هدوء عاصف
03-27-2011, 11:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تابعنا مع كل الأسف الأحداث الأخيرة التي جرت في عاصمتنا الحبيبة "عمّان" ، والتي أدّت إلى مقتل أردنيين اثنين وجرح عشرات آخرين ، وهذا ما لم نعتد عليه نحن الأردنيون في وطننا الغالي ، حيث الأمن والأمان والاستقرار والذي تشهد فيه كل دول المنطقة ، وان ما حصل ما هو إلا غِلّ من حاقدين لا يريدون الخير لهذا البلد ولا لأهله ويسعون إلى جرّه إلى ما آلت إليه الحال في بعض الدول العربية المجاورة ، وبث الفتنة والفرقة بين أبناء الشعب المتماسك الواحد ، وأنّى أن يتحقق ذلك لهم.
إن الشعب الأردني يؤمن بقيادته الهاشمية الحكيمة وهذه القيادة المتمثلة بسيد البلاد جلالة الملك "عبد الله الثاني بن الحسين" المعظم تؤمن أيضا بالشعب الأردني العظيم ، جاء ذلك على لسان جلالته حين قال : "أنا أؤمن بشعبي" ، وهذه العلاقة بين الشعب الأردني وقيادته لا تهَز أبدا بفعل بعض العابثين فهي علاقة أقوى وأصلب من أن تمُسها شائبة ، لذلك ويقيننا نحن الأردنيون أن هذه الأحداث ستمُر بخير على هذه البلاد وستكون ناراً تحرق كل من حاول إشعال فتيل الفتنة بين أبناء الشعب الأردني الواحد.
أيها الأردنيون ..
إن ما يدعو للأسى أيضا هو ما رأيتُه خلال الثلاثة أيام السابقة على مواقع التواصل الاجتماعي من فتنة وكذب وإشاعات وشتم وتحقير بين الأردنيين ولبعضهم البعض ، حيث رأيتُ ما استدعاني لكتابة هذه الكلمة وأنا في غاية الحُرقة والألم ، على شبابنا المُثقّف والمتعلم. حيث رأيت قلباً للأحداث والوقائع الأمر الذي لا يقبله أردني ولا أردنية ، وقبل
ذلك لا يُرضى سيد البلاد أطال الله في عمره وأدامه ذخراً لكل الأردنيين.
فما إن جرت أحداث دوار الداخلية حتى رأينا عشرات الصفحات على موقع "فيسبوك" الداعية للعنصرية والتطرف ، الأمر الذي لم نعتد عليه ولا فائدة منه بل ويُشمّت فينا الأعداء ، بعضهم طلب قتل كل جماعة الإخوان! عجبا أليسوا الإخوان أردنيون مسلمون يوحدون الله؟ ، البعض الآخر طلب ترحيل كل الأردنيين ذوي "الأصول الفلسطينية"! عجباً وما علاقتهم بما جرى هل كانوا يخططون لانقلاب؟ وقبل ذلك أليسوا أردنيون إخوة معكم في الدين والأرض والنسب والدم وحتى الهواء الذي تتنفسونه؟ ، البعض الآخر طالب باعتقال كل من تظاهر دعوة للإصلاح! ، عفوا إن كان جلالة الملك قد رفع سقف حرية التعبير وسمح لهم بالتعبير والتظاهر في بادرة سخيّة من جلالته تنُمّ عن عميق كرمه ، ستكون حضرتكم "أعقل" من سيد البلاد ورأس سنامها؟؟!
إن ما جرى ويجري الآن من فوضى على المواقع والأعمدة الإليكترونية من شبابنا المثقّف والواعي لا يجب السكوت عنه ، ويجب الفهم جيداً أنّ كل من يعتدي على مواطن أردني مهما كان منبته وأصله فإنما يعتدي على الوطن وقائد الوطن وخسئ كل من يحاول ذلك. استغرب كيف يجلس شاب جامعي وراء شاشة الحاسوب ليفتح صفحة "عنصرية" أو "سياسية" وهو لا يعرف تاريخ استقلال المملكة ولا يملك حتى أدنى فكرة عن تاريخ الأردن الحديث ، أو تجدُ من يترأسُ حزباً ليُشنّ فيه "حربــاً" وهو لا يحفظ - أو حتى قام بالإطلاع على - قانون الأحزاب الأردني!
