أكدت رئيس مدينة الحسن العلمية ورئيس الجمعية الملكية الاميرة سمية بنت الحسن أن أكثر من 320 مليونا من الناطقين باللغة العربية يطالبون بزيادة المحتوى العربي في الانترنت لأكثر من الواحد بالمئة الحالية.
وأضافت خلال الكلمة التي ألقتها بمناسبة رعايتها افتتاح المؤتمر السنوي الثامن لاندماج وسائل الاعلام والاتصالات, يوم امس أن الاردن كان وما زال في طليعة الدول العربية التي تأخذ على عاتقها إثراء الانترنت بالمحتوى العربي, مشيرا ان الاردن ساهم بإثراء الانترنت بما يزيد على 75 بالمئة من محتواه العربي, مؤكدة ان فرص العمل ما زالت قائمة على تطوير المحتوى العربي الهائل.
واوضحت سموها انه للمرة الاولى على الاطلاق, أصبحت اللغة العربية أساساً داعماً للشركات التكنولوجية النامية, مشيدة بإنجازات روّاد الاعمال الاردنيين الذين عملوا على تطوير استخدام اللغة العربية في عالم الانترنت.
وأكدت ان اللغة العربية ستتبوأ موقعاً أكثر تميزاً في عالم الانترنت خلال السنوات المقبلة, حيث أن العالم العربي قد تغيّر كثيراً منذ المؤتمر الماضي في ,2010 مبينة إننا نعيش في عالم ديناميكي طموح ويتطلب منا الكثير, في عالم تملؤه العاطفة وتقوده التكنولوجيا.
وأشارت سموّها أن التقارب بين وسائل الاتصال العابرة للحدود من قنوات تلفزيونية فضائية وإنترنت باتت عاملاً رئيسياً مؤثراً في الانماط الاستهلاكية والمجالات السياسية والعلمية, وفي جوانب الحياة اليومية للمواطنين في الدول العربية, مضيفة ان وسائل الاعلام تعمل على نشر وتبني خيارات أوسع من المحتوى الذي يغفل عن الخلفيات الثقافية والعادات الاجتماعية لسكان الدول المختلفة, حيث ان العالم العربي اخذ بتعزيز أطر الاتصال مع العالم الغربي مستفيدا من التطورات التكنولوجية التي قدمت إطاراً جديداً لمتابعة وتحليل التطورات في العالم أكثر من أي وقت مضى.
من جهته اشار أمين عام وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات د. خالد اللحام إلى أهمية اندماج قطاعي الاعلام والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الذي يوفر للشركات العاملة في هذا المجال فرصا مناسبة لإيجاد شركات تتخصص في تقديم خدمات مدمجة وتوفر فرصا استثمارية مناسبة لزيادة الربحية واستغلال مصادر الدخل الجديدة الناجمة عنه في توسيع خدماتها وتنوعها.
واضاف اللحام ان التزام الحكومة بتوفير المناخ التشريعي والتنظيمي الملائم يشجع على عملية الاندماج لخلق خدمات حديثة بما في ذلك الاثر المباشر على صناعة المحتوى المحلي, مبينا أن نظام التراخيص الموحد المعتمد من هيئة تنظيم قطاع الاتصالات يشجع على تحقيق الاندماج بين قطاعات الاتصالات الثابتة والمتنقلة والانترنت, الا أن هناك حاجة لمزيد من الجهود فيما يتعلق بتوحيد أسس المشاركة بالعوائد وغيرها من الرسوم والضرائب لتحقيق الاندماج على المدى الطويل .
وتبين دراسات مجموعة المرشدين العرب أن معظم الدول العربية قد حررت أسواق الاتصالات لديها, حيث فتحت أسواقها أمام عدد من مزودي الخدمة, الامر الذي رفع المنافسة بشكل ملحوظ بين شركات الاتصالات وحسن من مستوى خدماتها كما ونوعا. فبحلول شهر أيار الحالي, كانت أسواق الخلوي في 14 دولة عربية من أصل 19 دولة تغطيها دراسات المجموعة أسواقا تنافسية (فيه ثلاثة مشغلين أو أكثر) فيما حوت الخمسة أسواق الباقية مشغلين اثنين في كل سوق.
