المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحرية الشخصية سلاح ردئ



أميرة قوس النصر
02-03-2009, 04:04 AM
بسم الله الرحمن الرحيم





الحُـريَّـة الشَـخصيَّـة





باتَ هذا الحَـق الجَمِيل سلاحاً رديئاً يستعمله الكثير من ضعاف النفوس, فيستخدمون هذا الحق السامي لتَبريرِ أفعالهم و تصرفاتهم المشينة, و يتَّخذونه ستاراً وهمياً ليغطُّوا به نقصهم و نزواتهم الدنيئة.





فأصبحنا نرى أشخاصاً يعيثونَ فساداً سابحينَ في ظُلماتِ الهلاك بحجة الحرية الشخصية, لكن هيهات أن تتناقض هذه الحرية مع النواهي أو الضوابط الشرعية التي من شأنها ضبط الحياة بالشكل الطبيعي و المرموق, حيث أن مصدر هذه الضوابط, هو رب الكون و مُسَيِّره و هو الأَعْلَمُ بالأمورِ التي من شَأنِها ضمان التَّحَرُّكِ الفَائقِ الرَوْعة لهذا الكون.





فَمِنَ الغَباء أن يسمعَ شخصٌ ما الأغاني بحجة الحرية الشخصية, و من الغباء المستفحل أيضاً أن ترتدي الفتاة ثياباً لا تستخدم في اختيارها سوى مبدأ التماشي مع الانحطاط, و أيضاً بحجة الحرية الشخصية.





الطريق المستقيم الذي وهبه الله لنا, هو الطريق المُظَلَل بالنجاة و المرصوف بالرقي و السمو, و هو الطريق الذي يضمن للسائر فيه كافَّـة الحُريَّات وَ الحُقوقْ.





و برأيي أن المُتواري خَلْفَ ما وَصَفْتُهُ بالسِتَارِ الوَهْمي, ما هو إلا شخص لا يملك أدنى درجات الحُريَّة, فأقل ما يجدرُ بالمخطئ أو العاصي هو الإقرار بالذنب و الاعتراف بأنه على خطأ, أمَّا أن يقوم بالمناورة و التملص السخيف للخروج من دائرة الخطيئة, فهذا لا يقوم به إلا أولياء العقول الفارغة والنفوس الهالكة أو التي في رَسْمِ الهلاك.





المشكلة ليست عندما يخطئ المرء, لكن المشكلة هي أن يسير هذا الشخص و كله ثقة عمياء بأنه على صواب,فالكلُّ يُخطئ و هذا أمرٌ مفروغٌ منه, لكن لابد للمخطئ أن يسعى لإصلاح و إخفاء الآثار التي خلفتها تلك الخطيئة, و إلَّا إذا بقي أعمى البصيرة واثقاً بأنه على طريق الصواب, فهنا سيظل يغرق في بئر التهلكة حيث سيصبح من العسير عليه أن يخرج كلما استمر في النُزولْ.





أرى أن من يستل الحرية الشخصية كسلاح رديء لمقاومة الانتقادات الداخلية أو الخارجية, إمَّا أن يكون إنساناً قد تعرض خلال حياته للعديد من أنواع الظلم و التجبر, فتولدت لديه ردة فعل عكسية مبدأها أن ارتكاب النفس لما يحلوا لها غير مكترثة بالضوابط هو السبيل الوحيد للسعادة, أو أن يكون هذا الشخص منسوب الغباء لديه مرتفع نسبياً بحيث بمجرد سماعه بهذا الحق, جعله أن يتخذ منه شعاراً رئيسياً لديه, و اقل ما يوصف به هذا الإنسان أن جهاز مُعَالجَة المُـدْخَلات لديه مُعَطَّل أو انه لا يمتلك هذا الجهاز من الأساس.





الإنسانُ الحرّ كَما علَّمتني أُمـي الحبيبة, هو ذاكَ السائِرُ برداءِ الهيبةِ وَ الوقار غير مكترثٍ بما يحفُّه الطريقُ من أزهارِ السعادةِ الوَهمية, حيثُ أنَّ نَفْسَهُ لا تلتقط الأشعة ذاتْ التردد الساقط و التحتْ أخلاقي.





و أخيراً...





الحُـريَّةُ بجميعِ أنْوَاعِها هِـيَ إِحْدَى ثَمَرَات السَيْر في طريقِ الله عَزَّ وَ جَلّ, و بغيرِ ذَلكَ سَـوفَ لَنْ يَنعم بِظلالِ هَذا الحَقِّ أَحَدْ.

Ahmad zo3bi
02-03-2009, 04:22 AM
هالموضوع قوي جدا ...وانتي كفيتي ووفيتي واعطيتي حقه واستخدمتي المصطلحات والتعابير الدقيقة.. كنت ناوي انزل رد (جريدة) بس بصراحة بس شفت اللي كتبتيه التزمت الصمت..... ابدعتي:icon31::icon31::icon31:

الولهان
02-03-2009, 04:36 AM
موضوع جميل او معانيه اكثيرة بس الواحد يفهمه

شكرا مها

عُبادة
02-03-2009, 04:41 AM
وقال النبي عليه افصل السلام واتم التسليم : { كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من الإجهار أن يعمل العبد بالليل عملا، ثم يصبح قد ستره ربه، فيقول: يا فلان! قد عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه } [متفق عليه

The Gentle Man
02-04-2009, 01:34 PM
اصبحت الحريه غطاء على افعالنا التي اصبحنا نفعلها تحت غطاء الحريه
وهذا الغطاء اصبح يغطي على افعالنا مهما كانت من كبيرة وصغيرة



يسلموا مها على موضوعك
موضوع رائع وجميل