آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

دردشة وتعليله وسواليف.. » آخر مشاركة: عاشق الحصن بريد الاعضاء » آخر مشاركة: محمد العزام اهلا بكم ..رمضان كريم » آخر مشاركة: حسان القضاة شو عم تسمع هلا » آخر مشاركة: حسان القضاة ما هو سبب تواجدك في المنتدى والى اي حدّ يستمر او ينتهي إنتسابك له ؟ » آخر مشاركة: قلعتي أبدية مرحبا » آخر مشاركة: محمد العزام " أميــــرةُ قـوسِ النَّصـــــر" » آخر مشاركة: قلعتي أبدية ~ إبريـــــــــــــــــل ~ » آخر مشاركة: حسان القضاة اسئلة مهمة بالفوتوشوب في المطابع 2019 » آخر مشاركة: المصمم يزن جبريل صاحب المركز الاول فى مجال تنزيل الملفات كامل مدي الحياة IDM 6.32 » آخر مشاركة: siiin همسات وأشوق » آخر مشاركة: حسان القضاة ""أيلـول""... » آخر مشاركة: قلعتي أبدية تبليغ عن رسالة زائر بواسطة راشد مرشد » آخر مشاركة: أميرة قوس النصر اشتقنالكم » آخر مشاركة: Mahmoud Zaben تُراهات ما قبل النوم ... » آخر مشاركة: قلعتي أبدية شو مزاجك اليوم... » آخر مشاركة: قلعتي أبدية قبول بلاغ عطل ثلاجات كلفينيتور 01092279973 & 0235700997 وكيل كلفينيتور (م .الجديدة) » آخر مشاركة: الوكيل1 قبول بلاغ عطل ثلاجات هوفر 01154008110 & 0235699066 وكيل هوفر (م.6اكتوبر) » آخر مشاركة: الوكيل1 قبول بلاغ عطل ثلاجات جنرال اليكتريك 01207619993 & 0235700997 وكيل جنرال اليكتريك (الز » آخر مشاركة: الوكيل1 قبول بلاغ عطل ثلاجات كاندى 0122026130 & 0235682820 وكيل كاندى (الهرم) » آخر مشاركة: الوكيل1
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12

الموضوع: " الأجنحة المتكسرة " بين يدي فكرة وانسيابها

  1. #1
    انسيآب يرآعْ
    زائر

    افتراضي " الأجنحة المتكسرة " بين يدي فكرة وانسيابها

    الاجنحة المتكسرة

    لجبران خليل جبران



    في سنة 1912م نشر جبران روايته الاجنحة المتكسرة

    يروي فيها قصة حبه الاول حين كان طالبا في بيروت


    \
    \
    \

    رواية قتلني الفضول لقرائتها

    ولغاية الآن لم أقرأ منها سوى المقدمة

    وأحببت مشاركتكم قرائتي وتحليلي

    سنلقى بعض الصعوبات والعقبات كون بعضاً من أحداثها تحمل طابعا مسيحياً !


    \
    \
    \

    سأقوم انا ومجرد فكرة بتجزيئها وتقيسمها ، حتى يسهل علينا ابداء الآرآء


    \
    \

    ولمن يرغب بقراءة الرواية

    سيجدها في المرفقات


    \
    \

    لكم ودي ووردي
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

  2. #2
    انسيآب يرآعْ
    زائر

    افتراضي رد: " الأجنحة المتكسرة " بين يدي فكرة وانسيابها

    توطئة


    كنت في الثامنة عشرة من عمري عندما فتح الحب عينيَّ بأشعته السحرية، ولمس نفسي لأول مرة بأصابعه النارية. وكانت سلمى كرامة المرأة الأولى التي أيقظت روحي لمحاسنها، ومشت أمامي إلى جنة العواطف العلوية حيث تمر الأيام كالأحلام وتنقضي الليالي كالأعراس.
    سلمى كرامة هي التي علمتني عبادة الجمال بجمالها، وأرتني خفايا الحب بانعطافها، وهي التي أنشدت على مسمعي أول بيت من قصيدة الحياة المعنوية.

    لامست هنا أثر سلمى على الكاتب ، ومدى وقع الحب الاول على حياته ،

    وقد وصفها بالكرم لأنها كانت السبّاقة إلى قلبه !


