تماثيل إلى متى الانتظار؟
ها قد مضى سواد العمر، ولم يأت قطار الحظ، ليحقق الأمنيات!!
والمنتظران رجلان، على قلب وهم واحد، كلاهما واقف هناك، على ذات الهيئة، منذ عقد من السنين.. يمضي العمر، وهما في ذات المكان، كأنهما بعضا منه، كأنهما تمثالا شمع، أمام لوحة اليانصيب، وكل مرة يدور دولاب الحظ، فيتجاوزهما الرقم، أو ينقص عما بين يديهما، لكنه لا يتوقف عندهما.. ومع ذلك يصران على الانتظار!!
*************
هذا سر، من أسرار البقاء.. هذه تميمة الحياة على أمل قادم، المهم أنه قد يكون قادما، لكنه بقايا أمل!!
عليكما السلام.. أحيي صمودكما، وأشد على أكف صبركما.. حدّقا مليا في الصفحة المعلقة أمامكما، وابعثا من عيونكما رسائل الشوق، لأمل تعيشان توقا لأن يأت.. وقد يأت حتى ولو كان وهما، أو سرابا، أو كان تحققه صعبا.. لكنه يبقى بارقة نور، وتبقى القلوب ترنوا اليه، علّ ملامحه تتشكل، فيتحول الرقم الغائم الى مستقبل أجمل، وحياة أفضل، وراحة بال، ورفاه «للعيال»..
يبقى الأمل.. يصير هناك متسع لرسم قرص شمس، ونافذة نور، وعصفور حب، وبستان طيبة، وأيضا خضرة شجر، وندى نهر، وسكينة بيت، وابتسامة طفل، واشراقة عمر.. كل هذا وأكثر، يأتي إن بقي الأمل، حتى ولو من خلال ورقة متمناة، مكتوب عليها رقم، لا يحققه إلا واحد، سيترك، وحده، جموع تماثيل الانتظار!!
منقول
مواقع النشر (المفضلة)