العالي عالي
02-03-2010, 08:14 PM
انهيار الرأسمالية
المؤلف: اولريش سيفر
تبلورت فكرة تأليف كتاب "انهيار الرأسمالية أسباب إخفاق اقتصاد السوق المحررة من القيود" في ربيع العام 2008، أي حينما كانت الأزمة العالمية ما تزال في بداياتها الأولى.
وحتى ذلك الحين لم تتعرض البورصات بعد لزلزال عالمي الأبعاد، ولم يعصف بأسواق المال انهيار ذو بال. وكان كثير من المتخصصين قد زعموا وقتذاك، أننا قد خلفنا وراءنا أوخم العواقب، وأن الصدمات ستكون عما قريب نسياً منسياً.
وكان دعاة الرأي المخالف لهذا الزعم عملة نادرة آنذاك، بيد أن المرء الذي أصغى بأذن واعية ونظر الأمور بعين فاحصة، كان يرى في الساحة مراقبين واقتصاديين ومصرفيين آخرين فزعين يحذرون من اندلاع كارثة لن تقتصر على بلد واحد وإقليم معين، بل ستتخذ أبعاداً كثيرة.
وتطورت الأمور بالصيغة التي تنبأ بها هؤلاء المراقبون الاقتصاديون والمصرفيون فعلاً، لا بل تطورت الأمور على نحو اسوأ بكثير.
ففي خريف العام 2008 انهارت أسواق المال بنحو لم يعرفه العالم منذ العام 1929، وصارت حقيقة ملموسة في كل أرجاء المعمورة.
ويبدي المؤلف تشاؤماً بقوله إن هذا الانهيار لم يبلغ نهايته بعد، فالاقتصاد العالمي يتحرك باتجاه المنحدر بشكل لولبي، مشرفاً على عتبة انكماش مثير للفزع، إنه يقف على حافة ثانية أكبر أزمة اقتصادية عرفها التاريخ الحديث.
فأزمة النظام الرأسمالي طغت على السطح أولاً في تسعينيات القرن العشرين في الاقتصادات الناشئة. وبلغت هذه الأزمة الذروة في الدول الصناعية في مطلع الألفية الثالثة، وذلك حين انهارت أسهم الشركات المتخصصة في التكنولوجيا الجديدة. ومنذ ربيع العام 2007 أخذت الأزمة المالية تزعزع اقتصاد الولايات المتحدة الأميركية برمته، وتعاظمت هذه الأزمة في العام 2008 فاتخذت أبعاداً عالمية.
ويشرح المؤلف في كتابه عبر اثني عشر فصلاً العوامل التي قادت الى تلك الكارثة المالية والاقتصادية العالمية.
ويرى سيفر أننا على أبواب تدهور اقتصادي طويل الأمد، وسنسقط في الهاوية مع سقوط نظامنا المصرفي، وستعصف بالعالم ثانية الويلات التي عصفت به في ثلاثينيات القرن العشرين، وسترتفع البطالة الى المعدلات التي بلغتها إبان أزمة الكساد الكبير.
ويقول إن الحكومات أخفقت في مواجهة الأزمة الراهنة، وأخفق رؤساء المصارف والمؤسسات الصناعية في حل المشكلات التي تواجههم. وظل المواطنون على ما هم عليه من فزع.
الاقتصاد الذي عرفناه حتى الآن انهار في خريف العام 2008 بكل تأكيد، إن العالم سيتخذ شكلاً مختلفاً في المستقبل وسيطفو على السطح نظام عالمي جديد بكل تأكيد. وسيتبلور اقتصاد سوق جديد، وسيكون ذلك الاقتصاد قائماً على مبادئ العدالة الاجتماعية.. ذلك ما يراود المؤلف لكنه ليس بالضرورة ما سيكون.
ويعد اولريش ستيفر أستاذا للاقتصاد في جامعة مونستر في المانيا، وقد درس الصحافة في جامعة واشنطن وفي مدرسة هنري نافن للصحافة في هامبورغ، وعمل محرراً اقتصادياً لدى مجلة شبيغل الألمانية.
