العنوسه تعريفها واسبابها
يقول الإمام المنظور في لسان العرب في تعريف مادة "عَنَسَ" يقول أنها هي الجارية إذا طال وقتها في بيت أهلها بعد إدراكها ولم تتزوج، هذا المصطلح هل هو وارد من الناحية الشرعية وما هي الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الفتاة عن الزواج؟ من واجابات الكاتب أو الباحث عندما يريد تناول قضية أن يستوفي جميع جوانب القضية أو الموضوع .وعندما يكون هذا الموضوع اجتماعيا يجب أن يكون الطرح موضوعيا ووافيا ومستوحى من أملاءات الواقع لا من تأليف او من خيال الكاتب وحسب .وفي موضوع العنوسة نحن أمام قضية تهم جميع شرائح المجتمعات العربية كافة.ولها أهمية مباشرة لا من باب التعاطف مع شرائح هذه المجتمعات .وإنما أصبح كالمرض المخيف باتت ترقبه ترقب الخائف من زيارة ضيف غير مرغوب بوجوده سوف يصل الان او غداً, قد تكبر مشكلته وتتفاقم ويصعب حلها وتضيف هماً أخر على كاهل هذه الأمة المثقلة أصلاً بهموم اكبر وأثقل يصل بعضها إلى الكفاح من اجل البقاء والكفاح على المحافظة على العقيدة والهوية الأصلية ..مما سيكون له التأثيرات السلبية والمستقبلية على كافة شرائح هذه المجتمعات العربية بدون استثناء وعلى كل المستويات والطبقات والطوائف.. تعريف العنوسه: هو تأخر الفتاة أو الشاب عن الزواج ووصوله إلى سن العنوسة ولم يتزوج بعد العنوسة من مادة (عنس) وعنست الجارية، عُنوسا، بالضم وعِناسا بالكسر، طال مكثها في منزل أهلها بعد إدراكها حتى خرجت من عداد الأبكار ولم تتزوج قط، فإن تزوجت مرة فلا يقال : عنست. و قال الأعشى: البيض قد عنست وطال جراؤها ونشـأن في فنـن وفي أذواد وعنسها أهلها : حبسوها عن الأزواج حتى جازت فتاء السن ولم تعجز وعنست المرأة تعنس عنوسا، وعنست تعنيسا، إذا جاوزت وقت التزويج فلم تزوج، وكذلك يقال للرجل، قال الشاعر: فإني على ما كنت تعهد بيننا.. وليدين حتى أنت أشمط عانس ويطلق على الرجل والمرأة كلمة ( عانس ) ويرادفها أيضاً في المعنى (عزب) و(أيم) وكلها تدل على من لا زوج له سواء كان رجلا أو إمرأة فهي من الألفاظ المشتركة. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه". تختلف الأسباب، وتتعدد العوامل التي تؤدى وتساعد على انتشار ظاهرة العنوسة، وتصب كلها في بوتقة البعد عن ديننا الحنيف، أو جهلنا ببعض أحكامه، أو سوء فهمنا للحكم- الساهية وراء الأوامر والنواهي التي يأمرنا بها الله- عز وجل- وتوضحها لنا السنة الكريمة، فكلما زاد اقترابنا وتمسكنا بتعاليم ديننا الحنيف إيمانا قولا وفعلا كان في ذلك النجاة من الوقوع في أزمات ومشكلات الحياة المعاصرة بتطوراتها السريعة المتلاحقة. وفي مجتمعنا العربي وخاصة الاردني هناك عدة امور تؤدي الى العنوسه منها * من معوقات الزواج وسبب تأخيره رفع المهور وجعلها محلا للمفاخرة والمتاجرة لا لشيء إلا لملء المجالس بالتحدث عن ضخامة هذا المهر دون تفكير في عواقب ذلك، ولا يعلمون أنهم قد سنوا في الإسلام سنة سيئة عليهم وزرها ووزر من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا، وأنهم حملوا الناس عنتا ومشقة يوجبان سخطهم عليهم وسخريتهم منهم، وإن ضخامة المهر تسبب كراهة الزوج لزوجته، وتبرمه منها عند أدنى سبب وإن سهولة المهر تسبب الوفاق والمحبة بين الزوجين هما يوجد البركة في الزواج. * العادات والتقاليد والاعراف السائدة بأن بنت العم لابن العم((ابن العم بيطيح بنت عمه عن الفرس) فبين رفض الفتاه وتعنت الوالد واصرارة على العرف مما يؤدي الى تاخير زواج الفتاة وهذا الامر مخالف للشريعه والسنة النبويه فيقول حبيبنا رسول الله "لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا تنكح البكر حتى تستأذن قالوا: يا رسول الله وكيف إذنها؟ قال: أن تسكت ". رواه مسلم. * رفض الفتاة للزواج لرغبتها في اكمال تعليمها فديننا الحنيف لايمنع ان تتعلم الفتاة لكن عليها أن تحسب عواقب رفضها للزواج فلا يمنع الزواج ان تكمل تعليمها عليها ان تشترط على زوجها ان تكمل تعليمها بعد الزواج فكم من فتاه وهي ام كانت على مقاعد الدراسه ، لكن عليها ان ان تراعي بيتها وتعليمها فالمرأة إن لم تكن مؤدية لواجباتها الأسرية على أكمل وجه فهي غير ناجحة ولو كانت تحمل أعلى الشهادات. * ومما يساعد على انتشار العنوسة في المجتمع رفض البعض لفكرة التعدد في الزواج مع أن الله- سبحانه وتعالى- قد أباح التعدد وحث عليه بشروط وقيود معينة، يلزم تطبيقها حتى تتحقق الغايات الساهية من وراء التعدد، إلا أن البعض يرفض الرجل صاحب الدين والخلق الفاضل لكونه متزوجا مع توافر القدرة الدينية والمالية والصحية. وهناك المشاكل الكثيرة التي يطول شرحها فأنني اكتفي بهذا القدر من هذا الشرح والتفسير عسى ان يوفقنا العلي القدير ان نكون وفقنا في ايصال هذة المشكلة وكشف الستار عن المستور في حدود الادب والكياسه.
