معاذ ملحم
04-01-2010, 12:16 PM
الحاجة فوزية الشديفات ستينية تمردت على سنوات عمرها وتعمل بروح شابه
http://www.alrai.com/img/268000/267880.jpg
لم تحل سنينها الستون وما خلفته من معاناة وتعب دون المضي قدما في البذل والعطاء لتصبح أنموذجا للأم المعطاءة والمرأة الصبورة والناشطه التي نذرت نفسها ووقتها لخدمة أبناء قريتها ومجتمعها المحلي من خلال العمل التطوعي.
الحاجة فوزية الشديفات ( أم محمد) حلقت في سماء التميز بعد أن أنهت عامها الستين في سنين عمرها الحافلة بالعطاء والتميز ومساعدة الناس ولم تزل تنشط في الأعمال الخيرية والتطوعية التي بدأتها منذ أكثر من (16 عاما) في منشية بني حسن في محافظة المفرق.
لا تعرف أم محمد للطموح حدودا أو سنا بعد أن أعطت درسا للجميع بأن طلب العلم لا يتوقف عند عمر محدد عندما أنهت دورة في مهارات الحاسوب العام الماضي لتستطيع العمل عليه واستخدامه والاستفادة من إمكانياته.
ولدت أم محمد رئيسة جمعية سيدات أم اللولو لرعاية الأسرة والطفولة عام 1949 في المفرق في منشية بني حسن وتزوجت في عام 1963 عندما كان عمرها في ذلك الوقت (14 عاما) عندما كانت الأعراف والتقاليد تفرض على الشباب من الجنسين الزواج في سن مبكر.
تشغل الحاجة أم محمد عدة مناصب في جمعيات خيرية وتعاونية في العمل النسائي فهي عضو في مجلس بلدي المنشية وأمين الاتحاد النسائي في المفرق وعضوه استشارية في عدد من الجمعيات النسائية في المدينة.
أنجبت أم محمد (5) أولاد و(5) بنات قامت بتربيتهم وتعليمهم حتى وصلوا أعلى المراتب وأقروا عينها بـ(23) حفيدا ممازحة أنهم قد يزيدون عن هذا الرقم.
لا يقتصر عملها على العنصر النسائي بل تعمل لتنمية مجتمعها المحلي بكل فئاته حيث تنشط في العمل التطوعي للأطفال ولذوي الإعاقات وقامت بالعمل للحصول على عدد من الكراسي المتحركة وسماعات الأذن وتوزيعها على المحتاجين في المناطق.
«السعادة التي أشعر بها عندما أقدم مساعدة لأحد لا تضاهيها فرحة, العمل التطوعي في مساعدة المحتاجين هو أسمى ما يمكن أن يعمله المرء في حياته» هكذا تصف الحاجة أم محمد العمل التطوعي في كلمات محدودة.
تبدأ أم محمد نهارها بصلاة الفجر حيث الهدوء في قريتها ومن ثم تبدأ أعمالها المنزليه حيث تخبز الطابون لأولادها وأحفادها قبل أن تتوجه لمقر الجمعية لمزاولة أعمالها التي لا تنتهي.
كانت أم محمد أول سيدة في المفرق تحصل على قرض من مديرية الإقراض الزراعي في عام 1993 من أجل أن تحصل على الاغنام وتقوم بتربيتها لتعتاش على منتجاتها.
تحاول أن تبحث دائما عن ما هو مفيد لها ولنساء القرية حث قامت بإنشاء أول حضانة في المنشية لأبناء المعلمات في الوقت اللواتي كن يعانين من هذه المشكلة.
كان لتنشئة والدها أكبر الأثر على صقل شخصيتها حيث كان يعتمد عليها في الكثير من الأمور كما كان يصحبها معه في كثير من جولاته ليكسبها صبرا وحكمة وعلما وقوة في الشخصية لم تكن لتكتسبها أبدا.