المؤلف: اولريش سيفر
تبلورت فكرة تأليف كتاب "انهيار الرأسمالية أسباب إخفاق اقتصاد السوق المحررة من القيود" في ربيع العام 2008، أي حينما كانت الأزمة العالمية ما تزال في بداياتها الأولى.
وحتى ذلك الحين لم تتعرض البورصات بعد لزلزال عالمي الأبعاد، ولم يعصف بأسواق المال انهيار ذو بال. وكان كثير من المتخصصين قد زعموا وقتذاك، أننا قد خلفنا وراءنا أوخم العواقب، وأن الصدمات ستكون عما قريب نسياً منسياً.
وكان دعاة الرأي المخالف لهذا الزعم عملة نادرة آنذاك، بيد أن المرء الذي أصغى بأذن واعية ونظر الأمور بعين فاحصة، كان يرى في الساحة مراقبين واقتصاديين ومصرفيين آخرين فزعين يحذرون من اندلاع كارثة لن تقتصر على بلد واحد وإقليم معين، بل ستتخذ أبعاداً كثيرة.
وتطورت الأمور بالصيغة التي تنبأ بها هؤلاء المراقبون الاقتصاديون والمصرفيون فعلاً، لا بل تطورت الأمور على نحو اسوأ بكثير.
ففي خريف العام 2008 انهارت أسواق المال بنحو لم يعرفه العالم منذ العام 1929، وصارت حقيقة ملموسة في كل أرجاء المعمورة.
ويبدي المؤلف تشاؤماً بقوله إن هذا الانهيار لم يبلغ نهايته بعد، فالاقتصاد العالمي يتحرك باتجاه المنحدر بشكل لولبي، مشرفاً على عتبة انكماش مثير للفزع، إنه يقف على حافة ثانية أكبر أزمة اقتصادية عرفها التاريخ الحديث.
فأزمة النظام الرأسمالي طغت على السطح أولاً في تسعينيات القرن العشرين في الاقتصادات الناشئة. وبلغت هذه الأزمة الذروة في الدول الصناعية في مطلع الألفية الثالثة، وذلك حين انهارت أسهم الشركات المتخصصة في التكنولوجيا الجديدة. ومنذ ربيع العام 2007 أخذت الأزمة المالية تزعزع اقتصاد الولايات المتحدة الأميركية برمته، وتعاظمت هذه الأزمة في العام 2008 فاتخذت أبعاداً عالمية.
ويشرح المؤلف في كتابه عبر اثني عشر فصلاً العوامل التي قادت الى تلك الكارثة المالية والاقتصادية العالمية.
ويرى سيفر أننا على أبواب تدهور اقتصادي طويل الأمد، وسنسقط في الهاوية مع سقوط نظامنا المصرفي، وستعصف بالعالم ثانية الويلات التي عصفت به في ثلاثينيات القرن العشرين، وسترتفع البطالة الى المعدلات التي بلغتها إبان أزمة الكساد الكبير.
ويقول إن الحكومات أخفقت في مواجهة الأزمة الراهنة، وأخفق رؤساء المصارف والمؤسسات الصناعية في حل المشكلات التي تواجههم. وظل المواطنون على ما هم عليه من فزع.
الاقتصاد الذي عرفناه حتى الآن انهار في خريف العام 2008 بكل تأكيد، إن العالم سيتخذ شكلاً مختلفاً في المستقبل وسيطفو على السطح نظام عالمي جديد بكل تأكيد. وسيتبلور اقتصاد سوق جديد، وسيكون ذلك الاقتصاد قائماً على مبادئ العدالة الاجتماعية.. ذلك ما يراود المؤلف لكنه ليس بالضرورة ما سيكون.
ويعد اولريش ستيفر أستاذا للاقتصاد في جامعة مونستر في المانيا، وقد درس الصحافة في جامعة واشنطن وفي مدرسة هنري نافن للصحافة في هامبورغ، وعمل محرراً اقتصادياً لدى مجلة شبيغل الألمانية.