    وعبارة

    عبادة الجمال بجمالها

    بالنسبة الينا كمسلمين حرام وشرك بالله

    فالعبادة لله وحده ولا نعبد سواه

    \
    \
    \
    \


    أي فتى لا يذكر الصبية الأولى التي أبدلت غفلة شبيبته بيقظة هائلة بلطفها، جارحة بعذوبتها، فتاكة بحلاوتها؟
    الله الله

    كم رائعة هي تلك الكلمات !

    أتحدى من يقرؤها ولا يذهب به الخيال لأيام الصبا

    ولا يتخيل سلمى كملاكِ يشع جمالاً وتهيج النفوس


    سؤال وجهه إلى القارئ ؟

    كلنا يذكر وكلنا يدمع تارة ويبتسم تارة أخرى

    \
    \
    \


    من منا لا يذوب حنيناً إلى تلك الساعة الغريبة التي إذا انتبه فيها فجأة رأى كليته قد انقلبت وتحولت، وأعماقه قد اتسعت وانبسطت وتبطنت بانفعالات لذيذة بطل ما فيها من مرارة الكتمان، مستحبة بكل ما يكتنفها من الدموع والشوق والسهاد

    يا ترى وصف لماذا ؟؟

    حالة من الحب صدقاً لم اعهدها

    أو ربما لحظات عابرة لا تتعدى بضع ثوانِ ، لكن وصفه لها مطّول !

    أم انه وصف لاول لقاءِ بين المحبين ؟

    لذكره

    مستحبة بكل ما يكتنفها من الدموع والشوق والسهاد


    دموعٌ ولهفة وأرق ؟!

    وعند اللقاء تختلط تلك المشاعر وتختفي شيئاً فشيئاً .. ويتخبط الجسد مرتبكاً لكثرة الأحاسيس !
    \
    \
    \


    لكل فتى سلمى تظهر على حين غفلة في ربيع حياته. وتجعل لانفراده معنى شعرياً وتبدل وحشة أيامه بالأنس، وسكينة لياليه بالأنغام.

    هكذا هي حال المراهقين .. خاصة في أول حب يدق باب فؤادهم

    كالطفل الفرح بهدية من أبيه ... بغض النظر قيمتها وثمنها وما تصنيفها ضمن قائمة الألعاب المميزة

    المهم أنها لعبة

    والمهم لذلك المراهق بأنها فتاة احبته

    بعيداً عن ماهية تلك الفتاة

    سيرتها

    اسلوبها

    لبسها

    المهم أنها تبادلني النظرات وتهبني ابتسامة !


    \
    \
    \

    إلى هنا

    بانتظار مجرد فكرة لتتكرم علينا بذهب حروفها

  3. #3
    مُجرد فكرة
    زائر

    افتراضي رد: " الأجنحة المتكسرة " بين يدي فكرة وانسيابها

    [align=center]

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    بداية موفقة أيها الانسياب ...

    بوركت سيدي و بورك قلمك

    /
    /
    /
    /

    الأجنحة المتكسرة ...

    رواية عميقة التأثير رغم قصرها ...

    و واضحة المعاني في ظل غموضها ...

    لك أن ترى منها روعة فلسفة الحب المجنونة،

    و قساوة الظروف و المطامع المجتمعية التي لا تعير للإحساس انتباها ...

    فيها ازدراء من حياة مجتمع سلم نفسه طواعية للأعراف الجامدة ...

    فيها استهتار بواقع لم يقدم يوما سوى الخذلان ...

    و فيها روميو و جولييت من نوع آخر ...

    ضحية نفس القسوة و الطغيان ... لكن بيد عربية و سرد عربي ...

    تبدو فيه المرأة ذلك الكائن المهمش المستعبد بالتقاليد العقيمة ...

    /
    /
    /

    حينما أمسكت لأول مرة بالأجنحة المتكسرة،

    وجدت في نفسي ميولا لا يوصف، و رغبة في التشبع من أسلوب الكاتب المميز

    كانت بالنسبة إلي وليمة حزن و كآبة تستحق أن تفترس بشراهة ...

    فيما بعد، أدركت أن الكتابات الجبرانية تنبثق من عمق المعاناة

    و الهزائم النفسية المتتالية التي عرفها طوال حياته،

    فكل منا يرى العالم من خلال تجاربه و بيئته،

    و كل منا يكتب مترجما عين واقعه هو، منطلقا من ذاته في اتجاه الآخر ...

