مشعل قدم تقريرا عن غزة لخامنئي "ولي أمر المسلمين"
قالت صحيفة إيرانية كبرى في طهران الإثنين 2-2-2009 إن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل قدم تقريرًا حول حرب غزة، لولي أمر المسلمين، في إشارة إلى لقائه أمس الأحد مع المرشد الأعلى علي خامنئي.
ونشرت صحيفة "كيهان" -التي يترأس تحريرها شريعت مداري المقرب من خامنئي- تقريرًا عن اللقاء الذي جمعه برئيس حماس، تحت عنوان بارز اعتبره مراقبون مثيرًا لحرج قيادات الحركة التي تتهمها جهات عربية من بينها مصر، بأنها تعمل لصالح أجندة إقليمية إيرانية.
لكن د. غازي حمد المتحدث باسم رئيس حكومة حماس في غزة سابقا ، قال لـ"العربية.نت" "لا أعتقد أنني يجب أن أسأل عن شيء كتبته صحيفة إيرانية، لو كان الموضوع يتعلق بخالد مشعل أو بحماس كان يمكن لي أن أعلق، فهذا شأن يخص الصحافة الإيرانية سواء وصفته بأمير المؤمنين أم ولي أمر المسلمين، ولا تعني شيئا لنا، هم يقولون عنه ذلك، ولكن أهل السنة لا يرونه بتلك الصفة".
وأضاف "إنه كلام صحيفة لا يبنى عليه ولا يسبب حرجًا لحماس، فعندما زار إسماعيل هنية (رئيس الحكومة المقالة) إيران وصلى في أحد مساجدها صلاة الجمعة، صلاها حسب مذهبه السني، وهذا الأمر لم يسئ له إطلاقا".
وبدوره أكد أسامة أبو خالد من مكتب "حماس" في دمشق لـ"العربية.نت" أن الحركة غير معنية بما تكتبه الصحافة، ولا تشعر بأي حرج؛ لأنها تدرك أنها غير موظفة لصالح أجندة إقليمية، وهمها الرئيس استمرار المقاومة لتحرير الأراضي الفلسطينية.
ولي أمر المسلمين
ونشرت "كيهان"، تحت عنوان "خالد مشعل يقدم تقريرًا حول غزة إلى ولي أمر المسلمين"، إن خامنئي هنأ "مشعل" على انتصار المقاومة الإسلامية على إسرائيل في تلك الحرب، متمنيا تحقيق انتصارات أكبر في المستقبل .
وأضافت أن المرشد الإيراني أخبر مشعل بأن "الحرب في غزة لم تنته بعد، إضافة إلى استمرار الحرب الدعائية والنفسية، داعيا المقاومة الإسلامية إلى المزيد من اليقظة وتهيئة نفسها لأي طارئ بما في ذلك اندلاع الحرب مرة أخرى".
وأشارت الصحيفة إلى أن "خامنئي عبر عن استعداد بلاده للمشاركة في إعادة بناء غزة، متهما إسرائيل بمحاولة إظهار أن حماس مسؤولة عما أصاب أهالي غزة من دمار، ومعربا عن أسفه تجاه قيام بعض البلدان العربية المجاورة للقطاع بتأجيج هذا الاتهام حسب تعبيره"، في إشارة إلى مصر.
وحث خامنئي حماس والمقاومة الإسلامية على مطالبة وسائل الإعلام العربية "بتأييد مواقفها".
وقالت الصحيفة "إن خالد مشعل، خلال قراءته التقرير للمرشد الإيراني، أوضح أن إيران قدمت أكبر دعم لهم"، وقال بالنص "أنا بالنيابة عن المقاومة الإسلامية وأهالي غزة أقدم لسيادتكم والشعب الإيراني جزيل الشكر على الدعم المعنوي والسياسي الذي تلقيناه منكم"، واصفا إيران بشريكة أهالي غزه في الانتصار الذي حققوه.
ديباجة لا تخص "حماس"
وفي حديث لـ"العربية.نت" علق أسامة أبو خالد بمكتب حماس في دمشق أن وصف الصحيفة لخامنئي بولي أمر المسلمين لا يستحق إثارة ضجة حوله؛ لأنه قد يكون من أدبياتهم الإعلامية التي "لا علاقة لحماس بها".
وأضاف أبو خالد "بالنسبة لي هذه أول مرة أسمع ذلك المصطلح، وأعتقد أن الأمر لا يعدو كونه أنهم يستخدمون ديباجات من هذا النوع، وهو كلام جرائد أولا وأخيرا، ولا يمثل تصريحات أو بيانًا رسميًّا".
وتابع "هذا لا يحرجنا، فعلاقاتنا واضحة مع الجميع، سواء إيران أم مصر أم السعودية أم تركيا أم أية دولة عربية، فحماس تؤكد دائما أنها حركة مقاومة وتحرر وطني تواجه احتلالا لأرضها بعيدا عن كل الفزاعات التي تثار والأسطوانة المشروخة بخصوص الأجندة الإقليمية".
وأكد أن "استمرار المقاومة حتى دحر العدوان وإعطائنا حقوقنا وتقرير المصير للشعب الفلسطيني، يجعلنا في حاجة إلى كل العمق العربي والإسلامي، ودعم شعوبه، وبالتالي أتت زيارة مشعل لإيران، التي سبقتها لقاءاته في سوريا وقطر، وسيعقبها جولات أخرى في تركيا واليمن والسودان وعدة دول عربية، ولذلك فإن الأمور لا تحتاج لتحميل أكثر مما تحتمل".
لسنا جزءًا من محاور إقليمية
وقال أسامة أبو خالد "إن قضية فلسطين هي قضية العرب والمسلمين وليست حكرًا على أحد، والشعب الفلسطيني أيديه ممدودة إلى الجميع، من حق تركيا أو إيران أو أية دولة عربية أن ترى ما تراه من سياسات، لكننا في حماس لسنا جزءا من محاور إقليمية أو دولية، وقضيتنا هي قضية التحرر من الاحتلال".
وأوضح "نحن نرى أن القضية الفلسطينية يجب أن تكون عامل توحيد للأمة، والالتفات إلى العدو الحقيقي -اسرائيل- التي تحتل أراضينا، والمشكلة فيه وليست في هذه الدولة أو تلك".
ورشحت معلومات بأن الطرفين الإيراني وحماس سيناقشان سبل تفعيل المشروع الذي أعلنه مشعل عن مرجعية موازية وليست بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأن هذه المرجعية ستتولى مهمة التنسيق مع دول الممانعة العربية والإقليمية، التي يسود التوتر علاقاتها مع المنظمة.
وعلق أبو خالد على ذلك بقوله "حديث مشعل حول المرجعية حمله البعض أكثر مما يحتمل، ليكن واضحا أننا لا نتحدث عن منظمة بديلة، فمنظمة التحرير الفلسطينية هي الخيمة التي يستظل بها الشعب الفلسطيني، لكنها في حاجة إلى إصلاح وإعادة تأهيل وتفعيل، وهذا ما نصت عليه اتفاقية القاهرة في آذار/مارس 2005، وقد شكلت لجنة على أثر ذلك من أمناء عموم الفصائل ولكنها لم تجتمع؛ لأن فريق رام الله لا يريد للمنظمة أن تتفاعل".
ورأى "أن هناك فرقًا بين منظمة التحرير كجسم وكيان يضم فصائلها ونقول إنه بحاجة إلى تطوير، وبين أن هناك فصائل أخرى أساسية موجودة وغير ممثلة في هذه المنظمة، مثل حماس والجهاد الإسلامي نسعى لتأسيس مرجعية لها".
وقال أبو خالد "إن الشعب الفلسطيني الذي انتخب حماس في الانتخابات التشريعية الماضية، كأنه يقول إنه لا يريد منظمة التحرير بوضعها الحالي، وبالتالي فمن المنطقي -وأنا أتكلم هنا كمراقب- أنها لا تعكسه انعكاسا حقيقيا".
وأضاف "أن خالد مشعل تكلم عن طرح هيئة لفصائل المقاومة ولم يقل إنها بديل لمنظمة التحرير، من حق هذه الفصائل الموجودة على الأرض والمؤثرة الآن، أن تكون لها مرجعية جامعة للمقاومة، ويمكن أن تنضم لها حركة فتح، وتشبه هيئة المتابعة العليا التي كانت موجودة أثناء انتفاضة الأقصى، وكانت مشكلة من كل الفصائل".
مشعل وطلبة إيرانيين
من جهة أخرى نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس قوله لطلبة إسلاميين إيرانيين الإثنين "إنهم سيحررون القدس مع الفلسطينيين".
وقال باللغة العربية المترجمة إلى الفارسية في جامعة طهران في ثالث يوم من زيارته إلى إيران "إن شاء الله سنحرر القدس معا وسنصلي هناك معا"، وأضاف "إننا نعد العدة لتحرير فلسطين، كل فلسطين، واستعادة القدس وضمان عودة اللاجئين".
وترفض إسرائيل الاعتراف بأية شرعية لحركة حماس، وتعتبرها عميلة لإيران التي تؤكد أنها لم تقدم لهذه الحركة سوى الدعم المعنوي، وتنفي أن تكون زودتها بالأسلحة.
وأكد مشعل أنه اتفق مع المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي على المساعدة التي قد تقدمها إيران لقطاع غزة الذي تعرض لهجوم إسرائيلي عنيف دام 22 يوما، وقال "التقينا المرشد واتفقنا على الطريقة التي ستساعد بها إيران في إعادة إعمار غزة".
واستبعد مشعل تماما الأحد بعد محادثات مع خامنئي "وقفا دائما لإطلاق النار" مع إسرائيل دون رفع الحصار.
ودعا الرئيس الإيراني المحافظ محمود أحمدي نجاد إلى "محاسبة القادة الإسرائيلين وفق ما أفاد اليوم موقع الرئاسة الإلكتروني.
مواقع النشر (المفضلة)