زارت الحاجة أم محمد السعودية (22) مرة حيث حجت واعتمرت أكثر من مرة كما زارت لبنان ومصر والامارات وسوريا من خلال جولاتها ما زاد من افقها وأثر على نظرتها للحياة.
حرصت على تعليم أبنائها حتى أصبحوا مثالا للجميع في المنشية, ولا تخفي أم محمد حبها للعمل واعتادت على الدوام أن تأخذ مشاريع حصاد زيتون وحصيده في كل موسم وتعمل مع أفراد أسرتها على الحصاد في هذه المزارع.
كانت من رواد النساء في تجمع لجان المرأة في محافظة المفرق في البدايات عام 1990 قبل أن «ينساها» الأعضاء الحاليات كما قالت ولا يعود لها حتى اسم عندهم في كشوفات الجمعية.
شاركت في مؤتمر عن المياه مؤخرا وتقدمت بخطة من أجل استخدام مياه نهر الزرنوك لإنشاء حديقة في منشية بني حسن عملت على إعدادها أكثر من 6 أشهر وهو المشروع الذي لاقى الاستحسان من الجهات والحضور الذين أكبروا بها عملها التطوعي مشيرة أن التمويل للمشروع اقترب وأنها أوشكت على البدء فيه.
استطاعت أم محمد أن تخدم مجتمعها المحلي في عدد من المشاريع فقامت بمخاطبة وزارة التخطيط حتى استطاعت الحصول على جهاز حاسوب لجمعية سيدات أم اللولو بعد أن كان العمل يسير بوتيرة بطيئة قبل الحصول عليه.
كما استطاعت إنشاء مشروع التغليف للحبوب وبعض المزروعات والذي يستفيد منه ما لا يقل عن (15) من نساء القرية حيث خاطبت وزارة الزراعة من أجل دعم المشروع مشيرة أن النساء يستفيدن من المشروع خاصة أن الموسم الحالي كان ممتازا بفعل الامطار ومن المتوقع أن تزداد كميات الحبوب.
وقامت بالعمل على الحصول على منحة من وزارة التنمية من أجل تمويل مشروع الخياطة والذي أصبح الآن يعيل الكثير من سيدات المجتمع المحلي في المنطقة وتعمل النساء من خلاله على تهديب وتطريز الشمغ وخياطة العلم الأردني الذي تقوم الجمعية بتسويقه للمؤسسات الوطنية والاهليه في المنطقة.
كما قامت بتنظيم دورات تدريبية لفتيات وسيدات القرية على استخدام الحاسوب وبأسعار رمزيه من أجل تمكينهم من استخدام هذه المهارات في العمل والدراسة.
ولا يقتصر عمل أم محمد على الجمعيات حيث تنشط وبمبادرات فردية بجمع التبرعات العينية والتي تقوم بتوزيعها مع سيدات الجمعيه على المحتاجين مشيرة إلى أن ما يميز هذه المجتمعات تكافلها.
وعلى الرغم من صعوبة العمل التطوعي والذي قد لا يعطي أم محمد متسعا من الوقت لأسرتها الأمر الذي يضطرها إلى العودة إلى المنزل في وقت متأخر بعد أن أعياها التعب من شدة الأعباء الملقاة على عاتقها، إلا أنها تقول أنها ستبقى تعمل متطوعة لخدمة مجتمعها حتى آخر يوم في حياتها.
لا تخفي أم محمد الصعوبات التي واجهتها في عملها النسوي والتطوعي جراء نظرة المجتمع لعمل المرأة مبينة إلى أن نظرة المجتمع للمرأة لم ترتق للمستوى المطلوب بينما أشارت في الوقت ذاته إلى أن المرأة هي التي تستطيع أن تحدد مكانها في المجتمع بحضورها وشخصيتها.
