معاذ ملحم
04-09-2009, 12:36 PM
الوسواس .. خطوة نحو الاكتئاب
http://www.alrai.com/img/221000/220871.jpg
يخشى ( احمد ) 29 سنة تناول اي من الماكولات دون غسل يديه مباشرة قبل البدء بالاكل . حتى لو كان قد قام بغسل يديه قبل قليل الامر الذي يحرجه كثيرا عندما يكون بصحبة اصدقاء له في احد الاماكن العامة حيث يبداون بالضحك عليه لوسوسته هذه .
فيما تتوضأ ( رجاء ) اكثر من مرة للصلاة الواحدة لوسوستها من عدم صحة وضوئها فتكرره اكثر من مرة لتكون على يقين تام من اكتمال وضوئها .
اما ( ام محمد ) والتي لديها وسوسة من وجود الغبار في بيتها فانها تقوم بمسح الطاولة على سبيل المثال لاكثر من عشر مرات يوميا بل ولاتستطيع الجلوس عند زيارة جارة او قريبة لها دون المسارعة الى تنظيف ما يقع عليه عينها من الاثاث من الغبار .
ويعد الوسواس في علم النفس حالة مرضية تصل بصاحبها إلى الكآبة الشديدة المؤدية إلى ضياع النفس والحياة التي لا قيمة لها بنظره، تنتهي في كثير من الأحيان إلى الاصابة بالاكتئاب واحيانا إيذاء النفس والإقدام على الانتحار .
ويفسر الدين الاسلامي ظاهرة الوسواس بانه مجرد عارض يوسوس في الصدر ويدخل إلى القلب ويُدْفَع بذكر الله. وهو معلوم المصدر في الإسلام.
فالوسواس هو (الشيطان) الذي يريد أن يصل بالناس جميعا إلى حالة الاضطراب النفسي والخوف من المستقبل والخوف من الآخرين والتشكيك بهم حتى يصبح منعزلاً عن الآخرين .ويصبح أسير هواجسه وأفكاره الوسواسية فتمتلئ حياته يأساً وإحباطاً وخوفاً واضطراباً وصولا إلى التشتت والضياع .
وتعرف الوسوسة في اللغة بانها الإلقاء الخفي في النفس وهي الكلام الذي يكرره الموسوس عادة ، اما تعريفها في الشرع فهي ما يجول في الخاطر وفي القلب.
ومن حكمة الله أرشادنا إلى اصل الوسوسة ، وأمرنا بالاستعاذة من أصله وفقا لقوله تعالى:''من شرِّ الوسواس الخناس''. ويُدْفع الوسواس بأمور منها الاستعاذة بالله - تعالى- قال - عز وجل-:''وإما ينزغنَّك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم''الاعراف .
فالاضطراب الوسواسي القهري وفقا للتصنيف الدولي للأمراض النفسية ياتي بشكل اضطرابات نفسية وسلوكية تتمثل بالأفكار الوسواسية والتي هي أفكار أو صور أو اندفاعات تطرأ على ذهن الشخص المرة تلو المرة بشكل متكرر ونمطي وتسمّى(اجترارات وسواسية). وهي دائماً تقريباً مثيرة للإزعاج لأنها غالباً تكون عنيفة أو خارجة عن اللائق، ويحاول المريض عادة أن يقاومها ولكن دون نجاح.
ومع ذلك فإنها تُعتبر أفكاره الخاصة، رغم كونها لا إرادية وغالباً كريهة. ويعد مصدر الوسواس نقطة خلاف بين علماء النفس فبعضهم يعترف بأنها خارجة عن إرادة المريض وبعضهم يقول بأنها أفكاره الخاصة. مؤكدين أن هناك علاقة وثيقة بين الأعراض الوسواسية خاصة( الأفكار الوسواسية ) بالاكتئاب.الا ان التشخيص التفريقي بين اضطراب الوسواس القهري وبين الاضطراب الاكتئابي صعباً وذلك لأن نوعي الأعراض كثيراً ما يجتمعان معاً.
