صباحية مباركةجرى العرف بين الناس أنه في اليوم التالي للعرس ، وبحدود الساعة العاشرة صباحاً ، تتوافد بعض قريبات العروسين ،محمّلات بأطايب الطعام والمسماة صُبْحَات ،والصُّبْحات تختلف حسب مزاج معدّها ،لكنها تبقى ألذ الطعام وأشهاه: لأنها ببلاش أولاً ، و ثانياً لأنها تأتي في وقتها بعد فترة جوع طويل عاناه العريس.
المهم قد تكون الصُبحة : معلاق ، جاج صينية ، صينية لحم شقف ، قرص عجّة ، كفته ، أي شيء دسم ومفيد. وحسبما جرت العادة يوضع فوق الصينية ثلاثة أرغفة من الكماج الساخن ، وجميع المحتوى - أي (الصينية والأرغفة) - ملفوفة ببشكير عريض تحمله صاحبة الصُّبحة بثقة وتدق باب العروسين،تناولهما اياها دون أن تدخل.
خالة العريس غالباً ما تتميز عن باقي القريبات من حيث (صُبحتها) ليس لأنها الأغلى أو الأطيب أو الأبكر أبداً ، بل بهيئتها العامة ، حيث تكون الحجة محمرطه ..تحمل بيدها اليسار دلو رايب وبيدها اليمين كرتونة بيض وفوق رأسها طابقين من الصواني والخبز، وتمشي بتوازن غريب نحو بيت ابن أختها ، تطرق الباب و تبوس العروس قبل أن تنزل أي من الإغراض ..كما تردّ على العريس الذي يتظاهر بعزة النفس بأن الصبحات: مالهاش لزوم مع انه مستوي من الجوع قائلة (يا عيبك يا خجلك كم خالة الك؟)..قلنا أن الخالة لها خصوصية مختلفة عن باقي القريبات حيث تمكث وقتاً أطول في بيت العروسين -غالباً حتى صلاة الظهر - ثم تستأذن بالذهاب . وباستعراض مكشوف ، يعرض العريس توصيلها ، فتقول : هظهوه فؤاد قاعد بزمّر ..
بالمناسبة، بما أن العرس الديمقراطي قد انتهى على خير، ، أرجو ان يعتبرني السادة النواب خالتهم التي تحمل بيدها اليسار (دلو من الأمنيات) وفي يمينها ( كرتونة خوف) وعلى رأسها كلماتها وانتقاداتها التي لن تهدأ ، وأن يتقبّلوا مني هذا المقال ك صبحة للعرس الديمقراطي ..
أحمد حسن الزعبي
مواقع النشر (المفضلة)