من الوهلة الأولى من العنوان يتبين أن المقصودين هم أشخاص ربما يكونوا عاديين أو من لا يملكون المؤهل العلمي ، ولكن لا أحد يتوقع أن هؤلاء المخدوعين يتوجب عليهم أن يقوموا بدور التنمية في المجتمع والنهوض بمنارة العلم .
المخادعون هم بعض الطلبة الجامعيين والضحية هو الأستاذ الجامعي ولكن الغريب في الموضوع هي البضاعة المروجة لهذا الأستاذ الجامعي ، التبرير أو الأعذار سواء بالكلام أو طريقة العرض، فتجد بعض الطلاب من صبيحة اليوم يبدأون بجولتهم اليومية على الهيئة التدريسية ومنهم من تكون جولتهم أسبوعيا وفي أحسن الأحوال تكون الجولة قبل كل امتحان ، وعندها تبدأ القصص المحزنة كاختلاق موت إحد الأصدقاء أو المعارف أو تعطل السيارة أو عدم معرفة وقت المحاضرة الصحيح أو الزكام سواء في الشتاء أو الصيف وما شابه ، والتي يتأثر فيها مدرس المساق وبتالي يحظى هذه الطالب بالحضور المثالي في حين قد كان تجاوز عدد الغياب المسموح فيه.
أو قد يؤجل له الامتحان لأنه يدعي أنه لم يعرف أن اليوم هو موعد ذلك الامتحان ، أو أنه لا يملك قلما لتأدية الامتحان وبتالي يتم تأجيل الامتحان وبتالي سيحظى هذا الطالب في إعادة الامتحان في مكتب الأستاذ الجامعي وأن نسي أحدى النقاط سيسمح له الأستاذ الجامعي بفتح الكتاب تعاطفا معه وإن لم يسأل هذا الطالب الأستاذ الجامعي عن موقع الإجابة في الكتاب.
ومن الأعذار التي تكثر محاولة الطالب الخروج من المحاضرة بعد قيام الأستاذ بأخذ الحضور والغياب بداعي أنه مضطر للخروج بسبب أنه قد دخل إلى المحاضرة بالخطأ أو أنه أستلم مكالمة ضرورية أو من الخارج البلاد علما أن الأستاذ الجامعي يمنع الهاتف النقال ،وهناك الكثير من الأعذار التي تنطوي على هذا المدرس المسكين. نظرية التبرير أو الأعذار (العّزو) كما يسميها علم النفس الحديث تبين أن هذه الخصلة سترافق الإنسان في كبره إن لم يتم التخلص منها في صغره ولكن الأستاذ الجامعي ينمي تلك الخصلة ويشجع الطالب عليها من دون قصد ليصبح كثير الأعذار خصوصاَ عند دخوله سوق العمل وبتالي ينشئ جيلا معتادا على هذه الأعذار أكثر من الآن.
الفتيات هن لسنا خارج المعادلة بل هن أمهر من الشباب في هذا الفن وربما سيحترفن يوما من الأيام مهنة التمثيل وحتى الصحافة لأنهن قادرات على التأثير في الهيئة التدريسية أكثر وإن فشلن في الإقناع أو عدم التأثير سيكون الحل هو البكاء مما يطر الأستاذ الجامعي بالرضوخ أمام دموع التماسيح . و هناك أربعة أقسام للأساتذة الجامعيين حول هذه الأسلوب ،الأول من تنطوي الخدعة عليهم وهم للأسف الأكثرية ودائما يثق أشد الثقة في الطالب، و لا يكن هذه الطالب على خطأ بالنسبة إليه وتجد جميع الطلاب يحبون أن يسجلوا المساقات الجامعية عند هذا الأستاذ الجامعي الذي يتفهم أعذارهم جداً.
ولكن هذا لا ينطبق على النوع الثاني من الهيئة التدريسية كمدرسة مساق علم النفس حيث تعرف من خلال كلام الطالب إن كان هذه الطالب يختلق الأعذار أم لا من خلال الحاسة السادسة التي تملكها ،وأيضا لا يمكن أن تنطوي على مدّرس مساق مادة الدعاية في قسم (الصحافة والإعلام) لأن الطالب عندما يأتي ويختلق الأعذار يعلم أن ذلك الطالب إن كان صادقا أم لا ، من خلال خبرته في تدريس مادة الدعاية فلا أحد يستطيع التأثير عليه أو أن يروج له الأعذار .
ولكن مع خلال عرض النوعين السابقين ثمة نوع ثالث ومختلف بعض الشيء حيث لا داعي لاختلاق الأعذار من قبل الطالب فتجد تلك المحاضرة مكتملة العدد ،حيث لا يوجد أي غياب ولا يذهب الطالب إلى مكتب الأستاذ الجامعي أبدا لطرح الأعذار بل ويتلهف لحضور هذه المحاضرة التي ينتظرها أكثر من غيرها وربما لو أعطاها أستاذ أخر لعدنا لنفس مشكلة الأعذار . ولكن ما يميز هذا الأستاذ الجامعي هو أن الطلبة لن يستفيدوا شيئا من المحاضرة لكثرة المرح فيها والطريقة الساخرة التي تعرض فيها المادة .
ولكن معظم الجامعات تفتقر إلى النوع الرابع وهو لا يختلف كثيرا عن النوع السابق من حيث قلة الغياب والتلهف لحضور المحاضرة والامتحانات ، لتأدية هذا الأستاذ الجامعي المحاضرة بطريقة مميزة تجعل الطالب من فهم المساق باعتدال دون جمود على جو المحاضرة ودون الطريقة الساخرة المتبعة لجذب الطلبة ولكن المشكلة هي قلة هؤلاء الأساتذة الجامعيين .
مواقع النشر (المفضلة)