المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 400 وافدة تفر من جحيم المخدومين إلى أقبية السفارة الأندونيسية



ادارة المنتدى
10-01-2009, 02:30 PM
تقبع نحو 400 عاملة أندونيسية في تسوية صغيرة وأقبية وممرات معتمة في السفارة الأندونيسية في عمان، بعد أن هربن من كفلائهن (المخدومين) أو مكاتب الاستقدام، عقب تعرضهن لأبشع أشكال التعنيف النفسي والجسدي، فضلا عن الأمراض التي تسري في أجسادهن النحيلة.العاملات الفارات من جحيم الكفلاء إلى أقبية السفارة الأندونسية يفترشن الأرض هناك، بعد أن تلونت أجسادهن بالألوان الخضراء المزرقة من آثار الضرب، كما أنهن يتقاسمن حفنة من الأرز والمعكرونة الاندونيسية على أمل أن يعدن الى بلادهن بلا رجعة، حسب قولهن.لكن النقابة العامة لأصحاب مكاتب استقدام واستخدام العاملين في المنازل من غير الأردنيين، اكدت أن السجلات الحكومية الرسمية "لم تشهد حالة واحدة من هروب عاملة منزل عن طريق مكاتب الاستقدام المرخصة". موضحة أن الجهات التي تقوم بـ"تهريب عاملات المنازل هي مكاتب غير مرخصة"، بحسب بيان صدر عن النقابة في شهر أيار الماضي.يشار الى أن لجنة حكومية عقدت اجتماعا موسعا الشهر الماضي للنظر في الظروف الاجتماعية والاقتصادية والانسانية للعاملات الاندونيسيات اللاتي لجأن الى السفارة الاندونيسية جراء تعرضهن الى عنف وسوء معاملة من كفلائهن أو مكاتب استقدامهن.وتضم اللجنة في عضويتها وزارات الداخلية والعمل والصحة بالإضافة الى النقابة العامة لأصحاب مكاتب استقدام العاملين في المنازل من غير الأردنيين.يشار الى أن المركز الوطني لحقوق الإنسان حمل وزارة العمل، مسؤولية استمرار الانتهاكات بحق عاملات المنازل وما يتلوها من انتقادات دولية متواصلة.لم تكترث العاملات بحقوقهن المالية التي طالما حلمن بها منذ أن عملن في منازل أردنية لشهور مضت، وذلك بعد أن تحطمت أحلامهن في صناعة مستقبل أسرهن الفقيرة في اندونيسيا وتحسين مستواهن المعيشي على حساب صحتهن، في بلد يسود فيه الأمن والامان، وفق ما يقلن.ومن بين 400 عاملة ينتظرن تسفيرهن الى بلادهن بعد تسوية اوضاعهن مع الجهات الحكومية جراء تراكم غرامات مالية على إقامتهن، إضافة الى تهرب الكفلاء من دفع هذه الحقوق، فإن ثمة 100 شابة تحت السن القانونية للعمل تتراوح اعمارهن من (15 إلى 18 عاما) بينما يتم تقدير أعمارهن في بلادهن لزجهن الى العمل في دول عربية.ورغم أن قوانين العمل الأندونيسية لا تسمح لهذه الفئة العمرية بالعمل بناء على معاهدات دولية تمنع تشغيل الاطفال، فإن "سماسرة" ومكاتب أندونيسية يتهافتون على "صيد" فتيات صغيرات، ويعملون على تزوير شهادات ميلادهن والشهادات الصحية لهن من دون رقيب، وفق محامي السفارة الأندونيسية عماد الشرقاوي، الذي اقترح أن يتم ختم طلبات الاستقدام من سفارة بلاد الخادمة قبل تسليمها للكفيل، وذلك للتأكد من خلوها من الامراض، والتأكد أنها مؤهلة للعمل في المنازل، بحسب الاتفاقيات الاردنية والدول المصدرة للعمالة.ويضيف الشرقاوي "في المقابل تقوم مكاتب استقدام قانونية في اندونيسيا بالاتفاق مع نظرائها في الأردن على تصدير عاملات يحملن شهادات صحية موثوقة ومصدقة حفاظا على حق مستقدمها بالحصول على عاملة ذات بيانات سليمة من ناحية العمر، والصحة، واللغة، ومقدرتها على العمل". وعلى كرسي متحرك تجلس نينتي (18 عاما) بعد ان تعرضت لحادث اثناء قيامها بأعمال منزلية شاقة، حيث أصيب عمودها الفقري وكسرت قدمها ورجلها، بحسب قولها. وأضافت لـ"الغد" ان مستقدمها قدم لها علاجا أوليا، لكن حالتها الصحية تدهورت، فاشترى لها تذكرة سفر، وأنزلها على رصيف المطار من دون أن تحصل على حقوقها المالية، أو تكمل علاجها.