    طبعا، يبقى جبران كاتبا شهدت له البشرية بالإبداع و نحن مجرد أقلام مبتدئة

    لكننا في النهاية بشر، تحكمنا الأحاسيس و المشاعر ...

    هنا أظن أن جبران _ الذي هاجر مع والدته و إخوته إلى أمريكا
    فرارا من عار اتهام والده بالاختلاس ثم عاش مأساة وفاة والدته و أخته ثم أخيه _

    كان مشبعا بالعاطفة، لكنه يفتقد إلى دفء الجانب الروحاني و الإيماني

    فتراه في عدة مناسبات يتخبط بين سخط و ازدراء للممارسات المسيحية

    و الفهم الخاطئ لتعاليم الديانة المسيحية،

    كما الطغيان الجائر للكنسية متوارية خلف قناع الدين،

    من المؤكد، و هو الواضح من خلال كتاباته،

    أن جبران كان يدرك أن هنالك خللا أو ربما تحريفا،

    لكنه حسب رأيي لم يحاول البحث عن بديل،

    فقد كان ليجد صوت الحق صادحا لو وجه نظره صوب الإسلام ...

    ليكون ذلك سببا في الاطناب و التعمق في وصف الأحزان و المرارة ...

    /
    /
    /


    تبدأ الرواية بإهداء:

    إلى التي تحدق إلى الشمس بأجفان جامدة، و تقبض على النار بأصابع غير مرتعشة،
    و تسمع نغمة الروح '' الكلي '' من وراء ضجيج العميان و صراخهم .
    إلى M.E.H أرفع هذا الكتاب .

    للإشارة M.E.H هي ماري هاسكل التي كان لها تأثير كبير على حياة جبران ...

    /
    /
    /

    قراءة موفقة للجميع ... و لنا عودة بإذن المولى الكريم



    [/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة مُجرد فكرة ; 10-20-2008 الساعة 05:37 AM

  4. #4
    مُجرد فكرة
    زائر

    افتراضي رد: " الأجنحة المتكسرة " بين يدي فكرة وانسيابها

    [align=center]

    لمحة




    قيل لي مرة: لا تقرئي لجبران فأفكاره شيطانية منحرفة

    و قالها هو في إحدى كتاباته في إشارة إلى من انتقدوه

    '' هو متطرف بمبادئه حتى الجنون ... هو خيالي يكتب ليفسد أخلاق الناشئة ''

    ثم قال فيما بعد :

    '' قد قرأنا له الأجنحة المتكسرة فوجدناها السم في الدسم ''

    و قد استطاع الرد بسلاسة و ذكاء مدافعا عن أفكاره بأسلوب جميل

    حتى وصل إلى القول :

    '' إن كان هناك من يريد أن يشاهدني راقصا و يسمعني مطبلا و مزمرا
    فعليه أن يدوعني إلى بيت العريس لا أن يوقفني بين المقابر ''

    أما أنا فأقدم إليكم أحبتي دعوة للغوص في أسلوب الكاتب ...

    لغته المتمكنة و قلمه الذهبي ...

    بعيدا عن أية أفكار ... فنحن عقلاء بإمكاننا تمييز الصالح و الطالح

    فلنا أن نأخذ ما يناسبنا من أفكار كشباب مسلم،

    و نترك له ما تبقى من أفكار لا تعنينا شاكرين ...

    دمتم كما تحبون ...

    [/align]

  5. #5
    انسيآب يرآعْ
    زائر

    افتراضي رد: " الأجنحة المتكسرة " بين يدي فكرة وانسيابها


    كنت حائراً بين تأثيرات الطبيعة وموحيات الكتب والأسفار عندما سمعت الحب يهمس بشفتي سلمى في آذان نفسي، وكانت حياتي خالية مقفرة باردة شبيهة بسبات آدم في الفردوس عندما رأيت سلمى منتصبة أمامي كعمود النور، فسلمى كرامة هي حواء هذا القلب المملوء بالأسرار والعجائب، هي التي أفهمته كنه هذا الوجود وأوقفته كالمرآة أمام هذه الأشباح. حواء الأولى أخرجت آدم من الفردوس بإرادتها وانقياده، أما سلمى فأدخلتني إلى جنة الحب والطهر بحلاوتها واستعدادي، ولكن ما أصاب الإنسان الأول قد أصابني، والسيف الناري الذي طرده من الفردوس هو كالسيف الذي أخافني بلمعان حده، وأبعدني كرهاً عن جنة المحبة قبل أن أخالف وصية، وقبل أن أذوق طعم ثمار الخير والشر.

