فن نفاق أم صدق انتماء ؟

ما أجملَها من محطات تُثلج الصدور، وتداعب حدق العيون بروعتها تلك هي شوارعنا وأبنيتنا وهي تزدان بلوحات الصقر الهاشمي جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله و عبارات الترحيب وموسيقى الانتماء والولاء لهذا الثرى الطيب فأينما التفت تجد لوحة موقعة باسم فلان وأخرى ياسم العشيرة الفلانية ، ولا أعرف سبباَ لذلك ، ودعنا نجزم أنه انتماء حقيقي فبالله عليك ماذا نقول لِمَنْ لا يملك ثمن تلك اللوحة ؟

وكأني أراه يشعر بالخجل محاولاً الاختباء ومتمنيا لو يملك مصباح علاء الدين ليهرب من نظرات اللوم والاتهام لتقصيره وهو يقول في نفسه ( والله إني أحبُّ مليكي وأعشق تراب وطني )

ربما يظن احد أصحاب اللوحات أو مَنْ يدندن أمام الكاميرات أنني أشكك في انتماءهم أو المزاودة عليهم ، أقول لهم : لا ولكني أريد فرحا عفويا فرحا يفوح منه عبق الأرض ونسيم العمل الجاد المخلص

واسمحوا لي أن أنقل لكم صورة تغرس في النفس العزة والإباء ، صورة ذاك الشيخ الهرم

وهو يشق بإصراره الأرض من غير كلل أو ملل يسقيها حبات عرقه ويرسم بصوته الممزوج بتراب الأرض أغنية الوطن

السلام عليكم يا عم

( و بلهجة تشع فرحا ) وعليكم السلام يا بني

أراك منشغلاً والجميع خرج من بيته ومن عمله وتركوا كل شيء ليعلنوا حبهم وولائهم فلماذ لا تشاركهم ذلك ؟

يأخذ نفسا عميقا يصهرُ كلّ مظاهر النفاق ويقول متنهدا ...

يا ولدي لماذا تغير كلُّ شيءٍ حتى بساطة مشاعِرنا ؟

لقد كانت أفراحنا يا بني للوطن و لزمانٍ غير بعيدٍ وعلى بساطتها تعمق أواصر المحبة بيننا فالكل يحاول التعبير بطريقته البسيطة كبساطته فأحدنا يضع شرشفاً كان له ذكرى عزيزة عليه على سطح بيته، تتلاشى أمامه كبرى اللوحات ، وآخر يعبر عن فرحه بعباراتٍ تخرُّ أمامها كل الأغنيات

فيا بني :

هل الانتماء أن يتسابق الكثيرون للظهور أمام الكاميرات حتى يعلن للملأ أنه عميد الانتماء..؟

وهل أصبح العرس الوطني لدينا هذه الايام فرصة لأثارة الفوضى في شوارعنا ؟

وهل الانتماء أن تصرف المبالغ الطائلة على المفرقعات والألعاب النارية ؟

وهل الانتماء ان نترك العمل ونعطل مراجعاً كلّت قدماه ذهابا وإيابا لإنجاز معاملته ؟

وهل الانتماء أن نغني على صوت معدة الجائع ؟



تبسم ذاك الرجل الحكيم

وهو يتمتم رحم الله أيام زمان



بالمناسبة : هو لا يشكك في أحد ولكنه يتساءل



حسن منايصه