لذلك .. وبما أنني شاب أردني أحمل الهويّة الأردنية وجواز السفر الأردني فإنني سأمارس حقّي الشرعي في التعبير وسأوضّح كل ما يترتب على هذه الأفعال السيئة والتي لا تجلب الخير لهذا البلد ولا لشعبه ، وعلى الجميع تحمّل مسؤولياتهم تجاه هذه المسألة وإيجاد الحلول المناسبة لها ، وقبل ذلك يجب أن يعي الشاب الأردني "المثقّف" خطورة ما
يقوم به خلف شاشة حاسوبه.
أولا : المملكة الأردنية الهاشمية بحدودها المرسومة وبدستورها وبشعبها الأردني بجميع أطيافه وأصوله يحكُمها جلالة الملك "عبد الله الثاني بن الحسين " المعظّم ، ونظام المُلك ملكي وراثي ، وهذه المسألة غير قابلة للنقاش.
ثانياً : إن الأحداث المؤسفة التي جرت في العاصمة "عمّان" يوم الجمعة الموافق للخامس والعشرين من شهر آذار لعام 2011م هي أحداث خطيرة ولها تبعات لا تنبئ بخير ، ويجب على الحكومة اتخاذ جميع الخطط والتدابير الاحتياطية لمنع تكرار هذه الأحداث ، والتحقيق بما جرى ومعرفة المتسببين فيها وتقديمهم للمحاكمة فوراً.
ثالثاً : لا توجد سلطة أو جهة على الإطلاق يحقّ لها البت في هوية المتسببين لهذه الأحداث سوى "وزارة الداخلية" ممثلة بأجهزتها الأمنية ، وكل فرد يثبت عليه أنه قام باتهام جهة ما أو قام بأي فعل أو اعتداء هو أو غيره على إثر هذا الإدّعاء فإنه يتعرض للاعتقال والتحقيق والمحاكمة إن ثبُت عليه ذلك.
رابعاً : إن ما يجري على أعمدة المواقع الإليكترونية هي اعتداء سافر على أعراض الناس ، وما يُؤسف له أنه يجري على يد شبابنا الواعي والمثقّف ، حيث الشتائم والاتهامات المتبادلة ونشر الأكاذيب والإشاعات والزيف بحجة حُبّ الوطن والغيرة عليه وحقيقة الأمر أنهم كذبوا وما صدقوا فمن يُحب وطنه لا يعتدي على الآخرين ولا يتهمهم ولا يتهم أعراضهم ، ويعتبر كل ما يُنشر على هذه المواقع "أكاذيب" وزيف حتى تظهر نتائج التحقيقات وحتى النتائج لا تعفيهم إن استمروا في ذلك فإن فئة قليلة ضالة سعت في هذه الأحداث لا تُمثّل باقي الشعب الأردني بأطيافه.
خامساً : ظهرت عشرات الصفحات على موقع فيسبوك ترمي في أهدافها إلى طرد الأردنيين ذوي الأصول الفلسطينية واتهامهم بأنهم هم المتسببين في هذه الأحداث ، وتطوّر ذلك إلى توجيه الإهانات بالقذف والشتم والتحقير واعتماد ذلك ببعض الصفحات الداعية لإنهاء الحكم الملكي في الأردن والتي لم يثبت أنها تعود لفلسطينيين وحتى إن عادت لأحد منهم فإنها لا تُمثل الشعب الأردني ولا الأردنيين ذوي الأصول الفلسطينية. أقول لكم أيها الشباب الواعي ، كذبتم في حُبّ وطننا الغالي وحبّ مليكنا المفدّى ، لعلمكم التام بأن "جلالة الملكة رانيا العبد الله" من مواليد طولكرم في فلسطين وقبلها المغفور لها نابلسية الأصل "الملكة علياء الحسين " زوجة المغفور له "الملك الحسين بن طلال طيّب الله ثراه" والده الأميرة هيا والأمير علي. فحين تشتمون وتُحقّرون ألا تعتدون على أنفسكم قبل اعتدائكم على غيركم؟!
