لماذا لا تريد هي أن تفهم ؟
لماذا لم تفهمنى حتى الآن ؟ وتحملّنى كل التهم وكل الخطايا والذنوب ؟
أنا لا اتحمل كل هذا ، لستُ قويًا إلى هذا الحد، أنا اتفتت مع كلماتها واتهاماتها ، اختنق ، لا استطيع التنفس ، وأموت .
أحبها ، لكننى أحبها هي فقط ، لا أحب المجتمع الذي يجمعنا ، ولا الأهل ، ولا الأصدقاء . وارتباطي بها يعني أن ارتبط بكل هؤلاء . وأنا أكره كل هؤلاء . أحبها هي فقط.
خطوبة ، زواج ، مراسم مزيفة وخانقة أكرهها ، شقة غير موجودة ولن توجد في أغلب الأحوال ، طلبات لا يوجد من يقدر على استيفائها ، ثم يكتمل مسلسل الضياع بأسرتينا وهما تتعاركان ،و تتخانقان ، ونضيع نحن في المنتصف.
لماذا لا تريد أن تفهم أن الحياة طمست الكثير من معالم روحي ، حتى صار الحب يعني لي الهروب والاكتئاب .
فقط لو تمد يديها ، لو ترق ، لو تفهمنى ، وتعرف أن ارتباطنا الروحي لا يعني بالضرورة ارتباطٌا رسميًا . يعني فقط التحليق في عوالمنا الخاصة . بعيدًا عن المجتمع المزيف.
بعيدًا عن الأهل المتسلطين ، والأصدقاء الحاسدين الأغبياء .
فقط لو تعرف كم أحبها ، وكم أخاف بقدر ما أحبها ، أخاف عليها وعلى نفسي وعلى حبنا التائه في هذه الحياةِ الضالة . لكنها لا تصدق ، ولا تفهم. وأنا تعبتُ من عدم الثقة ، تعبتُ من السخرية ، من اتهامات التى لا تتوانى عن سردها كل مرة بكل قسوة ، هي لا تعرف ماتفعله بي هذه الكلمات ،هي تحولنى لكيانٍ كريه ، غبي ، يكره نفسه. فأتساءل : هل تكرهنى؟ نعم تكرهنى لأننى سبب كل العذاب الذي تعيشه ، لكنها لن تعرف أبدًا كم أحبها ، وكم أقاسي بهذا الحب ، وهذا العشق الذي لم يعد لي سواه في العالم كله.
أحبها ، وبقدر حبها أنغلقُ على نفسي وابتعد ، لأنها لا تقدر ما أنا فيه من ضغوط ، من عذاب ، من صراعات لا نهائية حتى مع نفسي .
واحدةٌ أخرى تدعى نهى ، وتملك ضعف عمري هي من استطاعت أن تفهمنى ، وتوفر لي الأمان النفسي ، واستطاعت ان تتغلب على عقدي النفسية .
واحدة أخرى تدعى نهى ، لكننى لا أحبها ، ولا أريدها ، أنا أريد حبيبتى . حبيبتى التى حلمت . لكنها للأسف بعيدة .. جدًا .
بعيدة ، وتضغط علىّ أكثر لأنها لا تفهم . لا تفهم ان الرسميات تخنقنى ، وأن الطلبات والكلمات التى تضعنى أمام نفسي عاجزًا ، وضعيفًا ، وصغيرًا ، لا أقدر على تحملها.
أحبها ، لكننى لا أملك الأموال ، ولا الإمكانات ، ولا السلطة والجاه . كل ما أملكه هو حبها المترسخ في كيانى ، كل ما أملكه هو الأحلام التى لن تكون واقعًا أبدًا.
فقط لو تعرف ، لو تفهم ، لو تدرك أننى في لحظة انكساري جئتها هاربًا من الأخري التى تملك كل شيء وتريد أن تملكنى بدوري . جئتها اشتاق لصوتها الحانى ، اشتاق أن تفهمنى ، وتضمنى في أحضانها ، وتواسينى . فقط لو تفعل هذا ، فقط لو تفهمنى ، وتعرف أننى لا أريد من الحياة سوى حبها فقط . سأكون لها العمر والوجود والأمان والعالم المحيط بها.
هي كل وجودي ، لكنه وجودًا لا يفهمنى ، وحينما جئته مشتاقًا ، هاربًا من الشيطانة ، لفظتنى ، وركلتنى بعيدًا ، وهمست هازئة : فات الميعاد.
مواقع النشر (المفضلة)