أنظر فـأُصدم من تلك الارقام التي يُقال حين يُقال عنها أنها (عدد محاولات الإنتحار في الأردن)!!
حيث نُشرت أرقام تُبيّن أن حوالي 40 مواطنا اردنيا انتحروا خلال النصف الاول من العام 2008 مقارنةً بـ 30 شخصا انتحروا خلال العام 2007 كاملا! ، فتلك الزيادة الواضحة المؤلمة تدعو للقلق والى مراجعة حساباتنا في الوضع المقلق الذي وصل اليه المواطن الأردني وما يدعوه الى الإقبال على إزهاق روحه من أجل أسباب قد تبدو في ظاهرها انها (مُقنعة) وللأسف فهي ليست كذلك.
أما العام 2009 فقد شهد حتى شهر تموز الماضي نحو 400 حالة بحسب تقرير صادر من المركز الوطني للطب الشرعي وكان معظمها محاولات إنتحار في أماكن عامة تم من خلالها استدعاء قوات الأمن والتفاوض مع المنتحرين ليتراجعوا عن قرارهم، حالات باتت تؤرّق الشارع الأردني يوميا تدعونا وأكثر من أي وقت مضى للتفكير بأسباب الإنتحار وعمّا يفكّر فيه المنتحر قبل إتخاذه هذا القرار وما أوصله إليه.
ولعلي في مقامي هذا أجد سبيلا لأقول:
إن ما يوصل أي إنسان الى هدر حياته في اطلاق رصاصة على رأسه أو رمي نفسه عن جسر أو أعلى بناية ذلك الشعور الفراغي التقليدي بأن (الحياة باتت مستحيلة مع مشكلتي) ، وأنني لا أستحق الحياة ما دمت لم أحظى بمن أحب أو بما أوصلتني به أحوالي المادية المتردّيه. ذلك اليأس ، (السهل الممتنع) الذي يسيطر على عقول كثير من الشباب أو الأفراد بشكل عام ، واليأس برأيي نتاج قلة المعرفة والجهل وقلّة الوازع الديني والأخلاقي ، فمن يقرأ قوله تعالى :
(وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
يعلم تماما أمر الإسلام في الإنتحار وتبشير الله سبحانه وتعالى لمن يتخذونه سبيلا بعذابه يوم القيامة ، وعلى ذلك قس ما تشــــــــاء من كل أمر يدعو نفسك البشرية الى الموت ، مَثَلُ ذلك (تمنّي الموت) ، ففيه قال الرسول عليه الصلاة والسلام:
("لا يتمنينَّ أحدُكم الموتَ لضرٍّ نزل به، فإن كان لابد فاعلاً فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي).
فإن كان تمنّي الموت كذلك فما بالك بمن يلقي بنفسه اليه؟!.
هذا جزء يسير من الجانب الديني والشرعي في حقيقة الإنتحار.. وأترك الباقي إليكم أخوتي في الزيادة على ما قلت وتبيان أسبابه وتوضيح واجب الأفراد والدولة في ثني محاولي الانتحار عن محاولاتهم التي لطالما كانت (الورقة الخاسرة) التي يلعب بها الجبناء!
هدوء عاصف
مواقع النشر (المفضلة)