الى كل من تحدّث في السياسة دون علمهِ بالتاريخ أقول أن الشعبين الأردني والفلسطيني هم شعبٌ واحدٌ فرّقت بينهم الحدود المصطنعة ، يشتركون بالتاريخ والثقافة والعرق والدم ، تتشابك العائلات بين البلدين ، حتى انه قد يستحيل أن تجد عائلة في الأردن لا تشترك في النسب مع عائلة من فلسطين وكذا العكس. فكيف نتعامل مع بعضنا بهذه الأساليب الدنيئة مع علمنا بكل ما قد ذُكر؟
سادساً : إن إثارة النعرات العنصرية في هذا الوقت تحديداً - وفي كل وقت - يتعارض مع كل ما يقوم به جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين في خدمة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة ، وقد حذّر جلالته في كثير من مواقفه من هذه الأفعال ، فكيف تُثيرون النعرات العنصرية ومن ثمّ تدّعون حُبّ المليك المفدى؟!
سابعاً : إن هذا الوطن يُشارك الجميع ببنائه ، وليس لأحد فضل على أحد ، إنما هو فضل الله يُمن به على من يشاء ، أرض الله واسعة وتتسع لجميعنا ، يتوجب علينا احترام بعضنا البعض ، كلنا في هذا الوطن أردنيون ، لا يُعقل أن يُمارس غير المسلمين طقوسهم بحرية بينما نُقنن حرية الأردنيين ذوي الأصول الفلسطينية بحجة اختلاف أصولهم والذين يصلون في نسبتهم السكانية إلى 50 % تقريبا وهم منخرطون في هذا الوطن بشكل لا يتجزأ أبدا ، فمنهم النائب والوزير والسفير والمخابراتي وقائد الكتيبة وحتى رئيس وزراء! إن العنصرية جريمة يُحاسب عليها القانون ولا تُرضي الوطن ولا جلالة الملك المفدّى.
ثامناً : إننا نحن الشباب يجب إن نكون فاعلين في مجتمعنا بأن نكون أكثر وعياً للأحداث ومجرياتها وكيفية التصرف فيها ، ولا يجب أن نكون مُقلّدين لبعضنا دون فهم ، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لكميل بن زياد النخعي: ((يا كميل إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها للخير والناس ثلاثة: فعالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجئوا إلى ركن وثيق ... أفٍ لحامل حق لا بصيرة له ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة لا يدري أين الحق، إن قال أخطأ وإن أخطأ لم يدر، مشغوف بما لا يدري حقيقته فهو فتنة لمن افتتن به وإن الخير كله من عرفه الله دينه وكفى بالمرء جهلاً أن لا يعرف دينه )).
تاسعاً : إن ما نراه في كل موقفٍ هو تقليد الشباب لبعضهم البعض دون فهم ، يميلون مع الكفّة الغالبة وهذه ليست بصفات شبابنا الواعي والمثقّف ، نكون في قلوبنا مع بعضنا البعض وما إن تحدث حادثة حتى انقلبنا على أبناء عمومتنا مع إخواننا ، ليعلم الجميع إن هذه صفات المنافقين ولن نرى النجاح ولا النور ما دمنا متفرقين ، إن الذين يصطادون في المياه العكرة ينتهزون الفُرص لبث الفتنة بين الشعب الأردني الواحد ، إن كل الأردنيين في الأزمات يقفون على خط الجبهة الأمامي ولا يتفرّقون لاختلاف أصولهم ، لذا خسئ كل من حاول تفرقتهم.
أرجو الله العلي القدير أن أكون قد وفّقت في تقريب وجهات النظر ، وما هي إلا النصيحة كي ننتفع ولا نُقدم على خطأ فادح قد يقلب الأحداث في هذا البلد الأمين إلى فتنة – لا قدّر الله – حينها ستكون عاقبتها وخيمة وعلى الجميع.
ولذلك قمت بإنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحت عنوان :
"معاً ننبُذ العنصرية ، لأجل الوطن وقائد الوطن"
أرجو منكم الانضمام إليها ومشاركتها على صفحاتكم ونشرها على كل صفحة عنصرية تم افتتاحها على يد جاهل لا يعلم مدى خطورة ما اقترفته يداه.. فالدين النصيحة ، وما داموا جاهلين فهم في حاجة للتذكير ، فساهموا في ذلك.