ووفقا لعلم النفس فأن الاضطرابات الوسواسية تنتهي بصاحبها إلى الاكتئاب، وإذا ما وصل المريض إلى حالة الاكتئاب الشديد، فإنه بالتالي يفقد الثقة بالنفس، الشعور بعدم الفائدة، أو الشعور بالذنب، ويمثل الانتحار خطراً مؤكَّداً في الحالات الشديدة بشكل خاص.
إذا في هذه الحالة وبعد أن تستحوذ على المريض هذه الوساوس، تؤدي به إلى القيام بأفعال قد تكون في بداية الأمر سخيفة ولا تستدعي الاهتمام من الآخرين، إلا أنها تزداد وتؤدي به إلى الانتحار من غير سبب واضح.
ويقول علماء النفس أن غالبية الأفعال القهرية تدور حول النظافة (خاصة غسيل اليدين) أو التحقق من تأمين وضع معيَّن يُحتمل أن ينجم عنه خطر، أو التحقق من النظام والترتيب، وقد تستغرق أفعال الطقوس القهرية ساعات طويلة كل يوم ويصاحبها أحياناً تردد وبطء شديد، وحيث طقوس غسل اليدين تشيع أكثر بين النساء في حين يشيع البطء بدون التكرار أكثر بين الرجال.
وقد دعا الدين الإسلامي في مثل حالة الوسوسة المتعلقة بالنظافة ان نأخذ باليقين ونترك الشك في كل شيء، و التي منها وسوسة الماء والطهارة فقال - صلى الله عليه وسلم-:''دع ما يريبك إلى ما لا يريبك''.
و قد حدد النبي - صلى الله عليه وسلم- مصدر الوسوسة - حين قال:''إن للوضوء شيطاناً يقال له الولهان فاتَّقوا وسواس الماء''رواه الترمذي.
فوسواس الماء ليس بالشيء الجديد، والذي يعانون منه كثر ومنذ زمن بعيد، إلا أن النبي - صلى الله عليه وسلم- أمرنا أن نأخذ باليقين ونترك الشك في كل شيء.
منقول
http://www.alrai.com/img/221000/220871.jpg
يخشى ( احمد ) 29 سنة تناول اي من الماكولات دون غسل يديه مباشرة قبل البدء بالاكل . حتى لو كان قد قام بغسل يديه قبل قليل الامر الذي يحرجه كثيرا عندما يكون بصحبة اصدقاء له في احد الاماكن العامة حيث يبداون بالضحك عليه لوسوسته هذه .
فيما تتوضأ ( رجاء ) اكثر من مرة للصلاة الواحدة لوسوستها من عدم صحة وضوئها فتكرره اكثر من مرة لتكون على يقين تام من اكتمال وضوئها .
اما ( ام محمد ) والتي لديها وسوسة من وجود الغبار في بيتها فانها تقوم بمسح الطاولة على سبيل المثال لاكثر من عشر مرات يوميا بل ولاتستطيع الجلوس عند زيارة جارة او قريبة لها دون المسارعة الى تنظيف ما يقع عليه عينها من الاثاث من الغبار .
ويعد الوسواس في علم النفس حالة مرضية تصل بصاحبها إلى الكآبة الشديدة المؤدية إلى ضياع النفس والحياة التي لا قيمة لها بنظره، تنتهي في كثير من الأحيان إلى الاصابة بالاكتئاب واحيانا إيذاء النفس والإقدام على الانتحار .
ويفسر الدين الاسلامي ظاهرة الوسواس بانه مجرد عارض يوسوس في الصدر ويدخل إلى القلب ويُدْفَع بذكر الله. وهو معلوم المصدر في الإسلام.
فالوسواس هو (الشيطان) الذي يريد أن يصل بالناس جميعا إلى حالة الاضطراب النفسي والخوف من المستقبل والخوف من الآخرين والتشكيك بهم حتى يصبح منعزلاً عن الآخرين .ويصبح أسير هواجسه وأفكاره الوسواسية فتمتلئ حياته يأساً وإحباطاً وخوفاً واضطراباً وصولا إلى التشتت والضياع .
