بدأت الارجيلة بالانتشار بشكل واسع في المجتمع الأردني في بداية التسعينيات من القرن الماضي, حيث لم يقتصر انتشارها على المحلات المخصصة لذلك ومحلات (الكوفي شوب) والمقاهي الشعبية بل تعدتها لتدخل البيوت الأردنية لولع بعض الشباب ومن الجنسين بها, حيث أصبحت بالنسبة للكثيرين الرفيق الذي لا يمكن الأستغناء عنه ووصلوا لحالة هي أقرب للادمان على الارجيلة متناسين مخاطرها الصحية عليهم. ولا يقتصر انتشار الارجيلة على المدن الرئيسية بل تعداه فوصل الى القرى والتجمعات السكنية في مناطق المملكة. أثناء جولة ل¯ العرب اليوم في شوارع مدينة اربد خاصة شارع الجامعة يلاحظ انتشار المحلات التي تقدم الارجيلة كجزء من قائمتها, سواء المطاعم أو الكوفي شوب أو المقاهي, كما أدخلت بعض محلات الارجيلة والمقاهي خدمة التوصيل المجاني للارجيلة الى زبائنها في المحلات والمكاتب كجزء من خدماتها للمواطنين.يقول عمر وهو صاحب محل لبيع الارجيلة ومستلزماتها في مدينة اربد أن الأقبال على شراء الاراجيل زاد خلال العقد الأخير حيث لا يقتصر على الرجال فقط بل أن النساء أيضا يقمن بشرائها, وكذلك الشباب ومن الجنسين لولع الكثير منهم بها.استعراض لا معنى له وبكثير من الاستعراض يتبجح البعض بانه لا يستطيع شرب فنجان القهوة من دون وجود الارجيلة, أو حتى ان يمر يوم من دون استخدامها, وهناك من يستخدمها مجاراة لأصدقائه ومن ثم يتعاد عليها حيث لا يستطيع الاستغناء عنها. ويضيف أن الاقبال على شراء الاراجيل سواء من قبل الأشخاص أو المحلات جعلنا نلجأ لشراء أفضل وأحدث الأنواع لمادة (المعسل) والنكهة المصنع بطعمها سواء للتفاح أو الليمون أو الفراولة أو أي نوع اخر من الفاكهة أو الخراطيم (البرابيش) المستخدمة أو حتى (المباسم) وكذلك لأنواع والوان الأراجيل والمادة المصنوعة منها, حيث يختلف سعرها حسب المادة المصنعة منها, فالمصنوعة من النحاس يختلف سعرها عن الحديد وكذلك المصنعة من المواد الأخرى, كما أن لون الزجاج المستخدم في الارجيلة وحجمها وشكلها يتحكم أيضا بأسعارها, وتتراوح أسعارها ما بين 15-120 دينارا.ويرى المواطن الثلاثيني خالد حمدان أن شرب الارجيلة أصبح جزءا من ثقافة ممارسة خطيرة للشباب في المجتمع الأردني, حيث يخصص معظمهم أوقاتا خاصة للتجمع والسهر من أجل تدخين الارجيلة سواء في المنازل أو في المحلات المخصصة لذلك, لكن الملاحظ حاليا أنتشارها بين الشباب ومن الجنسين لتأثرهم واكتسابهم للعادات من بعضهم بعضا من دون اقتناعهم أحيانا بالأشياء التي يفعلونها, أو مدى خطورتها على صحتهم, مشيرا أن بعض الشباب أصبح يتباهى بهذا الأمر لاعتقاده أن تدخين الارجيلة يدل على الرقي الاجتماعي ويزيد من قيمته في المجتمع وبين أصدقائه.أما الحاجة أم علي فتنتقد الاقبال بهذه الطريقة على الارجيلة من قبل الكثير من الناس سواء الكبار أو الشباب كون استخدامها من الأمور الطارئة على مجتمعنا الأردني, وانما تأثرنا بالمجتمعات القريبة كمصر وسورية وتركيا وغيرها من الدول التي تعتبر الارجيلة من الأمور الأساسية في جلساتها وسهراتها, محذرة من توجه بعض الأطفال ممن تتراوح أعمارهم بين 12-17 عاما لاستخدامها متأثرين بأهلهم الامر الذي يؤثر على صحتهم, ويجعلهم يعتادون عليها في سن مبكرة.تقليد اعمى وتشير الأخصائية الاجتماعية سناء سلوط أن اقبال الشباب على الارجيلة هو نوع من التقليد الاعمى من دون اقتناعهم أحيانا باستخدامها وتجد بعضهم يشتريها ليضعها في منزله أمام الناس من أجل الاستعراض فقط, وهناك من يتوجه يوميا للمحلات التي تقدم الارجيلة مع معارفه أو أصدقائه لاعتياده على تدخينها لدرجة قد تصل للادمان عند بعض الشباب, لذلك انتشرت المحلات التي تقدمها بشكل واضح حتى في الأحياء الشعبية والمناطق القروية, مبينة أن أصحاب المحلات التي تقدم الارجيلة أدخلوها ضمن قوائم المأكولات والمشروبات, وكذلك أدخلوا خدمة (الديلفري-التوصيل المجاني) للشركات والمكاتب والمحلات التجارية شأنها شأن الطعام والشراب.وتؤكد الطالبة الجامعية بيان فريج أن بعض الطلاب والطالبات أصبحوا لا يستطيعون الاستغناء عن الارجيلة رغم خطورتها الصحية فما أن ينتهي برنامج محاضراته, حتى يتوجهوا لأقرب محل يقدمها من أجل تناولها مع فنجان من القهوة أو من دونه.واشارت أن بعضهم يتوجه الى محلات (الكوفي شوب) بين المحاضرات لتناول الارجيلة وهناك من يقضي ساعات طويلة بصحبة الارجيلة في أحد المقاهي أو محلات الارجيلة.وتضيف أن بعض الأسر اعتادت على التجمع يوميا للسهر بصحبة الارجيلة سواء في المقاهي أو المحلات التي تقدمها ولكن انتشارها في البيوت جعل هذه السهرات تقتصر على الأسرة الواحدة حيث نجد أحيانا جميع أفراد الأسرة يدخنونها بمعية الأب والأم, دون الألتفات الى مضارها على الجهاز التنفسي.يذكر أن الدراسات أثبتت أن الارجيلة تلحق الضرر بصحة الانسان حيث يعادل ضرر النفس الواحد من الارجيلة ما يقارب ضرر علبة سجائر كاملة قد يقوم الانسان بتدخينها, كما ان لها مضارا واضحة على الجهاز التنفسي والقلب والرئتين وتسبب هبوطا في الضغط كما تؤثر على الدماغ.- العرب اليوم - يسرى ابوعنيز
تفاصيل الخبر هنا...


رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)