    كانت في نظره أعظم امرأة عرفها التاريخ .. وساواها بقدرة حواء على الاقناع وسحر النفوس.

    ولكن وجه الاختلاف كان متناقضاً !

    خروج الاول من الجنة ، ودخول الثاني

    إلا أن الابتعاد كان من نصيب الاثنين معاً.

    فالأول بالرضا .. وجبران بالقوة !



    \
    \
    \


    وقد مرت الأعوام المظلمة طامسة بأقدامها رسوم تلك الأيام، لم يبقى لي من ذلك الحلم الجميل سوى ذكريات موجعة ترفرف كالأجنحة غير المنظرة حول رأسي، مثيرة تنهدات الأسى في أعماق صدري، مستقطرة دموع اليأس والأسف من أجفاني.. وسلمى ــ سلمى الجميلة العذبة قد ذهبت إلى ما وراء الشفق الأزرق ولم يبق من آثارها في هذا العالم سوى غصات أليمة في قلبي، وقبر رخام منتصب في ظلال أشجار السرو.

    ماتت سلمى ......

    قالها بالتفافة حزنٍ وأسى .. فحتى في حديثه لا يبخل عليها بعدة كلمات ( وإن كانت كالسم تقتل الفرح ). وتبقى ذكراها وذلك القبر الرخامي على حد قوله ... والاأحلام الوردية المتكسرة الأجنحة .


    \
    \
    \

    فذلك القبر وهذا القلب هما كل ما بقي ليحدث الوجود عن سلمى كرامة. غير أن السكينة التي تخفر القبور لا تفشي 1لك السر المصون الذي أخفته الآلهة في ظلمات التابوت، والأغصان التي امتصت عناصر الجسد لا تبيح بحفيفها مكنونات الحفرة، أما غصات وأوجاع هذا القلب فهي التي تتكلم وهي التي تنسكب الآن مع قطرات الحبر السوداء معلنة للنور أشباح تلك المأساة التي مثلها الحب والجمال والموت.

    لا أحد سواك يا جبران قد يفسر صمت ذلك القبر وما يحويه !

    فكما قلتَ _ تمعنوا التصوير وجمال الوصف ومذاق اللغة _

    فالسكينة لا تقوى على البوح

    ولا الأشجار باستطاعتها تحويل السكينة إلى مرئيات ومسموعات !


    وهاي هي قطرات حبرك تزف لنا خبر مصابك الجلل!
    التعديل الأخير تم بواسطة انسيآب يرآعْ ; 10-20-2008 الساعة 07:06 PM

  6. #6
    انسيآب يرآعْ
    زائر

    افتراضي رد: " الأجنحة المتكسرة " بين يدي فكرة وانسيابها

    فيا أصدقاء شبيبتي المنتشرين في بيروت، إذا مررتم بتلك المقبرة القريبة من غابة الصنوبر ادخلوها صامتين، وسيروا ببطء كيلا تزعج أقدامكم رفات الراقدين تحت أطباق الثرى، وقفوا متهيبين بجانب قبر سلمى وحيوا التراب الذي ضم جثمانها. ثم اذكروني بتنهدة قائلين في نفوسكم: ههنا دفنت آمال ذلك الفتى الذي نفته ظروف الدهر إلى ما وراء البحار، وههنا توارت أمانيه وانزوت أفراحه وغادرت دموعه واضمحلت ابتساماته، وبين هذه المدافن الخرساء تنمو كآبته مع أشجار السرو والصفصاف. وفوق هذا القبر ترفرف روحه كل ليلة مستأنسة بالذكرى، مرددة مع أشباح الوحشة ندابات الحزن والأسى، نائحة مع الغصون على صبية كانت بالأمس نغمة شجية بين شفتي الحياة فأصبحت اليوم سراً صامتاً في صدر الأرض.
    أستحلفكم يا رفاق الصبا بالنساء اللواتي أحبتهن قلوبكم أن تضعوا أكاليل الأزهار على قبر المرأة التي أحبها قلبي ـ فرب زهرة تلقونها على ضريح منسي تكون كقطرة الندى التي تسكبها أجفان الصباح بين أوراق الورود الذابلة.
    كم قاسية هي .. تلك اللحظة