الصفحة موجودة هنا .. فقط اضغط هنا للدخول (http://www.facebook.com/pages/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%8B-%D9%86%D9%86%D8%A8%D9%8F%D8%B0-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%86%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%A3%D8%AC%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86-%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%A6%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86/144259715639362?sk=wall)
والله الموفق
محمود تميم
27 آذار 2011
تابعنا مع كل الأسف الأحداث الأخيرة التي جرت في عاصمتنا الحبيبة "عمّان" ، والتي أدّت إلى مقتل أردنيين اثنين وجرح عشرات آخرين ، وهذا ما لم نعتد عليه نحن الأردنيون في وطننا الغالي ، حيث الأمن والأمان والاستقرار والذي تشهد فيه كل دول المنطقة ، وان ما حصل ما هو إلا غِلّ من حاقدين لا يريدون الخير لهذا البلد ولا لأهله ويسعون إلى جرّه إلى ما آلت إليه الحال في بعض الدول العربية المجاورة ، وبث الفتنة والفرقة بين أبناء الشعب المتماسك الواحد ، وأنّى أن يتحقق ذلك لهم.
إن الشعب الأردني يؤمن بقيادته الهاشمية الحكيمة وهذه القيادة المتمثلة بسيد البلاد جلالة الملك "عبد الله الثاني بن الحسين" المعظم تؤمن أيضا بالشعب الأردني العظيم ، جاء ذلك على لسان جلالته حين قال : "أنا أؤمن بشعبي" ، وهذه العلاقة بين الشعب الأردني وقيادته لا تهَز أبدا بفعل بعض العابثين فهي علاقة أقوى وأصلب من أن تمُسها شائبة ، لذلك ويقيننا نحن الأردنيون أن هذه الأحداث ستمُر بخير على هذه البلاد وستكون ناراً تحرق كل من حاول إشعال فتيل الفتنة بين أبناء الشعب الأردني الواحد.
أيها الأردنيون ..
إن ما يدعو للأسى أيضا هو ما رأيتُه خلال الثلاثة أيام السابقة على مواقع التواصل الاجتماعي من فتنة وكذب وإشاعات وشتم وتحقير بين الأردنيين ولبعضهم البعض ، حيث رأيتُ ما استدعاني لكتابة هذه الكلمة وأنا في غاية الحُرقة والألم ، على شبابنا المُثقّف والمتعلم. حيث رأيت قلباً للأحداث والوقائع الأمر الذي لا يقبله أردني ولا أردنية ، وقبل
ذلك لا يُرضى سيد البلاد أطال الله في عمره وأدامه ذخراً لكل الأردنيين.
فما إن جرت أحداث دوار الداخلية حتى رأينا عشرات الصفحات على موقع "فيسبوك" الداعية للعنصرية والتطرف ، الأمر الذي لم نعتد عليه ولا فائدة منه بل ويُشمّت فينا الأعداء ، بعضهم طلب قتل كل جماعة الإخوان! عجبا أليسوا الإخوان أردنيون مسلمون يوحدون الله؟ ، البعض الآخر طلب ترحيل كل الأردنيين ذوي "الأصول الفلسطينية"! عجباً وما علاقتهم بما جرى هل كانوا يخططون لانقلاب؟ وقبل ذلك أليسوا أردنيون إخوة معكم في الدين والأرض والنسب والدم وحتى الهواء الذي تتنفسونه؟ ، البعض الآخر طالب باعتقال كل من تظاهر دعوة للإصلاح! ، عفوا إن كان جلالة الملك قد رفع سقف حرية التعبير وسمح لهم بالتعبير والتظاهر في بادرة سخيّة من جلالته تنُمّ عن عميق كرمه ، ستكون حضرتكم "أعقل" من سيد البلاد ورأس سنامها؟؟!
إن ما جرى ويجري الآن من فوضى على المواقع والأعمدة الإليكترونية من شبابنا المثقّف والواعي لا يجب السكوت عنه ، ويجب الفهم جيداً أنّ كل من يعتدي على مواطن أردني مهما كان منبته وأصله فإنما يعتدي على الوطن وقائد الوطن وخسئ كل من يحاول ذلك. استغرب كيف يجلس شاب جامعي وراء شاشة الحاسوب ليفتح صفحة "عنصرية" أو "سياسية" وهو لا يعرف تاريخ استقلال المملكة ولا يملك حتى أدنى فكرة عن تاريخ الأردن الحديث ، أو تجدُ من يترأسُ حزباً ليُشنّ فيه "حربــاً" وهو لا يحفظ - أو حتى قام بالإطلاع على - قانون الأحزاب الأردني!