وتعرف الوسوسة في اللغة بانها الإلقاء الخفي في النفس وهي الكلام الذي يكرره الموسوس عادة ، اما تعريفها في الشرع فهي ما يجول في الخاطر وفي القلب.
ومن حكمة الله أرشادنا إلى اصل الوسوسة ، وأمرنا بالاستعاذة من أصله وفقا لقوله تعالى:''من شرِّ الوسواس الخناس''. ويُدْفع الوسواس بأمور منها الاستعاذة بالله - تعالى- قال - عز وجل-:''وإما ينزغنَّك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم''الاعراف .
فالاضطراب الوسواسي القهري وفقا للتصنيف الدولي للأمراض النفسية ياتي بشكل اضطرابات نفسية وسلوكية تتمثل بالأفكار الوسواسية والتي هي أفكار أو صور أو اندفاعات تطرأ على ذهن الشخص المرة تلو المرة بشكل متكرر ونمطي وتسمّى(اجترارات وسواسية). وهي دائماً تقريباً مثيرة للإزعاج لأنها غالباً تكون عنيفة أو خارجة عن اللائق، ويحاول المريض عادة أن يقاومها ولكن دون نجاح.
ومع ذلك فإنها تُعتبر أفكاره الخاصة، رغم كونها لا إرادية وغالباً كريهة. ويعد مصدر الوسواس نقطة خلاف بين علماء النفس فبعضهم يعترف بأنها خارجة عن إرادة المريض وبعضهم يقول بأنها أفكاره الخاصة. مؤكدين أن هناك علاقة وثيقة بين الأعراض الوسواسية خاصة( الأفكار الوسواسية ) بالاكتئاب.الا ان التشخيص التفريقي بين اضطراب الوسواس القهري وبين الاضطراب الاكتئابي صعباً وذلك لأن نوعي الأعراض كثيراً ما يجتمعان معاً.
ووفقا لعلم النفس فأن الاضطرابات الوسواسية تنتهي بصاحبها إلى الاكتئاب، وإذا ما وصل المريض إلى حالة الاكتئاب الشديد، فإنه بالتالي يفقد الثقة بالنفس، الشعور بعدم الفائدة، أو الشعور بالذنب، ويمثل الانتحار خطراً مؤكَّداً في الحالات الشديدة بشكل خاص.
إذا في هذه الحالة وبعد أن تستحوذ على المريض هذه الوساوس، تؤدي به إلى القيام بأفعال قد تكون في بداية الأمر سخيفة ولا تستدعي الاهتمام من الآخرين، إلا أنها تزداد وتؤدي به إلى الانتحار من غير سبب واضح.
ويقول علماء النفس أن غالبية الأفعال القهرية تدور حول النظافة (خاصة غسيل اليدين) أو التحقق من تأمين وضع معيَّن يُحتمل أن ينجم عنه خطر، أو التحقق من النظام والترتيب، وقد تستغرق أفعال الطقوس القهرية ساعات طويلة كل يوم ويصاحبها أحياناً تردد وبطء شديد، وحيث طقوس غسل اليدين تشيع أكثر بين النساء في حين يشيع البطء بدون التكرار أكثر بين الرجال.
وقد دعا الدين الإسلامي في مثل حالة الوسوسة المتعلقة بالنظافة ان نأخذ باليقين ونترك الشك في كل شيء، و التي منها وسوسة الماء والطهارة فقال - صلى الله عليه وسلم-:''دع ما يريبك إلى ما لا يريبك''.
و قد حدد النبي - صلى الله عليه وسلم- مصدر الوسوسة - حين قال:''إن للوضوء شيطاناً يقال له الولهان فاتَّقوا وسواس الماء''رواه الترمذي.
فوسواس الماء ليس بالشيء الجديد، والذي يعانون منه كثر ومنذ زمن بعيد، إلا أن النبي - صلى الله عليه وسلم- أمرنا أن نأخذ باليقين ونترك الشك في كل شيء.
منقول