    غربةٌ .. وحنين .. اشتياق وحسرة

    اشتياق لجسد بات جثماناً تحت طيات الترب

    فما يسع سجين الغربة .. سوى الرثاء

    وارسال برقيات توسل .. إلى من شاركوه الصبا


    بأن يمروا على ضريح الحب ويوصلوه السلام


    يا لذلك الحديث المحزن النازف للدموع

    مزيجٌ من ذكريات الصبا والابتسامات البريئة .. وبين عثرات الزمان

    هو القدر والنصيب يا جبران

    فلا ااعتراض على حكم الخالق .. وما علينا إلا الصبر
    التعديل الأخير تم بواسطة انسيآب يرآعْ ; 10-20-2008 الساعة 07:05 PM

  7. #7
    انسيآب يرآعْ
    زائر

    افتراضي رد: " الأجنحة المتكسرة " بين يدي فكرة وانسيابها

    - الكآبة الخرساء


    أنتم أيها الناس تذكرون فجر الشبيبة فرحين باسترجاع رسومه، متأسفين على انقضائه، أما أنا فأذكره مثلما يذكر الحر المعتوق جدران سجنه وثقل قيوده. أنتم تدعون تلك السنين التي تجيء بين الطفولة والشباب عهداً ذهبياً يهزأ بمتاعب الدهر وهواجسه ويطير مرفرفاً فوق رؤوس المشاعل والهموم مثلما تجتاز النحلة فوق المستنقعات الخبيثة، سائرة نحو البساتين المزهرة، أما أنا فلا أستطيع أن أدعو سني الصبا سوى عهد آلام خفية خرساء كانت تقطن قلبي وتثور كالعواصف في جوانبه، وتتكاثر نامية بنموه ولم تجد منفذاً تنصرف منه إلى عالم المعرفة حتى دخل إليه الحب وفتح أبوابه وأنار زواياه، فالحب قد عتق لساني فتكلمت ومزق أجفاني فبكيت وفتح حنجرتي فتنهدت وشكوت.

    فمن منا يلا يذكر الصبا ويود لو أن الزمن يعود إلى الوراء .. ونسترجع تلك الذكريات الطائشة.

    من منا يا جبران لا يتلذذ بتلك السنين التي خلت أيامها من كل همٍ ومسؤولية ومتاعب ؟

    من منا سواك يا جبران ..........!!

    فما من طفولة تُمدَح بي جنبات كلماتك ... حتى المُجاملة قد خلت.


    بقيت أسير الضياع والخوف والأرق .. حتى طلع عليك فجر الحب مهللاً .. حاملاً إياك من عالم السواد والظلمة .. إلى أحضان الدفء والحنان!

    حتى أنني استشفيت من حديثك .. ( أن مرحلة الانسانية لديك ، وما تختلجها من مشاعر وأحاسيس ) قد بدأت حينما أطلت سلمى وحبها.


    \
    \
    \


    أنتم أيها الناس تذكرون الحقول والبساتين والساحات وجوانب الشوارع التي رأت ألعابكم وسمعت همس طهركم، وأنا أيضاً أذكر تلك البقية الجميلة من شمال لبنان، فما أغمضت عينيّ عن هذا المحيط إلا ورأيت تلك الأودية المملوءة سحراً وهيبة، وتلك الجبال المتعالية بالمجد والعظمة نحو العلاء، ولا صممت أذني عن ضجة هذا الاجتماع إلا وسمعت خرير تلك السواقي وحفيف تلك الغصون, ولكن هذه المحاسن التي أذكرها الآن وأشوق إليها شوق الرضيع إلى ذراعي أمه هي التي كانت تعذب روحي المسجونة في ظلمة الحداثة مثلما يتعذب البازي بين قضبان قفصه عندما يرى أسراب البزاة تسبح حرة في الخلاء الوسيع ــ وهي التي كانت تملأ صدري بأوجاع التأمل ومرارة التفكير، وتنسج بأصابع الحيرة والالتباس نقاباً من اليأس والقنوط حول قلبي ــ فلم أذهب إلى البرية إلا وعدت منها كئيباً جاهلاً أسباب الكآبة. ولا نظرت مساء إلى الغيوم المتلونة بأشعة الشمس إلا وشعرت بانقباض متلف ينمو لجهلي معاني الانقباض، ولا سمعت تغريدة الشحرور أو أغنية الغدير إلا وقفت حزيناً لجهلي موجبات الحزن.