لذلك .. وبما أنني شاب أردني أحمل الهويّة الأردنية وجواز السفر الأردني فإنني سأمارس حقّي الشرعي في التعبير وسأوضّح كل ما يترتب على هذه الأفعال السيئة والتي لا تجلب الخير لهذا البلد ولا لشعبه ، وعلى الجميع تحمّل مسؤولياتهم تجاه هذه المسألة وإيجاد الحلول المناسبة لها ، وقبل ذلك يجب أن يعي الشاب الأردني "المثقّف" خطورة ما
يقوم به خلف شاشة حاسوبه.
أولا : المملكة الأردنية الهاشمية بحدودها المرسومة وبدستورها وبشعبها الأردني بجميع أطيافه وأصوله يحكُمها جلالة الملك "عبد الله الثاني بن الحسين " المعظّم ، ونظام المُلك ملكي وراثي ، وهذه المسألة غير قابلة للنقاش.
ثانياً : إن الأحداث المؤسفة التي جرت في العاصمة "عمّان" يوم الجمعة الموافق للخامس والعشرين من شهر آذار لعام 2011م هي أحداث خطيرة ولها تبعات لا تنبئ بخير ، ويجب على الحكومة اتخاذ جميع الخطط والتدابير الاحتياطية لمنع تكرار هذه الأحداث ، والتحقيق بما جرى ومعرفة المتسببين فيها وتقديمهم للمحاكمة فوراً.
ثالثاً : لا توجد سلطة أو جهة على الإطلاق يحقّ لها البت في هوية المتسببين لهذه الأحداث سوى "وزارة الداخلية" ممثلة بأجهزتها الأمنية ، وكل فرد يثبت عليه أنه قام باتهام جهة ما أو قام بأي فعل أو اعتداء هو أو غيره على إثر هذا الإدّعاء فإنه يتعرض للاعتقال والتحقيق والمحاكمة إن ثبُت عليه ذلك.
رابعاً : إن ما يجري على أعمدة المواقع الإليكترونية هي اعتداء سافر على أعراض الناس ، وما يُؤسف له أنه يجري على يد شبابنا الواعي والمثقّف ، حيث الشتائم والاتهامات المتبادلة ونشر الأكاذيب والإشاعات والزيف بحجة حُبّ الوطن والغيرة عليه وحقيقة الأمر أنهم كذبوا وما صدقوا فمن يُحب وطنه لا يعتدي على الآخرين ولا يتهمهم ولا يتهم أعراضهم ، ويعتبر كل ما يُنشر على هذه المواقع "أكاذيب" وزيف حتى تظهر نتائج التحقيقات وحتى النتائج لا تعفيهم إن استمروا في ذلك فإن فئة قليلة ضالة سعت في هذه الأحداث لا تُمثّل باقي الشعب الأردني بأطيافه.
خامساً : ظهرت عشرات الصفحات على موقع فيسبوك ترمي في أهدافها إلى طرد الأردنيين ذوي الأصول الفلسطينية واتهامهم بأنهم هم المتسببين في هذه الأحداث ، وتطوّر ذلك إلى توجيه الإهانات بالقذف والشتم والتحقير واعتماد ذلك ببعض الصفحات الداعية لإنهاء الحكم الملكي في الأردن والتي لم يثبت أنها تعود لفلسطينيين وحتى إن عادت لأحد منهم فإنها لا تُمثل الشعب الأردني ولا الأردنيين ذوي الأصول الفلسطينية. أقول لكم أيها الشباب الواعي ، كذبتم في حُبّ وطننا الغالي وحبّ مليكنا المفدّى ، لعلمكم التام بأن "جلالة الملكة رانيا العبد الله" من مواليد طولكرم في فلسطين وقبلها المغفور لها نابلسية الأصل "الملكة علياء الحسين " زوجة المغفور له "الملك الحسين بن طلال طيّب الله ثراه" والده الأميرة هيا والأمير علي. فحين تشتمون وتُحقّرون ألا تعتدون على أنفسكم قبل اعتدائكم على غيركم؟!
