وسط الحصار الصهيوني المفروض على مدن الضفة الغربية، كانت آمال السيدة الفلسطينية سلوى القطاوي “ام حسن” التي تعيش وعائلتها في مدينة قلقيلية، تتلاشى يوما بعد يوم في أن يتعافى زوجها وولدها من حريق اشتعل في منزل جيرانهما، واكل جسديهما في دقائق معدودة، بعد أن “هبا” للمساعدة وإنقاذ أبناء الجيران.
خلال الأيام العشرة الماضية من عمر الحادث، استنفذت “ام حسن” كل أبواب الامل في مستشفيات فلسطين التي تعاني من شح في العلاجات وأوضاع سيئة بسبب الحصار لإنقاذ زوجها إبراهيم حسن القطاوي وابنهما احمد، فسلمت أمرها للباري عز وجل تنتظر فرجه لتخليص عائلتها من هذه المأساة.
استغاثة عبر الحقيقة الدولية
في غمرة بحث هذه السيدة المكافحة عن طريق ينهي معاناة زوجها وولدها مما أصابهما، أشار عليها أطباء ومعارف بنقلهما الى الأردن الذي يتوفر فيه العلاج اللازم لحالتيهما. كان السؤال المحير لام حسن هو كيف يمكن نقلهما الى الأردن؟ فحال عائلتها، التي بالكاد يتوفر قوت يومها، يجعل هذه الخطوة حلما مستحيلا.
تقول ام حسن «في داخلي كنت على يقين تام بان استغاثتي إذا وصلت جلالة الملك عبد الله الثاني، فان ظني لن يخيب، ففي فلسطين سمعت حكايات عن مكارم الهاشميين، جعلتني أدرك بأنني اقتربت كثيرا من ذلك الامل الذي سينهي معاناة زوجي وولدي وأسرتي، وان ما تبقى لانتهاء مأساتنا إيصال استغاثتي لأبي الحسين أطال الله في عمره وحفظه ذخرا وسندا لكل الأردنيين والفلسطينيين والعرب والمسلمين».
«ابو حسين» يلبي النداء
بعد رحلة بحث لم تطل، تضيف ام حسن أرشدني أولاد الحلال الى مكتب صحيفة الحقيقة الدولية في نابلس وقالوا لي إنها صحيفة أردنية ولها مراسل في الضفة الغربية وبناء على النصيحة توجهت إليه وقالت لمراسلها الصحفي قيس ابو سمرة: أرجوكم أوصلوها الى سيدي ابو حسين في عمان.
وهناك سألها مراسل الحقيقة الدولية «ام حسن ما خطبك» فأجابته «زوجي وولدي.. وسردت له الحكاية».. وما إن انتهت حتى كان الزميل في مكتب الضفة الغربية قد رتب معاناة هذه العائلة الفلسطينية في قصة إخبارية وأرسلها الى المكتب الرئيسي في عمان على أمل أن تصل استغاثتها الى جلالة الملك.
الى عمان، وصلت استغاثة ام حسن، وعلى الفور كانت قصة هذه العائلة الخبر الرئيسي على موقع الحقيقة الدولية الالكتروني.
المفاجأة
وما إن مضى على نشر هذه المعاناة دقائق معدودة حتى تلقى مكتب رئيس التحرير مكالمة هاتفية من مدير مكتب رئيس الديوان الملكي الهاشمي العامر يطلب فيها تفاصيل كاملة عن صاحبة القضية للوقوف على حاجتها واستجابة استغاثتها.
وللأمانة، فقد استجبنا في الحقيقة الدولية الى طلب مدير مكتب رئيس الديوان الملكي العامر بعدم النشر من باب السنة المحمدية التي آثرت أن لا تعلم يدك اليسرى ما تقدمه اليمنى، ولكن أمام إصرار «ام حسن» انصعنا أمام ابتهالاتها لله عز وجل بإطالة عمر جلالة الملك عبد الله الثاني وان يحفظه سندا وذخرا للمكلومين على هذه الأرض وللفلسطينيين بتمكينهم من حلمهم بإقامة دولتهم المستقلة.
في دقائق...
في الوقت الذي عانت فيه «ام حسن» أياما في البحث عن علاج نجاة زوجها وولدها، فهي تؤكد أنها توقفت بعد نشر قضيتها عبر موقع الحقيقة الدولية الالكتروني كون معاناتها انتهت في اقل من ساعة.
ويفيد مراسل الحقيقة الدولية في نابلس الزميل قيس ابو سمرة انه تفاجأ بعائلة قطاوي تتصل به بعد اقل من نصف ساعة من نشر استغاثة ام حسن عبر الحقيقة الدولية.
فهم اخبروه بان القنصل الاردني في رام الله يحيى القرالة اتصل بهم وابلغهم بالترتيبات الكاملة لنقل المصابين الى مستشفى المدينة الطبية في عمان لتلقي العلاج هناك.
ويقول أحمد القطاوي، أحد أقارب العائلة، «في اليوم الذي نشر فيه الموقع الالكتروني للصحيفة خبر مناشدة جلالة الملك حفظه الله قام السفير الأردني في رام الله يحيى القرالة بالاتصال بهم وإبلاغهم أن لديه كتاب موافقة من الحكومة الأردنية وبإيعاز من جلالة الملك بنقل أبنائنا إلى الأردن».
وأضاف احمد «لقد بذل السفير القرالة مشكورا جهدا في ذلك واشرف على تأمين سيارات الإسعاف لنقل المصابين إلى الأردن حيث جرى نقل الاب إبراهيم يوم الثلاثاء الماضي ومن ثم لحق به ابنه احمد يوم الخميس ليبدآ رحلة الرعاية الصحية الكاملة في مدينة الحسين الطبية».