    هنا وكما البقية .. يذكر أروقة وأزقة وطنه .. وهضابه ووديانه ، وسمائه.

    هم يذكرون فيبتسمون .. وهو يتذكر فيزداد حزناً وجرحاً!


    فما بالك من مغتربٍ في غربته يتحدث عن وطنه الذي أصبح العذاب في ذكره عذابان!

    هو كذلك الصقر ( البازي ) أسير الماضي والمستقبل.

    عذاب اللوعة والاشتياق .. وعذاب الماضي وعلقمه!

    تناقض توافقت مسبباته .. فكان العذر يا جبران مقبول.

    أي عفوية تُترجم إلى حزنٍ وكبتٍ وضيق لطفلٍ جل همه اللعب وعدم الاكتراث؟!


    \
    \


    سأقف هنا قليلاً وأعيد القراءة مراتٍ ومرات على أحظى بصيدٍ تخفى بين طيات الكلم.
    التعديل الأخير تم بواسطة انسيآب يرآعْ ; 10-22-2008 الساعة 06:41 PM

  8. #8
    كبار الشخصيات الصورة الرمزية مهدي شطناوي
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    الاردن
    العمر
    35
    المشاركات
    2,923

    افتراضي رد: " الأجنحة المتكسرة " بين يدي فكرة وانسيابها

    شكرا لك ..على جهوودك الرائعة ..في تثقيف الشباب...

    انا لست من محبي الروايات ... ولكن ..قد سأقرأ بعض هذه الصفحات...

    تقبل مروري ..وشكرا لك ..مرة اخرى ....

  9. #9
    انسيآب يرآعْ
    زائر

    افتراضي رد: " الأجنحة المتكسرة " بين يدي فكرة وانسيابها

    يقولون إن الغباوة مهد الخلود والخلود مرقد الراحة ــ وقد يكون ذلك صحيحاً عند الذين يولدون أمواتاً ويعيشون كالأجساد الهامدة الباردة فوق التراب، ولكن إذا كانت الغباوة العمياء قاطنة في جوار العواطف المستيقظة تكون الغباوة أقصى من الهاوية وأمر من الموت. والصبي الحساس الذي يشعر كثيراً ويعرف قليلاً هو أتعس المخلوقات أمام وجه الشمس لأن نفسه تظل واقفة بين قوتين هائلتين متباينتين: قوة خفية تحلق به السحاب وتريه محاسن الكائنات من وراء ضباب الأحلام، وقوة ظاهرة تقيده بالأرض وتغمر بصيرته بالغبار وتتركه ضائعاً خائفاً في ظلمة حالكة.


    الغباوة مهد الخلود والخلود مرقد الراحة ..

    كررت قراءة هذه الجملة أكثر من مرة .. حتى اجد تفسيراً يقنعني قبل غيري !

    وأنا قد سمعتهم يقولون ( عمر الشقي بقي ) ... وما بروح إلا المليح !


    هل هذا المقصد الذي رمى إليه جبران ......؟ أم أن هنالك شيء خفي؟


    ومن يعيش ميتاً .. سوى الذي لا يملك هدفاً في الحياة .. الذي أفرغ حمولته من الأحاسيس والمشاعر والارادة؟.


    لربما هنا تحدث جبران عن نوعين من الغباء..........!

    غباءٌ مجرد من العواطف وغباء ممزوج بها



    والصبي الحساس الذي يشعر كثيراً ويعرف قليلاً هو أتعس المخلوقات أمام وجه الشمس لأن نفسه تظل واقفة بين قوتين هائلتين متباينتين


    أحساسٌ عارم .. ومعرفة قليلة

    احساس بالخوف .. مع نقص في الأمان


    شعور بالوحدة .. وعدم معرفة الوقت الذي به يحين الفرج!


