اذا منكد ....ادخل

**أميرة قوس النصر** · 03-06-2009, 10:28 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد الصلاة على رسول الله خير الأنام و على آله و صحبه الكرام...

ارجوا بأن تصل هذه الأحرف البسيطة و التي بدون تحضير كتبتها و التي بمثابة دعوة

للقلوب للعيش السليم و الكريم...

أمَّا بعد...

كثيراً ما يتعرضُّ الانسان لمواقف ظلم و اعتداء بألوانٍ و اشكالٍ متعددة, فيكاد لا يمرّ يوم الا و قد ازعجكَ صديقكَ بأمرٍ

معين, أو اتهمتكِ صديقتكِ بشيءٍ انتِ منه براء.

و قد يتعرض الانسان خلال يومه لمضايقاتٍ من قِبل اشخاص لا يعرفهم, او استهزاء ما من قِبل الآخرين, و الى آخره

من هذه المواقف.

الآن كل انسان له ردة فعل خاصة به, تتولد حسب نظام معتقداته و افكاره, اما ان يتفجَّر من الغيظ و الكدر, او يقوم

بالتشاجر مع هؤلاء الجاهلين, و او يصمت ثم يرجع الى بيته, و الشرر يتراقص في عينيه, ثم عندما يأتي موعد النوم,

تبدأ تلكَ التخيلات و المشاعرالقاتلة...

" يا الله كم انا جبان... كان لازم اسحب القشاط و انزل سفح فيهم ولاد الـ ^^^^^^"

" انا ضعيفه و غبية... كان لازم اضربها كف... اخليها تعرف مين انا..."

" يلا بسيطة... بكرة بحكي مع ولاد عمي و بننزل عليهم نبيدهم..."

و افكاااار و تخيلااااات .. و غم و هم ... و حقد و تخطيطات عسكرية لرد الصاع صاعين...

يأتيني فلان

" يا ابن عمي مش عارف انام الليل.. في شب جحرني و انا كسرت عيني.. بكرة انا طالع عليه... وراك شباب؟"

"يا صاحبي ... انا واحد ما بسوى تعريفه... علّموا علي و انا ضليت لابد.. خلص انا لازم ما ابين بالحارة"

" و يا اخوي و يا صاحبي و يا ابن عمي...."

و تأتي فلانة... بس مش الي طبعاً

" شفتي كيف مبارح خلتني مسخرة ادام كل الناس.. انا خلص رح احول تخصصي"

" مش عارفه اعيش... بدي انتحر.. انا اصلا خلص مستقبلي اتدمر"

سؤال للجميع:

هل تعتقد ان الله غافل؟ هل تعتقد انَّ الله ليسَ بناصرك؟ هل تعتقد انَّ الله سوف يدع هذا الموقف يمر بدون حساب؟

لـا طبعاً

كله بحسابه يا معلم

يوجد اشخاص, بمجرد مرور الموقف, ينسونَ ما قد كان, بالعكس يزداد راحة و طمأنينة, و ينام الليل الطويل و هو

قرير العين.

لـــمـــاذا؟

لأنّه كظمَ الغيظ و عفى عن الناس

لماذا؟

لأنه اذا مرَّ بالجاهلينَ قالَ سلاما

لماذا؟

لأنَّ الدنيا بأسرها لا تسوى ذرة كآبة أو ضيق

لماذا؟

لأنَّ الله في السماء عاجلاً أم آجلاً سيعطيه حقه

لماذا؟

لأنّ قلبه سليم / مطمئن / ابيض / قوي / شامخ / ....

صدقوني... الدنيا لـا تستحق منا كل هذا, لماذا نكره و لماذا نحقد و لماذا لا نستحمل أي موقف نتعرض له.

انا لـا اقول ان اكون ضعيفاً او ذليلاً يعني " حيطتي واطية" ... لا بالعكس, هناك مواقف يجب على الانسان ان لا

ينسحب منها, لكن المواجهة تكون بطرق مضمونة لا تحتوي على نسبة خسارة قدر الامكان.

لن ادخل في موضوع المواجهة الآن, لنبقى في موضوع كظم الغيظ.

قـــصـــة

لن اذكرها بالتفصيل.. و هي عندما دخلَ ذاكَ الأعرابي على معن بن زائدة و بدأ بهجاءه و الانتقاص من قيمته, في كل

بيتِ هجاء, كانَ معن يزداد حلماً و رقة, و مع كل شتيمة يزيدُ معن العطاء لهذا الأعرابي, حت انه ذكر أمّ معنٍ

بالناقصة, ماذا فعل معن؟

استل السيف فجأة, فهذه امه لا محلَّ للحلمُ هنا, و قطع رأس الاعرابي

طبعاً معن لم يفعل ذلك بل اعطاه من المال جزاءاً له

الى نهاية الموقف....

قصة

مرَّت الجارية حاملةً بيدها اناء فيه ماءٌ او شرابٌ حار, لتقدمه الى سيدها, تعثَّرت الجارية و وقع الاناء على طفلة السيد

التي كانت أحبّ اطفاله اليه و ماتت الطفلة.

أخذت الارية بالبكاء الشديد, و الصراخ و اصابها الولع و الهول, فلما رآها سيدها خائفة, قال لها

اذهبي فأنتِ حرة

و قصص كثيرة و عديدة لمواقف التي ان تعرض احدنا لجزء من الف من هذه المواقف, لأقامَ الدنيا و ما اجلسها.

لــمــاذا؟

ضُعف شخصية, اكتئاب مصطنع, انعدام الاخلاق, رفقاء السوء, و اسباب كثيرة أهمها:

البُعْد عن ربِّ السماء

لا تتألم فتكتب الشعر, لا تتألم فتدخن, لا تتألم فتتناول المسكرات, لا تتألم و تقول انا بدي اموت

صدقوني لو كنَّا مع الله, لما تألمنا, و لو تألمنا, لشعرنا بحلاوة الألم و روعته, لكننا تخلينا عن طبيب القلوب, تخلينا

عن الطريق المستقيم.

آيات للراحة و التخلص من الحقد:

قال تعالى: (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوْا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ)

وقال سبحانه: (إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوء فَإِنَّ اللهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً)

وقال عزوجل: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ)

وقال تعالى مخاطباً رسوله الأكرم بأن يعفو عن المسلمين: (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ

وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمر)

وقال سبحانه: (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الُْمحْسِنِينَ)

وقال تعالى: (فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ)

وقال سبحانه: (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ)

وقال تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ الْعَفْوَ)

وقال سبحانه: (خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ)

الـــــــعَـــفــــو

هذا يصاحبُ تلك, تلكَ تصحبُ ذاك,,,

لأنه لم يعلم اينَ يذهب بمشاعره وَ عواطفه, اصبح مكبوتاً حائراً, يحدِّثُ الفراغ, سيبقى كما هو مريضاً ضائعاً, لكنه لو

نظر الى الأعلى لوجدَ

الله

و الحمدلله غافرِ الذنبِ و قابلِ التَّوبِ شديدُ العقاب