سجلت مديرية الامن العام اعتداءين من قبل 6 ضباط وافراد ادارات امنية مختلفة خلال اسبوع واحد. وتطلب الامر تشكيل هيئات تحقيق للوقوف على ملابسات حادثة وفاة فخري هويميل عناني 47 عاما في المدينة الطبية امس الاول بعد تعرضه للضرب المبرح بالهراوات من قبل مجموعة من ضباط وضباط صف وافراد الشرطة. وسبق ذلك حادثة وفاة المواطن صادم السعود 20 عاما الذي توفي السبت الماضي بعد تعرضه في منتصف تشرين اول للضرب على رأسه في زنزانة مركز امن الحسين من قبل 5 من رجال الامن العام تم توقيفهم على ذمة القضية. وفي العام الماضي توفي الشاب عامر النقروز 25 عاما في كانون اول 2008 في مركز امن البيادر. وقد اعتبرت عائلته ان وفاته ليست انتحارا كما جاء في بيان للأمن العام وانما التعرض بسبب التعذيب, وما زالت قضيته متابعة من قبل المركز الوطني لحقوق الانسان. كما شهد ذات العام وفاة شابين قرب مكب الغباوي بعد ملاحقتهما من قبل رجال الأمن العام, وزعم بيان الامن العام آنذاك بأن سائق البكب لم يمتثل لإشارة الدورية بالتوقف, وتمت متابعته وحصل إطلاق أعيرة نارية بالهواء بقصد إخافتهما وإجبارهما على الوقوف, وبعد مطاردة طويلة انقلب البكب الذي كان الشابان يستقلانه, وتبين بعدها إصابتهما بأعيرة نارية ليعترف الامن العام بعد اثارة القضية اعلاميا قتلهما بالخطأ. وكما هو اعتداء رجال الامن العام على المواطنين في المقابل نجد حوادث وقعت اعتداء من قبل المواطنين على رجال الامن العام وخلال هذا الاسبوع قتل رجل أمن من قوات البادية بعد ضربه على صدره من قبل احد المطلوبين خلال نقله إلى مركز أمن القطين وتسبب بسقوطه من سيارة الشرطة ووفاته على الفور. ويقول مدير مكتب المظالم وحقوق الانسان في مديرية الامن العام العقيد ماهر كمال الشيشاني ان المكتب يستقبل الشكوى حسب قانون اصول المحاكمات الجزائية وعند الانتهاء من التحقيق يتم اتخاذ قرار إما بمحاكمة رجل الامن امام محكمة الشرطة في حال ثبوت ما يدينه عملا بالمادة 130 /أ من قانون اصول المحاكمات الجزائية أو منع محاكمته في حالة عدم وجود ادانة أو حسب القضية في حال عدم وجود مبرر قانوني للملاحقة الجزائية. واعطت المادة 9 من قانون الامن العام لرجال الشرطة استخدام القوة ضمن ضوابط قانونية وبالقدر اللازم في عدد من الحالات اذا قاوم الشخص المتهم أو المشتكى عليه رجال الشرطة وحاول الهرب أو اعتدى عليهم. واكد العقيد الشيشاني ان مقاومة رجال الشرطة والدفاع الشرعي ياتي احيانا سببا لاستخدام القوة وفي بعض الاحيان يكون استخدام القوة غير مبرر وغير قانوني في هذه الحالة يتم احالة المخالفين من رجال الشرطة إلى محكمة الشرطة. وحسب احصائية مكتب المظالم وحقوق الانسان فقد تم تسجيل 360 شكوى ادارية وجزائية مختلفة منها 23 شكوى تتعلق باساءة المعاملة وتم تحويل 8 شكاوى لمحكمة الشرطة. ولفت العقيد الشيشاني إلى وجود تعليمات لرجال الشرطة تلزمهم باحترام كرامة المواطن, واستخدام القوة بالشكل القانوني وفي حالة الضرورة القصوى. لكن عدد القضايا التي ثبت فيها اساءة المعاملةمن قبل الشرطة قليلة جدا وتمت محاكمة المتورطين فيها باحكام تراوحت ما بين الحبس والطرد وحسب احكام محكمة الشرطة. وبين العقيد الشيشاني ان العام الماضي شهد انخفاضا في عدد الشكاوى ضد رجال الامن العام بنسبة 28% عن عام ,2007 اما العام الجاري فشهد انخفاضا بنسبة 20% عن العام الماضي ولذات الفترة المذكورة. وعن اعتداءات المواطنين على رجال الامن العام قال العقيد الشيشاني ان العام الماضي سجل اكثر من الف قضية تتعلق باعتداء المواطنين على رجال الامن العام ومقاومتهم اثناء الوظيفة الرسمية تمت احالتها وتوديعها للمحاكم النظامية. المركز الوطني لحقوق الانسان وتلاحظ رئيسة وحدة العدالة الجنائية في المركز الوطني لحقوق الانسان المحامية نسرين زريقات ارتفاع وتيرة العنف منذ شهر آب الماضي حيث سجل المركز الوطني لحقوق الانسان 16 شكوى ضد رجال الامن العام ادعى فيها اصحابها تعرضهم للضرب واساءة المعاملة. واشارت زريقات ان الوضع قبل ذلك التاريخ شهد تحسنا وانخفاض ادعاءات سوء المعاملة حتى في السجون معللة ذلك بتطبيق مديرية الامن العام لسياسات واجراءات منها تحسين معاملة النزلاء والحاق كوادرها بدورات تأهيلية في حقوق الانسان. ودعت زريقات إلى اشراك كوادر الادارات الامنية بدورات تدريبية متعلقة بحقوق الانسان خاصة اثناء تطبيق القانون مثل اتفاقية مناهضة التعذيب ومدونة قواعد سلوك الموظفين المكلفين بانفاذ القانون. وعن انتشار العنف قالت زريقات ان اللجوء للعنف اصبح في الجامعات والشوارع وفي كل مكان في عنف لهذا يجب ان يكون هناك استراتيجية وطنية لمناهضة العنف تشترك فيها كافة الجهات المعنية . ووفق وجهة نظر المحامية زريقات ان عقوبات محكمة الشرطة قد تكون غير رادعة وبحاجة الى مراجعة لبعض الاحكام التي تصدر فلو كانت هذه الاحكام رادعة بالشكل المطلوب لما تكررت هذه التصرفات خلال الاونة الاخيرة

تفاصيل الخبر هنا...