الشرط الوحيد على قناة الجزيرة هو عدم الإسائة للشأن الداخلي القطري و هو تماما ما لا تتعرض له ال بي بي سي في بريطانيا ، فهناك الكثير من الأمور الكارثية التي تحجم الجزيرة عن نشرها مثلا عن حقيقة انقلاب أمير قطر على والده و مثل وجود أكبر قاعدة أمريكية في منطقة الشرق الأوسط داخل قطر و مثل بحث العلاقات الوطيدة مع تل أبيب و الزيارات العلنية و السرية لضيوف شرف اسرائيلين و الأكثر من ذلك علاقة نفس مدير القناة باسرائيل ، و غيره من الفضائح مثل إلغاء جنسية عشيرة آل غفران من قبيلة آل مره ردا على محاولة انقلاب فاشلة تورط فيها عناصر من عشيرة آل غفران للانقلاب على نظام الحكم في قطر، و الذي لم تتعرض له قناة الجزيرة و لم تشر له بتاتا ، و اذا كان هم الجزيرة نشر الديموقراطية في الشرق الأوسط فلماذا لا تنشر الديموقراطية في قطر فقد كتب " روبير مينار "فرنسي الجنسية" الذي حضر الى قطر ليتولي إدارة مركز الدوحة لحرية الإعلام وذلك بعد ابعاده عن منظمة "مراسلون بلا حدود". فقد كتب مينار رسالة مفتوحة للشيخة موزة ضمنها انتقادات كثيرة للوضع في قطر قال فيها ان البلاد تعاني من غياب حرية الصحافة وعدم وجود نقابة للصحفيين وكذلك الحاجة لتغيير القوانين المنظمة لحرية الصحافة والإعلام" و اذا كانت قطر لا يوجد فيها نقابة للصحفيين فكيف نتكلم عن حرية صحفية و ديموقراطية .
5-أن قناة الجزيرة لا يمكن أن تكون قناة قطرية فهناك فارق شاسع ما بين الية عمل التلفزيون القطري و غيرها من قنوات قطر و التي كلما قام الشيخ و قعد رحبت و هللت ، بعكس الجزيرة التي مذيعوها أحيان يخطئون حتى بأسمه ، حتى أن شهرة هيكل هي أشهر بكثير من حاكم قطر!
6- في قطر يوجد أكبر قاعدة أمريكية و التي تشغل اكثر من ربع مساحة قطر و تُعتبر القاعدة الامريكية الاكبر عل وجه الكرة الارضية ، وكذلك يوجد فيها مكتب تجاره اسرائيلي ويوجد فيها أكبر قناة تلفزيونية اخبارية في الشرق الأوسط كل ذلك في نفس المكان فهل هذه كلها لا علاقة لها ببعضها البعض ؟
7- لو كانت قناة الجزيرة قناة عربية اسلامية كما تدعي و لو كانت تعادي أمريكا و اسرائيل و لو كانت تدعم حماس و تدعم الحركات الاسلامية فلماذا لم تشمل أمريكا هذه القناة مع باقي القنوات التي صنفت على انها ارهابية كونها تعادي اسرائيل و أمريكا، ففي شهر ديسمبر 2009 صدر القرار رقم 1308 الذي تقدم بمشروعه النائب الجمهوري "جيمس بيليراكيس" و يقضي بمعاقبة مشغلي الأقمار في حالة تعاقدهم مع قنوات فضائية التي تعتبرها الولايات المتحدة مناهضة لأمريكا وإسرائيل وتحرض على العنف ضد الأمريكيين، وقد خص القرار بالذكر قنوات مثل "المنار" و"الأقصى" و"الرافدين" و"الزوراء" و"العالم" و كذلك شمل اثني عشر قناة ايرانية ، فلماذا شمل القرار كل هذه القنوات العربية الاسلامية و استثنى الجزيرة ، فالقاسم المشترك بين جميع هذه القنوات هو معاداة امريكا و اسرائيل و لو كانت الجزيرة كذلك لشملها القرار و لكن الأمر واضح فالجزيرة " منهم و فيهم" .
مواقع النشر (المفضلة)