في يوم ما قد يطل أحدهم عليك بظل ثقيل للغاية ويميل برأسه مقترباً من وجهك بشدة قائلاً لك: إنت مثل أخوي وبدي أنصحك هالنصيحة "البنت إلي ماشي معها إتركها أحسنلك سمعتها مش كل هالقد". وأخرى قد تقول لزميلتها "أنا لأني بعتبرك زي أختي عشان هيك بدي أحكيلك بصراحة إنه هاد البنطلون مو حلو عليك وكتييير بخليكي ناصحة وبعدين لون شعرك غامق وطرافه تعبانة يعني لو تقصيها أحسن! وأنا والله لو ما بعتبرك زي أختي وبتهميني ما بحكي معك هيك أصلاً...........
ولعل أنسب مصطلح يمكن إطلاقه على هذه التصرفات هو : "الدفاشة المهذبة" والتي نستخدمها كوصفة سحرية لإبداء آرائنا وفرض إنتقاداتنا وتدخلنا في شؤون الآخرين بكل جرأة دون إعطاءهم أدنى فرصة للدفاع عن النفس، ذلك لأننا وبمجرد "مخاواة" أحدهم يصبح بإمكاننا عندها أن نقوم بتخجيله وأن "ننزل فيه شرشحة وبهادل بحكم الخوة" وأن نتدخل في تفاصيل حياته بشكل قد يؤدي إلى زعزعة ثقته بنفسه و تصرفاته و مظهره من ورا نصائحنا "الأخوية".........
ونحن لسنا ضد تبادل النصح والمعاملة الطيبة والتآخي ولكن عندما تنطوي تلك المصطلحات على واقع محزن من التلطيش والهمز والتجريح فإننا نفضل الحفاظ على مسافة تكفل لنا عدم تدخل الآخرين في شؤوننا ونصبح غير راغبين في التقرب من الأشخاص المحيطين بنا إلى درجة "الأخوة"........
وأنا شخصياً لأني بحبكوا جميعاً و بعتبركوا "زي إخواني" وبتهمني مصلحتكوا بدي أنصحكوا هالنصيحة: إذا حدا حكالك إنه بيعتبرك "زي أخوه" لاترد عليه وإسحب حالك وفل من وجهه بسرعة أحسنلك.............
رحمة منذر مريان
مواقع النشر (المفضلة)