إلا أنها في الوقت نفسه راضية عن ما وصلت إليه المر أة في مجتمعنا وأن المرأة الأردنية لديها الطاقات لعمل المزيد والارتقاء بالعمل النسائي لتحقيق الاهداف المرجوه.
http://www.alrai.com/img/268000/267880.jpg
لم تحل سنينها الستون وما خلفته من معاناة وتعب دون المضي قدما في البذل والعطاء لتصبح أنموذجا للأم المعطاءة والمرأة الصبورة والناشطه التي نذرت نفسها ووقتها لخدمة أبناء قريتها ومجتمعها المحلي من خلال العمل التطوعي.
الحاجة فوزية الشديفات ( أم محمد) حلقت في سماء التميز بعد أن أنهت عامها الستين في سنين عمرها الحافلة بالعطاء والتميز ومساعدة الناس ولم تزل تنشط في الأعمال الخيرية والتطوعية التي بدأتها منذ أكثر من (16 عاما) في منشية بني حسن في محافظة المفرق.
لا تعرف أم محمد للطموح حدودا أو سنا بعد أن أعطت درسا للجميع بأن طلب العلم لا يتوقف عند عمر محدد عندما أنهت دورة في مهارات الحاسوب العام الماضي لتستطيع العمل عليه واستخدامه والاستفادة من إمكانياته.
ولدت أم محمد رئيسة جمعية سيدات أم اللولو لرعاية الأسرة والطفولة عام 1949 في المفرق في منشية بني حسن وتزوجت في عام 1963 عندما كان عمرها في ذلك الوقت (14 عاما) عندما كانت الأعراف والتقاليد تفرض على الشباب من الجنسين الزواج في سن مبكر.
تشغل الحاجة أم محمد عدة مناصب في جمعيات خيرية وتعاونية في العمل النسائي فهي عضو في مجلس بلدي المنشية وأمين الاتحاد النسائي في المفرق وعضوه استشارية في عدد من الجمعيات النسائية في المدينة.
أنجبت أم محمد (5) أولاد و(5) بنات قامت بتربيتهم وتعليمهم حتى وصلوا أعلى المراتب وأقروا عينها بـ(23) حفيدا ممازحة أنهم قد يزيدون عن هذا الرقم.
لا يقتصر عملها على العنصر النسائي بل تعمل لتنمية مجتمعها المحلي بكل فئاته حيث تنشط في العمل التطوعي للأطفال ولذوي الإعاقات وقامت بالعمل للحصول على عدد من الكراسي المتحركة وسماعات الأذن وتوزيعها على المحتاجين في المناطق.
«السعادة التي أشعر بها عندما أقدم مساعدة لأحد لا تضاهيها فرحة, العمل التطوعي في مساعدة المحتاجين هو أسمى ما يمكن أن يعمله المرء في حياته» هكذا تصف الحاجة أم محمد العمل التطوعي في كلمات محدودة.
تبدأ أم محمد نهارها بصلاة الفجر حيث الهدوء في قريتها ومن ثم تبدأ أعمالها المنزليه حيث تخبز الطابون لأولادها وأحفادها قبل أن تتوجه لمقر الجمعية لمزاولة أعمالها التي لا تنتهي.
كانت أم محمد أول سيدة في المفرق تحصل على قرض من مديرية الإقراض الزراعي في عام 1993 من أجل أن تحصل على الاغنام وتقوم بتربيتها لتعتاش على منتجاتها.
تحاول أن تبحث دائما عن ما هو مفيد لها ولنساء القرية حث قامت بإنشاء أول حضانة في المنشية لأبناء المعلمات في الوقت اللواتي كن يعانين من هذه المشكلة.
كان لتنشئة والدها أكبر الأثر على صقل شخصيتها حيث كان يعتمد عليها في الكثير من الأمور كما كان يصحبها معه في كثير من جولاته ليكسبها صبرا وحكمة وعلما وقوة في الشخصية لم تكن لتكتسبها أبدا.
