المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شمـوع لا تبـوح بسنــوات العمـــر



معاذ ملحم
11-11-2008, 03:15 PM
شمـوع لا تبـوح بسنــوات العمـــر

http://www.alrai.com/img/201500/201622.jpg

ماذا لو بادر احد الاشخاص ،ودعا الاصدقاء لحضور حفل عيد ميلاده ، يضع شموعا بعدد سنوات عمره.،وماذا لو كانت خمسا وثلاثين ، اربعين ، خمسين او اكثر،- ترى هل سيثير المشهد الفزع - أم سيفتح الباب للتشكيك بمصداقية صاحب العيد بخاصة اذا كانت امرأة- ام سيفسد شكل الكعكة بسبب ثقوب أحدثتها كثرة الشموع التي غرست فيها ؟ تساؤلات كثيرة تخطر بالبال عندما يصر معظم من يحتفلون باعياد ميلادهم من الكبارعلى اختصار السنوات بشمعة او اثنتين فقط ، بدلالات من الحب والامل .
الاحتفال بأعياد الميلاد ، اكثر مناسبة يحبها الاطفال، ويباركها الاهل، والام اول من يسعى لتكريس هذا النهج في الاسرة منذ قدوم المولود الاول ، وعلى ايقاع ''هابي بيرث دي تو يو '' التي تصدح بها الحناجر يتسابق الصغار للنفخ على الشموع واخماد لهبها ، استعدادا لالتهام الكعكة ، فيما تترافق هدايا المدعوين الصغار بامنيات ان يصل عمر صاحب العيد الى 100 عام .
عدد السنوات التي بلغها الطفل اخر ما يفكر به هو وصحبه ، فكل ما يسعى اليه الصغار في هذه اللقاءات التسلية والمرح والاستمتاع بأصناف الحلوى ، ،بحسب ''لارا11عاما'' وتقول : اجمل ما يميز حفلات عيد الميلاد انها تخلو من اي حديث عن الواجبات المدرسية ، لذا احرص على تلبية اية دعوة تصلني من اي صديقة لحضور حفلة عيد ميلادها،. فرحتي بالعيد لا توصف فقد اعتادت امي ان تخصني بفستان جديد وتجهز لي بعض الحلوى بمناسبة عيد ميلادي ، وبخاصة الكعكة التي اضع عليها شموعا ملونة بعدد سني عمري، ،
لكن تقدم شخص بالسن أمر ربما لا يكون جديرا بالاحتفاء حتى وان كان في مقتبل العمرتقول ''.زينة '': لا احب ان احتفل بعيد ميلادي كما كنت وانا صغيرة، لا اتخيل ان اضع ''25 شمعة'' وافرح بها ، اكره ان اكبر، بخاصة وانني ابحث عما حققته في هذه السنوات التي اصبحت منذ ايام قليلة ربع قرن، فاجد بانني لم احقق سوى شهادة جامعية لم توفر لي فرصة عمل ، لهذا فيوم ميلادي لايكون مصدر سعادة لي ابدا.
..''العمر هو كيف تشعر؟ وكيف تبدو؟ وكيف تستمتع بالحياة ؟ هذا هو العمر الحقيقي''.. هناك اشخاص وصلت اعمارهم ستين وسبعين عاما ، غير ان اشكالهم توحي بأنهم أصغر من ذلك بكثير، ومن الصعب ان تتعرف على حقيقة اعمارهم ، بهذا الاستهلال يتحدث اخصائي طب نفسي '' د.خليل ابو زناد'' عن الاسباب التي لا تدفع كثيرين للاحتفال بأعياد ميلادهم ، بعيدا عن الاحساس بالكبر والتقدم في السن ويذهب الى ان نظرة معظم الناس الى كون هذا الاحتفال تقليدا غربيا ،واذا فرض من قبل الاهل في مراحل الطفولة ، فان الكبار لايحبذونه وهم الان وحدهم اصحاب القرار، اضافة الى ان العلاقات بين الناس تفتقد للدفء هذه الايام ، ولا تشجع على اقامة حفل في مثل هذه المناسبة التي تعتبر نفقات اضافية او زائدة،وبخاصة في ظل ظروف اقتصادية صعبة يعيشها الناس ، وبرغم ذلك هناك من لايزالون يحتفلون بأعياد ميلادهم بغض النظر عن عدد الشموع التي يضعونها على '' الكعكة''. بعيدا عن تشاؤم حملته رائعة الشاعر كامل الشناوي ''عدت يايوم مولدي'' و بصوت الراحل فريد الاطرش فان فلسفة الاحتفال بعيد الميلاد الشخصي تتفاوت من شخص لاخر....يقول ''سامي 54عاما '':'' مازلت اذكر بانني واظبت على الاحتفال بعيد ميلادي حتى بلغت العشرين ، بعدها اصبحت ''كعكة العيد'' تعاني ازدحاما في عدد الشموع ، اصبح عددها يخيفني ،واخذت قرارا بأن لا احتفل به ، لا اريد ان يأتي، اشعر معه باقتراب النهاية.!!
وتضيف ''أفنان'' في بداية العقد الرابع '' قدوم عام جديد يضاف لعمر الانسان يجب ان يكون مصدر فرح وابتهاج ، لكن لم اتخيل يوما ان اضع شموعا بعدد سنوات عمري الحقيقية، لذا اكتفي بوضع شمعة واحدة ، كرمز للامل فقط.،.اتركها حتى تنطفىء وحدها ، لكن'' اخرى : في الثانية والستين تبوح .''اكره الاحتفال باعياد الميلاد، اشعر بأن موعد الرحيل قد حان ، لذا احاول ان ابدو سعيدة امام اسرتي ، لكن في اعماقي لا احب لهذا العيد ان يأتي ابدا..أبدا..برغم ما يصلني من هدايا ''.
تغييرات بسيطة تطيل عمر الانسان ، حتى وان كان من هؤلاء الذين لا يحبذون الاحتفال باعياد ميلادهم، افادت دراسة بريطانية شملت اشخاصا تتراوح اعمارهم بين 45-79 عاما،بان الاقلاع عن التدخين يزيد العمر من اربع الى خمس سنوات ، فيما تضيف ممارسة الرياضة بانتظام وتناول اطعمة صحية الى العمر ثلاث سنوات.


منقووول