وبالنسبة لسوق الهاتف الثابت في العالم العربي فهو لم يشهد تحريرا بقدر نظيره الخلوي حيث يوجد حاليا أربع دول فقط لديها سوق هاتف ثابت تنافسي, بينما هناك 14 دولة عربية لديها سوق إنترنت تنافسي وأربعة فقط لديها سوق إنترنت بمزودين اثنين للخدمة.
وعلى صعيد الاعلام, فإن عدد قنوات البث الفضائية المجانية في العالم العربي يستمر في الارتفاع, فقد وصل عددها إلى 538 قناة فضائية حتى شهر نيسان الحالي أي بزيادة مقدارها 438 بالمئة عن عددها في شهر كانون الثاني 2004 .
د. الجابر يدعو لإطلاق منصة عربية لتطوير المحتوى واحتضان التطبيقات المبتكرة ومن جهة اخرى أكد الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة زين والرئيس التنفيذي لزين الاردن د. عبد المالك الجابر خلال كلمة قدمها أمام المشاركين أنه ورغم النمو الملموس الذي تشهده سوق تطوير المحتوى عبر الهواتف المتنقلة اليوم الا أنها تواجه تحديا من حيث محدودية الانتشار.
وتابع أن الشركات تتطلع إلى تأسيس شراكة مع مشغل تقني يوفر لها خدمات فنية كالاستضافة, ويحقق لها انتشارا أوسع من خلال الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الزبائن, مشيرا أن زين هي اليوم بمثابة حاضنة للعديد من شركات تطوير المحتوى, التي انطلقت من الاردن وهي تقدم اليوم تطبيقات مبتكرة بالامكان توفيرها في جميع دول المنطقة.
كما دعا الجابر الى إطلاق منصة عربية لتطوير المحتوى والتطبيقات بحيث تكون متاحة لجميع المشغلين في المنطقة مما يساهم في خلق قاعدة أوسع من التطبيقات العربية المقدمة بأسعار منخفضة والتي تتلاءم مع احتياجات ومتطلبات جميع فئات المجتمع, مضيفا أن المنصة التي ستكون الاولى من نوعها, ستفتح المجال لتزويد المحتوى العربي لجميع العرب على مستوى العالم .
وشدّد على دور صناعة المحتوى وتطويره من حيث إيجاد سبل جديدة للإيرادات المتحققة عن زيادة الاقبال على خدمات البيانات الامر الذي سيجعل من مشغلي خدمات الاتصالات المتنقلة في المستقبل شركات إعلامية.
واستعرض الجابر اطلاق شركة زين لخدمات الانترنت عريضة النطاق ال¯ HSPA في تغطية شملت مختلف مناطق المملكة, في خطوة نأمل أن تجسر الفجوة بين من يملك القدرة على النفاذ للانترنت وبين من لا يملك, بعيدا عن التركيز على تقديم التغطية الافضل لمن يمتلك القدرة الشرائية الاعلى, مؤكداً ان سرعات الانترنت الكبيرة يستوي في الاستفادة منها جميع مواطني الاردن الحبيب, تحقيقا لرؤية جلالة الملك بتوفير خدمات الوصول للشبكة العنكبوتية أمام كل فرد في المملكة.
واشار الجابر الى الاقبال الكبير على الخدمات منذ اليوم الاول لإطلاق الخدمة حيث وصل عدد المشتركين الى 350 الف مشترك 250 الفا عبر الخلوي و100 عبر الانترنت.
وكانت زين قد أطلقت سوق التطبيقات الذكية, بوابة زين لخدمات المحتوى Planet Zain والتي لن تجعل من اللغة حاجزا أمام تواصل الاردنيين مع العالم الرقمي, بفضل ما تضمه هذه البوابة اليوم وفي المستقبل القريب من شتى أنواع المحتوى العربي الملائم لمختلف شرائح المجتمع, والتي تلبي احتياجات واهتمامات الزبائن.
إريكسون: الاندماج يفتح الباب أمام فرص جديدة في المجتمعات المتطورة شبكيا.
وخلال المؤتمر سلطت شركة إريكسون الضوء على سعيها الدؤوب لتوفير القيمة لعملائها ومساعدة شركات الاتصالات على استثمار إمكانات أعمالها بالشكل الامثل, حيث تحدثت الشركة من خلال رئيس شركتها لمنطقة الشرق الاوسط وشمال شرق أفريقيا أندرز ليندبلاد الذي أدار حلقة نقاش تناولت المشهد الحالي للقطاع. وخلال النقاش, تبادل مسؤولون تنفيذيون من كل من شركة اتصالات, دو, شركة الاتصالات السعودية والنورس وغيرها, رؤاهم حول نماذج العمل المبتكرة, وتأثير البيئة السياسية والاقتصادية الراهنة على القطاع, وركزوا في حديثهم على المقارنة بين نمو الاعمال الاساسية والنمو الناجم عن صفقات الاستحواذ والاندماج.
