ادارة المنتدى
11-23-2009, 05:13 AM
تصادف المتسوق في عديد من مجال بيع المجوهرات والإكسسوارات حليا تتخذ من الحيوانات والحشرات أشكالا لها، تتنوع ما بين الأساور مرورا بالسلاسل والخواتم والأقراط ومختلف التعليقات. وبالرغم من نفور بعضهم من شكلها وإعراضهم عن اقتنائها إلا أنها تحتفظ بزبائنها جلهم من المراهقين والشباب."لا يمكن أن أزيل العقد الذي أتقلده وفيه تعليقة عقرب"، هذا ما أكده الشاب العشريني محمود أحمد الذي يرى في العقرب "رمزا للقوة والتحذير اليومي من الأعداء المحيطين بي".من جهتها تحبذ العشرينية نور العاسمي ارتداء الإكسسوارات التي تحمل شكل العقرب أو العنكبوت وترجع رغبتها في ذلك إلى "لفت أنظار الشباب، بخاصة أنهم يعجبون بكل ما هو غريب وغير مألوف".في حين تميل الخمسينية حسنة الطوباسي إلى انتقاء أساور الذهب التي تحمل شكل الأفعى، معللة ذلك "لما تمثل لها من قوة وجمال في معصم اليد".وتجهد الطوباسي في البحث عن هذا النوع من الحلي مبينة أنه "غير متوفر في الوقت الحالي وهناك صعوبة في إيجاده نظرا لقدمه". وفي السياق ذاته يشير صاحب أحد محلات المجوهرات في عمّان عبدالله العزة إلى أن الحلي التي تتخذ من الفراشة شكلا لها هي الأكثر إقبالا وطلبا من قبل الفتيات، أما الكبيرات في السن فيفضلن الأساور التي تكون على شكل الثعبان أو ما تعرف بـ"المبرومة".ويتفق صاحب أحد محال الإكسسوارات التقليدية صهيب بنات مع عزة الذي يبين أن الإكسسوار الذي يأتي على هيئة الفراشة مرغوب بشكل كبير لدى الفتيات، مضيفا وهناك أيضا "السحلية" و"السلحفاة" لافتا إلى أنها أشكال "جالبة للحظ السعيد برأيهن".من جانبه يرى أستاذ الشريعة والدراسات الإسلامية الدكتور منذر زيتونة "أن بعض المجسمات التي تتخذ شكل الحيوانات والحشرات، لها إشارة أو دلالة ترمز لعقيدة معينة أو فكر ما".ويضيف زيتونة أن هذا الفكر غالبا ما يكون مجهولا عند العامة، غير أن أصحابه يريدون نشره أولا عن طريق الإعلان لترويج ما يرمز إليه، وتصويره بصورة بهية لضمان الإقبال على شرائه وإظهاره.مختصون يرون في رواج الحلي التي تأتي على شكل حشرة ما نوعا من الخروج عن المألوف أو مواكبة لموضة دارجة، في حين يعزوها بعضهم إلى عالم خفي ينم عن معتقد يتبناه مرتديها.وعن اتخاذ المراهقين تحديدا إكسسوارات تتعلق برموز وأشكال حشرات وحيوانات يرى زيتونة أنها "رموز يتخذها غالبيتهم ستارا ليخفوا توجهاتهم ليبقيهم ذلك في معزل عن منغصات الكبار"، مبينا أن "هذا التعلق يسهل عليهم قبول حقيقة مدلولات تلك الرموز والولوج في عالمها الخفي لاحقا".وينصح زيتونة كل من يرغب بالتزين بأشكال وصور الحيوانات أن يكون على بينة بما يفعل، معللا ذلك بقوله "حتى لا يعتبر فاعلا لأمر سيء من غير قصد، وحتى لا يكون واقعا بعد ذلك في دائرة التأثير النفسي البطيء الذي يشي به ذلك الرمز، فيتعلق به وقد يصبح أحد أتباع العقيدة التي يرمز إليها".الخبير في شؤون التراث الأردني نايف النوايسة يحيل اللجوء إلى تقلد أو ارتداء الإكسسوارات التي تتخذ من الحشرات أو الحيوانات شكلا لها إلى ثلاثة مشاهد؛ الأول هو ما يطلق عليه الجانب الأسطوري "الطوطمية"، ويرجع إلى اعتبار أن الجد الأول لبعض الوثنيين هو إما "ثور" أو "كلب".وفي هذا السياق يقول "تجد أن هؤلاء وضعوا رمزا لـ (الطوطم) لهذا الأب أو الجد الإله ويكون على شكل مجسم لإسوارة أو عقد، وهي موجودة عند الأفارقة والأميركيين اللاتينيين والهنود".ويضيف "انتقلت لاحقا إلى الذهنية الشعبية من خلال ميثولوجيا الإنسان فيما يتعلق ببعض الكائنات سواء الأليفة أو المتوحشة إذ إن الأسد يشير إلى القوة والصقر إلى السرعة والغزال إلى الرشاقة".وينوه النوايسة إلى اعتماد اشكال الحشرات أو الحيوانات لدى فئة بعينها عائد إلى اعتقادات طبية، إذ تعتقد بعض النساء المسنات أن الأرنب مثلا يعالج بعض الأمراض المتعلقة بالجلد. ويتفق اختصاصي علم الاجتماع الدكتور منير كرادشة مع ما ذهب اليه النوايسة إذ يرجع هذا التقليد القديم إلى بعض التخيلات القديسة والأساطير.