تواجده قديما في معظم البيوت.. صوت الرحى بشائر خير وفرحة بوجبة لذيذة

[ادارة المنتدى]

تتأمل الحاجة السبعينية تمام ( أم عواد) حجر الرحى المركون في زاوية بيتها ، وتعيدها الذاكرة الى السنين الخوالي من عمرها عندما كان ضجيج دورانه يملأ البيت خيرا وبركة ."صوت جرشه في البيت بشائر خير للضيوف ومنه يعرفون بان هناك خيرا في كواوير البيت الذي قصدوه , وانها ما زالت تمتلىء بالقمح والعدس " هذا من بوح الحاجة ام عواد من ذاكرة الايام .وتقول : لم يخلُ بيت من بيوت اغلب الناس من الرحى قديما , ومن لا يملكه يستعين بجيرانه لجرش مونة بيته من القمح او العدس او غيرها من الحبوب .يقول عواد الذي يبلغ من العمر خمسين عاما : لقد كنا نفرح كثيرا انا وأقراني من الصبيان عندما نسمع صوت الرحى بين يدي الحجة وغالبا ما كانت تغني بالهجيني فنعرف ان هناك طعاما لذيذا وطيبا سيتم اعداده ، فهو دليل قاطع على ان هناك وجبة لذيذة من ( الملاتيت) والتي تحضر من جريش القمح مع السكر والزيت .واوضح انه يندر خلو اي بيت من الرحى في سالف السنين خاصة في القرى والأرياف والبادية البعيدة عن مركز المدن التي تتوافر فيها مطاحن الحبوب .والرحى يصنع من الحجارة البازلتية السوداء والمتوافرة في الصحراء الشرقية بمنطقة الحرّة السوداء في الرويشد والصفاوي وهي عبارة عن حجرين مستديرين ، احدهما فوق الأخر ، والعلوي فيه ثقب واسع نافذ في منتصفه ، بحيث يسمح بدوران الحجر العلوي بالاضافة الى ثقب غير نافذ في الحجر السفلي يسمح بدوران الحجر العلوي فوقه ، كما توجد فتحة اخرى صغيرة على طرف الحجر العلوي غير نافذة ويركب عليه عود اسطواني من الخشب يسمى مقبض الرحى ( يد الرحى(.ويتم وضع الحبوب المراد طحنها من خلال تلك الفتحة النافذة ما يسمح بتسرب الحبوب من بين الحجرين حيث تتم عملية دوران الرحى العلوية على السفلية فتطحن كميات الحبوب بينهما وتحول إلى دقيق غير ناعم .ويعد الرحى من الادوات الحجرية التي استخدمت في العصر الحجري من قديم الزمان ، وتم العثور على العديد من حجارة الرحى بمختلف الاحجام في كثير من المواقع الاثرية التي تعود الى ذلك العصر وفق ما كشفت عنه الدراسات الاثرية والتنقيبات .حمد الحجايا / بترا

تفاصيل الخبر هنا... (http://www.jordanzad.com/jordan/news/117/ARTICLE/25528/2009-10-25.html)