وفي هذه المناسبة, قال أندرز ليندبلاد: ان الوقت الحالي يشهد دخول السوق في عهد التقارب, فالفرص باتت متوفرة لكافة اللاعبين الرئيسيين مع ظهور أنواع جديدة من الخدمات, موضحا ان من بين هذه الفرص المتاحة زيادة العائدات وتنويع مصادر الدخل والحد من التكاليف الاجمالية للامتلاك, والاهم من ذلك كله الحفاظ على رضا العملاء وتعزيز ولائهم واجتذابهم إلى المزيد من الخدمات.
واضاف: ان الشبكة تعد السمة المميزة الرئيسية حيث أصبحت توفر سرعة أكبر وقدرات أوسع الان من العوامل المهمة التي يعتمد عليها تميز الحلول التي يوفرها مزودو خدمات الاتصالات, مشيرا ان الاندماج والاستثمارات المستدامة يمكن الشركة من التمتع بالمزايا الرائعة التي يوفرها الوصول إلى مجتمع متطور شبكياً.
وقال: ان من خلال الجمع بين الامكانات المتنقلة, وخدمات النطاق العريض, وتقنيات الحوسبة السحابية, والتطبيقات والخدمات, سيكون لدينا مجتمع متمكن يتوفر فيه المزيد من فرص العمل والرخاء للناس في مختلف أنواع الاقتصادات, مبينا اننا نحتاج لكي نتمكن من تحقيق رؤيتنا المتمثلة في التحول إلى مجتمع شبكي بالكامل والوصول إلى عالم متقارب تكنولوجياً, وإلى التفكير في آفاق أوسع خارج حدود التكنولوجيا التقليدية من أجل ابتكار نماذج أعمال جديدة يمكن أن تساعد في تحقيق النمو المستدام للجميع. وتعتبر خدمات الانترنت المتنقل عريض النطاق نقطة البداية بالنسبة لنا في الشرق الاوسط حيث ستساعدنا على الارتقاء بمستوى حياتنا واقتصادياتنا نحو الافضل.
وتابع ليندبلاد قائلاً: تتيح التكنولوجيا الرقمية حالياً الوصول إلى كل من خدمات الاتصالات التقليدية والجديدة, سواء المتعلقة بالبيانات أو الصوت أو الصورة, التي يجري تقديمها عبر شبكات مختلفة,حيث تمثل التطورات الجديدة مثل الخدمات عبر الانترنت إلى جانب الانظمة التلفزيونية الحديثة مثل تصفح الانترنت عبر التلفزيون, فضلاً عن نقل المحتوى عبر الاقمار الصناعية الرقمية وأجهزة مودم كابلات الاشتراكات التلفزيونية, والبريد الالكتروني والبيانات وتقنيات الوصول إلى الشبكة العالمية عبر شبكات الهاتف المحمول, أمثلة ملموسة على الامكانات الواسعة التي يمكن أن يسهم من خلالها التقارب في إثراء حياة مختلف شرائح المجتمع.
وتقوم شركة إريكسون حالياً بتطوير رؤيتها القاضية بأن تصبح المحرك الرئيسي لعالم الاتصالات بشتى تفرعاته, عبر الابتكار والتكنولوجيا وبرامج الاعمال المستدامة. وتنشط الشركة في 175 دولة ويعمل لديها أكثر من 90 ألف موظف, وبلغ دخلها 203.3 مليار كرونر سويدي (28.2 مليار دولار) العام الماضي.
وينعقد المؤتمر السنوي الثامن – الذي تنظمه مجموعة المرشدين العرب – في الوقت الذي تشهد فيه أسواق الاتصالات العربية نموا متسارعا في نطاق الانترنت الخلوي عالي السرعة.
ويحضر المؤتمر 500 ممثل من حوالي 150 شركة في 23 دولة يناقشون خلال انعقاده أبرز المستجدات في سوق الاتصالات والاعلام.
العرب اليوم
مواقع النشر (المفضلة)