ويوضح أن "المرأة التي تخشى حيوانا ما كانت ترتدي رمزا يدل عليه لتفاديه"، وفيما يتعلق بلبس الأساور التي تتخذ من بعض الحيوانات شكلا لها فإن ذلك عائد إلى "موروث ثقافي واجتماعي مرتبط بتصورات ومعتقدات حول بعض الحيوانات وما يرمز له". وينصح كرادشة من يريد تقلد هذه الحلي أن يبعد ارتباطها بأي معتقدات أو مدلولات، وإنما اعتبارها "نوعا من الموضة سرعان ما يتلاشى بشكل عابر لتحل مكانه أخرى جديدة".ويلفت بنات إلى ازدياد الطلب على الإكسسوارات التي تحمل أشكال الحشرات مقارنة بالماضي، مرجعا ذلك إلى "دور الأفلام والإعلان اللذين أسهما بطرحها والترويج لها بصورة أكبر". وينبه كرادشة إلى أن العولمة لعبت دورا كبيرا في انتشار هذه الظاهرة وبخاصة "بين أوساط الشباب على اعتبار أنها موضة ولو لفترة مؤقتة".ويضيف أنها عبارة عن جزء من الموروث تنشط وتشكل عن طريق تداول الأجيال بعض المفاهيم والاعتبارات، وبالتالي يدخل المجتمع بما يسمى "الصراع القيمي" المنحصر بين قيم الحداثة والأصالة.وفي الإطار نفسه ترى اختصاصية الطاقة ريا خضر أن اقتناء الأشخاص لإكسسوارات تحمل شكل الحشرات أو الحيوانات ليس له أي اعتبارات إيجابية في علم الطاقة، بل على العكس "تسلب طاقة الجسد الإيجابية"، لافتة إلى أن الحشرات "ليست من ثقافتنا أو حياتنا".وعن اعتقاد البعض أن ارتداء كل حلي على شكل حشرات تمده بالقوة تشير خضر إلى بطلان هذا الاعتقاد مبينة أنها "تسلب مرتديها القوة".وتتابع خضر أن "هذه الحشرات لها روح قد تسلب روح الإنسان التي تفوق هذه الأرواح المتدنية وبالتالي تتعبه ويراها في المنام وبدلا من إمداده بالقوة تمنحه المنامات المزعجة".وتختلف مصممة المجوهرات روابي أبو غزالة مع الآراء السابقة إذ ترى أن الحشرات "جزء من الطبيعة التي نعيش بها ونقرأ عنها ونشاهدها بشكل شبه يومي في حياتنا"، مضيفة هي مثل النباتات والأزهار لها جمالياتها وقيمتها، لافتة إلى أنها استوحت من الحشرات أشكالا عديدة تم صنعها من الذهب أو الفضة.وتشير أبو غزالة إلى أن "هناك عديدا من الحيوانات تم انتقاؤها وتشكيلها على شكل حلي لما لها من معان وسمات"، ممثلة على ذلك بالدب وما يتسم به من حنان، حتى أصبح نوعا من الألعاب المحببة لدى الأطفال والهدايا المخصصة للفتيات في مناسبات حميمة وخاصة، في حين يرمز النحل الى جلب الخير لارتباطه بالعسل الشافي من الأمراض والمفيد للصحة، أما النمل فهو دليل على النظام والالتزام والعطاء.وعن سبب سعي بعض الأشخاص لاتخاذ حشرات مثل العقرب أو العنكبوت اللتين ترمزان للقوة والشراسة فيما يلبسون من إكسسوارات فتعزوه أبو غزالة إلى "بحثهم عن التغيير بطريقة سلبية ومأساوية كشكل من أشكال الثورة على الحياة أو المألوف". وبخصوص تفضيل عديد من النساء الحلي التي تكون على هيئة الأفعى فترده أبو غزالة إلى ارتباط صورة الأفعى الحقيقية في الذهن والتي تشتهر بملمس جلدها الناعم واعتباره من أرقى الجلود فضلا عن أنها لا تؤذي إلا عندما يتم إيذاؤها.اختصاصي علم النفس الدكتور عماد الزغول يرى أن ارتداء الإكسسوارات التي تمثل أنواعا معينة من الحيوانات أو الحشرات ما هي إلا مجرد اعتقادات وخرافات ونوع من تعزيز مفهوم الذات ليعوض الإنسان نقصا ما بداخله أو شعورا بالخوف من مجهول يجسد بارتداء خاتم على شكل أسد أو عقد على شكل عقرب.ويدخل استخدام هذه الإكسسوارات عند البعض في سياق "المباهاة أو المفاخرة أو كنوع من مجاراة للموضة السائدة، سواء كانت تقليدا أم نقصا أم حرمانا"، بحسب زغول.
تفاصيل الخبر هنا... (http://www.jordanzad.com/jordan/news/117/ARTICLE/27413/2009-11-23.html)
تفاصيل الخبر هنا... (http://www.jordanzad.com/jordan/news/117/ARTICLE/27413/2009-11-23.html)