الى كل من تحدّث في السياسة دون علمهِ بالتاريخ أقول أن الشعبين الأردني والفلسطيني هم شعبٌ واحدٌ فرّقت بينهم الحدود المصطنعة ، يشتركون بالتاريخ والثقافة والعرق والدم ، تتشابك العائلات بين البلدين ، حتى انه قد يستحيل أن تجد عائلة في الأردن لا تشترك في النسب مع عائلة من فلسطين وكذا العكس. فكيف نتعامل مع بعضنا بهذه الأساليب الدنيئة مع علمنا بكل ما قد ذُكر؟
سادساً : إن إثارة النعرات العنصرية في هذا الوقت تحديداً - وفي كل وقت - يتعارض مع كل ما يقوم به جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين في خدمة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة ، وقد حذّر جلالته في كثير من مواقفه من هذه الأفعال ، فكيف تُثيرون النعرات العنصرية ومن ثمّ تدّعون حُبّ المليك المفدى؟!
سابعاً : إن هذا الوطن يُشارك الجميع ببنائه ، وليس لأحد فضل على أحد ، إنما هو فضل الله يُمن به على من يشاء ، أرض الله واسعة وتتسع لجميعنا ، يتوجب علينا احترام بعضنا البعض ، كلنا في هذا الوطن أردنيون ، لا يُعقل أن يُمارس غير المسلمين طقوسهم بحرية بينما نُقنن حرية الأردنيين ذوي الأصول الفلسطينية بحجة اختلاف أصولهم والذين يصلون في نسبتهم السكانية إلى 50 % تقريبا وهم منخرطون في هذا الوطن بشكل لا يتجزأ أبدا ، فمنهم النائب والوزير والسفير والمخابراتي وقائد الكتيبة وحتى رئيس وزراء! إن العنصرية جريمة يُحاسب عليها القانون ولا تُرضي الوطن ولا جلالة الملك المفدّى.
ثامناً : إننا نحن الشباب يجب إن نكون فاعلين في مجتمعنا بأن نكون أكثر وعياً للأحداث ومجرياتها وكيفية التصرف فيها ، ولا يجب أن نكون مُقلّدين لبعضنا دون فهم ، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لكميل بن زياد النخعي: ((يا كميل إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها للخير والناس ثلاثة: فعالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجئوا إلى ركن وثيق ... أفٍ لحامل حق لا بصيرة له ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة لا يدري أين الحق، إن قال أخطأ وإن أخطأ لم يدر، مشغوف بما لا يدري حقيقته فهو فتنة لمن افتتن به وإن الخير كله من عرفه الله دينه وكفى بالمرء جهلاً أن لا يعرف دينه )).
تاسعاً : إن ما نراه في كل موقفٍ هو تقليد الشباب لبعضهم البعض دون فهم ، يميلون مع الكفّة الغالبة وهذه ليست بصفات شبابنا الواعي والمثقّف ، نكون في قلوبنا مع بعضنا البعض وما إن تحدث حادثة حتى انقلبنا على أبناء عمومتنا مع إخواننا ، ليعلم الجميع إن هذه صفات المنافقين ولن نرى النجاح ولا النور ما دمنا متفرقين ، إن الذين يصطادون في المياه العكرة ينتهزون الفُرص لبث الفتنة بين الشعب الأردني الواحد ، إن كل الأردنيين في الأزمات يقفون على خط الجبهة الأمامي ولا يتفرّقون لاختلاف أصولهم ، لذا خسئ كل من حاول تفرقتهم.
أرجو الله العلي القدير أن أكون قد وفّقت في تقريب وجهات النظر ، وما هي إلا النصيحة كي ننتفع ولا نُقدم على خطأ فادح قد يقلب الأحداث في هذا البلد الأمين إلى فتنة – لا قدّر الله – حينها ستكون عاقبتها وخيمة وعلى الجميع.
ولذلك قمت بإنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحت عنوان :
"معاً ننبُذ العنصرية ، لأجل الوطن وقائد الوطن"
أرجو منكم الانضمام إليها ومشاركتها على صفحاتكم ونشرها على كل صفحة عنصرية تم افتتاحها على يد جاهل لا يعلم مدى خطورة ما اقترفته يداه.. فالدين النصيحة ، وما داموا جاهلين فهم في حاجة للتذكير ، فساهموا في ذلك.
الصفحة موجودة هنا .. فقط اضغط هنا للدخول (http://www.facebook.com/pages/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%8B-%D9%86%D9%86%D8%A8%D9%8F%D8%B0-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%86%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%A3%D8%AC%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86-%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%A6%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86/144259715639362?sk=wall)
والله الموفق
محمود تميم
27 آذار 2011