    ما بالكم في صبيٍ يحجمل عبئاً هو في الأصل يجهل ماهيته ؟!


    ويقع أسير قوتين هائلتين:

    قوة أولى تريه ما وراء الواقع المر والحقيقة القاهرة

    عالم الأحلام .. عالم اللاوجود


    عالم يرسم ابتسامة موجزة قصيرة ... إلا أنها تؤثر بنا جلياً

    وقوة ثانية : تكون كصفعةٍ شديدة .. توقظ من كان للغيبوبة أسيراً !

  10. #10
    مُجرد فكرة
    زائر

    افتراضي رد: " الأجنحة المتكسرة " بين يدي فكرة وانسيابها

    أهلا بالانسياب صاحب القلم الذهبي

    عذرا على تأخري بالوصول

    لكن الحياة أحيانا لا تترك لنا خيارا بين ما نود القيام به من أعمال،

    و ما نحن مجبرون على القيام به

    على العموم، أن أصل متأخرة خير من ألا أصل أبدا

    سأحاول سيدي الفاضل بداية أن أعقب على بعض ماخطه قلمك

    فالجميل باللغة أنها قد تصل بأشكال مختفلة إلى المتلقي

    و ربما تكون هذه روعة الكتابات الجبرانية

    التي تترك للقارئ مجالا لتأويل الحديث و إسقاطه على الواقع

    فيكون للكاتب قصده، و للقراء نظراتهم المختلفة

    و كلها تصب في نفس المجرى، إعجابا بروعة اللغة العربية العظيمة

    هنا وكما البقية .. يذكر أروقة وأزقة وطنه .. وهضابه ووديانه ، وسمائه.

    هم يذكرون فيبتسمون .. وهو يتذكر فيزداد حزناً وجرحاً!

    لا أظنه كما الآخرين سيدي،

    فلربما لو اطلعت على باقي كتاباته لوجدت شغفه بوطنه أعظم من غيره

    و أكثر ما يثير الانتباه هو ذلك الحب للأرض مختلطا ببغض مجتمع فاسد

    حين يجمع روعة وصف الطبيعة اللبنانية السورية

    و يقف مستغربا من واقع الظلم و الاستبداد الذي يعمها

    تلك الحرقة للإصلاح و ذلك النقد العنيف بغض النظر عن الهجوم الشرس

    الذي كان يتلقاه من النقاد، حتى قال: لكم لبنانكم و لي لبناني

    هذا برأيي هو الحب الحقيقي، حب الإصلاح

    و ليس التفنن في وصف تضاريس الأرض و إبداء الإعجاب

    الغباوة مهد الخلود والخلود مرقد الراحة ..
    فعلا، لا يسعد إلا من يعيش لمجرد الحياة

    و لا يرتاح إلا من دفن روحه في قبر اللامبالاة

    حكمة جميلة تحمل في طياتها الكثير من المعاني

    لكنها منبثقة من عمق واقع مرير

    عاشه جبران و لمسه طوال عمره،

    و لا نزال نلمسه نحن في واقعنا بعد سنين طويلة

    و ربما لم ينطق بها إلا لتفشيها كظاهرة مجتمعية

    كأن واقعنا لا يتغير مهما تعاقبت علينا الأزمان

    كأن الاستهتار الذي عاشه أسلافنا يسري في دمائنا اليوم

    و سيرثه أبناءنا و أحفادنا غدا ...

    غباوة ممزوجة بالامبالاة، تنتج جيلا فوضويا أنانيا

    أو كومة أحاسيس تبعثر أوراق شاب يبحث عن المعرفة

    ليصير فيما بعد صاحب فكر نير و عقل راجح

    فهل تراه الحب الذي جعل من قلب جبران محركا لقلم جذاب ؟؟

    أم أنها المعاناة و التفجع اللذين جعلاه يكتب بدماء قلبه لا بحبر قلمه ؟؟

    مجرد تساؤلات تأملية، لكنها في الواقع موجهة إلي و إلى كل شاب و شابة

    هل ترضى أن تكون خالدا جسدا دون روح ؟؟

    أبدعت يا جبران ...

    و أبدعت انسيابي ...
    التعديل الأخير تم بواسطة مُجرد فكرة ; 10-24-2008 الساعة 04:25 AM

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •