[align=center]
البعض يعتبرها خدشا للكبرياء.. وآخرون يؤيدونها
"باب الحارة 3" يثير جدلا حول طريقة "اخطب لابنتك"


بو حاتم أثار جدلا عندما أقدم على اختيار زوج ابنته بنفسه
ريما عبد القادر - mbc.net

أثار مشهد إقدام "أبو حاتم" على الخطبة لابنته، خلال الحلقات الأخيرة من "باب الحارة 3" جدلا حول هذه المسألة الاجتماعية، والتي قد يتقبلها الكثيرون من العرب "نظريا"، لكن لا يجرؤون على تطبيقيها عمليا، لما لها من "حساسية" قد تخدش الكبرياء.

خطبة أبو حاتم -خلال أحداث المسلسل- لابنته من عامل بسيط لديه، نظرا لما يتمتع به من سمعة طيبة وأخلاق رفيعة، فتحت النقاش حول هذه المسألة الهامة، والتي قد تساهم -في حال انتشارها- في علاج مشكلة العنوسة في مجتمعاتنا العربية، وقد تحل كذلك الكثير من المشاكل الأسرية، نظرا لقيام الأب باختيار الرجل الأنسب خلقا لابنته، كما أنها ستوجد حراكا اجتماعيا قد يغير الكثير من العادات البالية التي لا تزال تتحكم في عملية الزواج.

لكن بعض العائلات العربية تبدي رفضها الشديد لمسألة الخطبة للبنات، مؤكدين استحالة تقليد ما قام به أبو حاتم خلال المسلسل. وفي هذا المجال تقول أم فادي من غزة: "لا يمكن أن أفعل ذلك مهما حدث"، مرجعة سبب رفضها للشعور بالحرج والإهانة.

وأردفت بكلمات رسمت بها على ملامحها شيئا من الغضب "هذا الأمر قد يفهم من خلاله أنني أريد التخلص من ابنتي، وهذا مستحيل".

وبعد أن صمتت لحظات مضت تقول: "لن أزوج بناتي إلا لمن يأتي طارقا بابنا، وبعد أن نتأكد من صلاح أخلاقه، أما خلاف ذلك فلا".

في المقابل، أيد الأخصائي الاجتماعي الدكتور وليد شبير بشدة العمل وفق المثل "اخطب لابنتك"، موافقا على ما قام به "أبو حاتم" خلال مسلسل باب الحارة، حيث قال لمراسلة موقع mbc.net "من الأفضل أن يفكر الأب في زواج ابنته قبل ابنه"، موضحا أن هناك اختلافا حول هذه النقطة داخل المجتمع الفلسطيني، حيث يتقبلها البعض ويرفضها البعض الآخر.

خطبوني مرتين

بضحكات متتابعة، يكشف الشاب الفلسطيني "خالد"، أنه بالفعل تعرض للخطبة "مرتين"، من قبل آباء لفتيات يرغبن في تزويجهن لشبان يثقون بأخلاقهم، مضيفا "بعد مشهد خطبة أبو حاتم لابنته.. من يعلم فقد يرتفع عدد الخاطبات لي".

ولم يقتصر الأمر بالنسبة لخالد على الآباء، حيث إن بعض أصدقائه عرضوا عليه الزواج من شقيقاتهم، حيث همسوا في أذنه:" إنوِ ونحن مستعدون".

وشدد على أن هذه الطريقة لا تمس بأي حال من الأحوال كرامة الفتاة أو والدها أو عائلتها، في حال تم استخدام الأسلوب اللائق الذي يحفظ كرامتهم، موضحا أنها تؤكد على مدى حرص الأب على ابنته ومستقبلها.

مشهد خطبة أبو حاتم لابنته، أثارت في نفس "أبو رمزي" -40 عاما- الكثير من الذكريات الجميلة، حيث إنه تم خطبته من قبل "حماه" قبل نحو 12 عاما، في مشهد قد يكون مختلفا عما عرضه باب الحارة.

يقول أبو رمزي مستذكرا: كنت أعمل خطاطا ورساما وذهبت إلى إحدى المدارس لإعداد لوحات جدارية فطلبت من مدير المدرسة أن يحضر لي ما أحتاجه من أدوات".

وتابع: "لقد كان المدير خفيف الظل، وأجابني بقوله: تريد أقلام موجود.. تريد عروس أيضا موجودة.."، مضيفا: "كان بجواري صديق يعرف عائلة المدير، وأخبرني بأنها عائلة "محترمة" وذات خلق ودين، وأن لديه بنات في سن الزواج، ونصحني أن أخطب إحداهن إن كنت راغبا في الزواج".

وأضاف بابتسامة لم يستطع إخفاءها: "في ذلك الوقت رجعت للمنزل وأخبرت والدتي، وبالفعل ذهبنا لعائلة المدير وصارت ابنته قسمتي ونصيبي"، منهيا حديثه بتأييده الكبير لما أقدم عليه أبو حاتم خلال المسلسل، داعيا إلى تعميمه في المجتمعات العربية من أجل القضاء على ظاهرة العنوسة.

فعل الخلفاء

يذكر أن مسألة خطبة الرجل لابنته جائزة شرعا، وقد فعلها الصحابة -رضي الله عنهم- ومنهم الخليفة الراشد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حيث إنه لما ترملت ابنته حفصة -رضي الله عنها- عرضها على أبي بكر الصديق وعثمان بن عفان -رضي الله عنهما- قبل أن يتزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم- إكراما لعمر ورفعة له.

ورغم أن أبا بكر وعثمان رفضا الزواج من حفصة، لم ير عمر -رضي الله عنه- أن في ذلك إهانة له أو لابنته -رضي الله عنهما-.

وإنما رفض أبو بكر الزواج من حفصة؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكرها أمامه.[/align]