وختم احمد كلامه بالإشارة الى أن هاتف السفير الأردني بالنسبة لعائلة إبراهيم القطاوي أغلى من كنوز الأرض كلها بالنسبة لأفرادها.
في المدينة الطبية...
الى الصرح الطبي الاردني الكبير، مستشفى المدينة الطبية، توجه فريق الحقيقة الدولية الى سرير الشفاء الذي يرقد عليه إبراهيم القطاوي ونجله احمد. وهناك وقف الى جانب ام حسن التي غلبها البكاء مرة تلو مرة، فرحا بالمكرمة الهاشمية.
وروت أم حسن التي تجاوز عمرها الأربعين عاما وترافق زوجها وابنها في رحلة علاجهما في الأردن «أن النيران أكلت جسدي زوجها وابنها خلال تلبيتهما استغاثة جيران لهم شبت النيران في منزلهم».
وقالت «هبّا كعادتهما لمساعدة المستغيثين.. وبالفعل أطفآ النار، واخرجا الأطفال والأم من دائرة الخطر واطمأنا على وضع أصحاب البيت».
صمتت ام حسن قليلا، وعادت الدموع رفيقا لوجنتيها.. وقالت: «لكنه القدر».
وسألتها الحقيقة الدولية ما الذي كان يخفيه القدر؟ فأجابت «ذلك الانفجار الهائل الذي دوى بعد أن اعتقدنا انه تمت السيطرة على الحريق الذي شب مجددا ولكن ليأكل جسد زوجي إبراهيم وابني احمد، هذه المرة».
وتابعت قائلة «لم تفلح جميع المحاولات الطبية في مستشفيات الضفة الغربية لمعالجة الجسدين المحترقين، فكان خيارهما الاستغاثة بالهاشميين».
وعبرت أم حسن زوجة المواطن الفلسطيني إبراهيم القطاوي عن شكرها الجزيل لجلالة الملك عبد الله الثاني على سرعة استجابته للصرخة التي أطلقتها عبر الموقع الالكتروني لصحيفة «الحقيقة الدولية» وناشدت فيها جلالته بالسماح لهم بالعلاج في المدينة الطبية.
وأكدت أن ما قام به جلالته من كرم هاشمي أصيل هو غيض من فيض من سلسلة مكارم قل نظيرها داعية لجلالته بموفور الصحة والعافية والعمر المديد، كما تقدمت بالشكر والثناء للكادر الطبي الذي يشرف على علاج زوجها وابنها.
على سرير الشفاء، قال إبراهيم حسن القطاوي إن الكلمات لتعجز عن الشكر العميق لجلالة الملك الذي لم يتوان يوما عن مساعدة أشقائه في فلسطين المحتلة بشتى الطرق.
وأضاف أن ما يقوم به جلالة الملك من تقديم الدعم الموصول لأبناء الشعب الفلسطيني ووقوف جلالته إلى جانبهم في المحن والمصائب لأمر يثلج الصدر، مشيرا إلى أن ذلك ليس بغريب عن الأسرة الهاشمية التي طالما تعاملت معنا بكل رعاية واهتمام.
أما الابن احمد الذي يتلقى العلاج في غرفة العناية المركزة فقد حال وضعه الصحي الحرج دون لقائه لاسيما وانه تعرض الى درجات حروق خطيرة نسأل الله له الشفاء منها.
وتعيش أسرة القطاوي في مدينة قلقيلية ظروفا صعبة خاصة وان لديها خمسة أبناء احدهم معاق حركيا كما أنها تعاني من ضائقة مالية نتيجة الحصار المفروض على مدينتهم التي تقع شمال الضفة الغربية ويحيط بها جدار الفصل الصهيوني العنصري ويعزلها عن محيطها.
الدكتور الشيخ: المكرمة الملكية تعزيز لدور الاعلام كسلطة رابعة
من جانبه عبر رئيس مجلس إدارة الحقيقة الدولية الدكتور زكريا الشيخ عن بالغ شكره وامتنانه الى صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين على مكارمه واستجابته لنداء الفلسطينية سلوى القطاوي «ام حسن» عبر مجموعة الحقيقة الدولية الإعلامية.
وقال إن في المكرمة الملكية الهاشمية هذه رسالة جديدة الى الاعلام الاردني بضرورة التركيز على قضايا الناس ومعالجتها في رسالة الاعلام الهادف لان في ذلك ما يعزز مكانة الاعلام في المجتمع كسلطة رابعة.
وأكد الدكتور الشيخ أن اهتمام جلالته بقضية عائلة القطاوي وأوامره بتقديم الرعاية والعناية الكاملة لأبنائها المصابين ما هو إلا تأكيد على أن الهاشميين لن يتخلوا عن الشعب الفلسطيني وسيكونون سندهم وذخرهم في تحقيق حلمهم بإقامة دولتهم المستقلة قريبا إن شاء الله.
__________________________________________________ _____________
والله يا اخوان بحكم قربي من العائلة حيث ان احمد هو ابن خالتي وكنت على علم بكل التفاصيل بالحادث وعلى اتصال بهم اشكر لجلالة الملك عبدالله بن الحسين حفظه الله ورعاه على البادرة الطيبة التي خففت من مصبتنا الكبيرة وكانت لها الاثر الكبير في نفوسنا
حيث بعد وجود ابو حسن بالمدينة الطبية ما يقارب 10 الايام واحمد ما يقارب الاسبوع فهم بصحة جيدة فقد كنت بزيارة لهم اليوم وكانت امورهم في تحسن ويوجد اهتمام شديد من قبل الكادر الطبي لهم وكل ذلك بإعاز من جلالته اطال الله في عمره وأدامه سنداً لنا ولكل الشعب الاردن
مواقع النشر (المفضلة)