اما آني اوتشم (35 عاما) متزوجه ولها 4 أولاد، جاءت الى المملكة قبل سنة واربعة شهور، ولاقت ضربا مبرحا من ابن مستقدمها الذي لم يتجاوز عمره 15 عاما، بحسب قولها. وقالت اوتشيم انها هربت من منزل مستقدمها في محافظة اربد واستقلت "تكسي" الى السفارة في عمان متأملة تلقي علاج لكدمات مؤلمة على وجهها وايديها وعينها اليمنى إلى حين مغادرتها لجاكارتا.وتختلف قصة ناناراتي بنت ناصر (15 عاما) عن زميلاتها اذ تعرضت للخداع من قبل زوجة أبيها في اندونيسيا عندما أقنعتها بالتوجه الى الاردن لإكمال دراستها، غير انها سلمتها (زوجة الأب) الى "سمسار" غير قانوني قدر سنها بالعشرينيات، وحولها الى عاملة منازل بدلا من طالبة.وصلت ناناراتي إلى منزل مستقدمها في عمان الذي يقطن في الطابق الرابع، ونظرا لصغر عمرها وإصابتها بضيق تنفس مستمر لم تقو على الأعمال المنزلية الشاقة فتمت إعادتها إلى مكتب الاستقدام.وتروي ناناراتي معاناتها في المكتب، حيث تم حبسها في دورة المياه لعدة أيام مع تقديم وجبة "ضرب مبرحة لها" بدلا من وجبة غذاء تساعدها على الاستمرار في حياتها، على حد قولها.وتتشابه قصة هيريانتي مرجانا (17 عاما) مع زميلتها ناناراتي في تعرضها للضرب المبرح من قبل مكتب الاستقدام، وفق قولها.وفتحت قصة الخادمة أمينة التي تبنت "الغد" قضيتها الأسبوع الماضي ملف العاملات الاندونيسيات في المملكة، عقب تعرض أمينة لسوء معاملة من قبل طبيب استقدمها ولم يعالجها من سل معد فتك برئتيها.وعلية اتفقت السفارة الاندونيسية مع مديرية الأمراض الصدرية وصحة الوافدين التابعة إلى وزارة الصحة الأسبوع الماضي على إجراء فحوص إجبارية جديدة لجميع العاملات المعنفات بشكل تدريجي، وفق المستشار في السفارة "أري وردانا".وأوفدت السفارة حتى أول من أمس (40 عاملة) حول من بينهن 9 عاملات مصابات بمرض السل الى مصح النور في المفرق لتلقي العلاج قبل تسفيرهن، كما أفاد "وردانا" الذي اشار الى انه تم تسفير 250 عاملة الى اندونيسيا قبل 3 أسابيع مضت.من جهته دعا السفير الإندونيسي في عمان زين البحر نور الحكومة الأردنية إلى إعادة النظر في منح العاملات من بلده تأشيرة في المطار، للحؤول دون دخولهن بطريق غير قانونية. وأشاد نور بالعلاقات الاردنية الاندونيسية لكنه لفت الى ضرورة ايجاد مزيد من التعاون في قضية حماية العاملات الاندونيسيات بناء على الاتفاقيات المبرمة بين البلدين حتى لا يوسم الأردن بتهمة "الاتجار بالبشر".وقال السفير لـ"الغد" أن معظم العاملات اللاتي يرفضن من دول الخليج العربي لعدم انطباق الشروط الصحية عليهن، يتم إدخالهن الى الاردن من دون أن يخضعن إلى أي تدقيق.وأوضح بأن عملية تزوير الشهادات الصحية للعاملات تتم عن طريق مكاتب استقدام اندونيسية غير قانونية. معبرا عن استعداد سفارته لتسخير مبناها لإجراء الفحوصات الطبية للعاملات بعد وصولهن إلى الأردن، وقبل تسليمهن إلى الكفيل، والتأكد من أوراقهن الثبوتية، على أن توفر وزارة الصحة طبيبا ووزارة العمل مندوبا للتأكد من سير الإجراءات.أما بالنسبة للإجراءات القانونية المتعامل بها في السفارة فأشار المحامي الشرقاوي الى ان السفارة تساعد العاملة في تحريك قضية ضد كفيلها حال تعرضها للايذاء الجسدي، في الوقت الذي تتم فيه مفاوضة الكفيل لتحصيل حقوقها المالية بطريقة ودية قبل مخاطبة وزارة العمل واللجوء إلى القضاء.وطالب الشرقاوي الجهات المسؤولة بالتدخل السريع في تسفير الفتيات وخصوصا صغيرات السن اذ تعهدت السفارة بأن تدفع تكاليف سفرهن، وفي المقابل الإفراج عن جوازات سفرهن من قبل الكفلاء، علما بأن "القانون الأردني يمنع حجز أي جواز سفر على أرضه" بحسب قوله. وكانت وزارة الصحة طلبت من السفارات الأردنية في الخارج وبخاصة الدول الموفدة للعمالة إلى المملكة، اعتماد مراكز فحص ذات مصداقية عالية.الغد

تفاصيل الخبر هنا... (http://www.jordanzad.com/jordan/news/117/ARTICLE/23898/2009-10-01.html)