زارت الحاجة أم محمد السعودية (22) مرة حيث حجت واعتمرت أكثر من مرة كما زارت لبنان ومصر والامارات وسوريا من خلال جولاتها ما زاد من افقها وأثر على نظرتها للحياة.
حرصت على تعليم أبنائها حتى أصبحوا مثالا للجميع في المنشية, ولا تخفي أم محمد حبها للعمل واعتادت على الدوام أن تأخذ مشاريع حصاد زيتون وحصيده في كل موسم وتعمل مع أفراد أسرتها على الحصاد في هذه المزارع.
كانت من رواد النساء في تجمع لجان المرأة في محافظة المفرق في البدايات عام 1990 قبل أن «ينساها» الأعضاء الحاليات كما قالت ولا يعود لها حتى اسم عندهم في كشوفات الجمعية.
شاركت في مؤتمر عن المياه مؤخرا وتقدمت بخطة من أجل استخدام مياه نهر الزرنوك لإنشاء حديقة في منشية بني حسن عملت على إعدادها أكثر من 6 أشهر وهو المشروع الذي لاقى الاستحسان من الجهات والحضور الذين أكبروا بها عملها التطوعي مشيرة أن التمويل للمشروع اقترب وأنها أوشكت على البدء فيه.
استطاعت أم محمد أن تخدم مجتمعها المحلي في عدد من المشاريع فقامت بمخاطبة وزارة التخطيط حتى استطاعت الحصول على جهاز حاسوب لجمعية سيدات أم اللولو بعد أن كان العمل يسير بوتيرة بطيئة قبل الحصول عليه.
كما استطاعت إنشاء مشروع التغليف للحبوب وبعض المزروعات والذي يستفيد منه ما لا يقل عن (15) من نساء القرية حيث خاطبت وزارة الزراعة من أجل دعم المشروع مشيرة أن النساء يستفيدن من المشروع خاصة أن الموسم الحالي كان ممتازا بفعل الامطار ومن المتوقع أن تزداد كميات الحبوب.
وقامت بالعمل على الحصول على منحة من وزارة التنمية من أجل تمويل مشروع الخياطة والذي أصبح الآن يعيل الكثير من سيدات المجتمع المحلي في المنطقة وتعمل النساء من خلاله على تهديب وتطريز الشمغ وخياطة العلم الأردني الذي تقوم الجمعية بتسويقه للمؤسسات الوطنية والاهليه في المنطقة.
كما قامت بتنظيم دورات تدريبية لفتيات وسيدات القرية على استخدام الحاسوب وبأسعار رمزيه من أجل تمكينهم من استخدام هذه المهارات في العمل والدراسة.
ولا يقتصر عمل أم محمد على الجمعيات حيث تنشط وبمبادرات فردية بجمع التبرعات العينية والتي تقوم بتوزيعها مع سيدات الجمعيه على المحتاجين مشيرة إلى أن ما يميز هذه المجتمعات تكافلها.
وعلى الرغم من صعوبة العمل التطوعي والذي قد لا يعطي أم محمد متسعا من الوقت لأسرتها الأمر الذي يضطرها إلى العودة إلى المنزل في وقت متأخر بعد أن أعياها التعب من شدة الأعباء الملقاة على عاتقها، إلا أنها تقول أنها ستبقى تعمل متطوعة لخدمة مجتمعها حتى آخر يوم في حياتها.
لا تخفي أم محمد الصعوبات التي واجهتها في عملها النسوي والتطوعي جراء نظرة المجتمع لعمل المرأة مبينة إلى أن نظرة المجتمع للمرأة لم ترتق للمستوى المطلوب بينما أشارت في الوقت ذاته إلى أن المرأة هي التي تستطيع أن تحدد مكانها في المجتمع بحضورها وشخصيتها.
إلا أنها في الوقت نفسه راضية عن ما وصلت إليه المر أة في مجتمعنا وأن المرأة الأردنية لديها الطاقات لعمل المزيد والارتقاء بالعمل النسائي لتحقيق الاهداف المرجوه.