كثيرا منا عانى وربما يعاني من هذا السؤال , الذي ينطوي على اتهام مبطن ورغبة متسترة وراءه للعقاب والقصاص , الا ان الهدف من وراءه هو الاحساس بالرقابة والمحاسبة .
مهما كان الهدف من وراءه , فهو يبقى من الاسئلة التي ترفضها النفس وتخشاها , ويبقى هذا السؤال مدار كره وحقد منا جميعا فيما لو وجه الينا هذا السؤال .
اذا رجعنا الى بدايات ظهور هذا السؤال , أو بطريقة اخرى , منذ متى يبدأ هذا السؤال يوجه الينا , فاننا سنجد بأنه يبدأ منذ بدايات فترة المراهقة لدينا .
فاذا ضاق خلق الواحد منا وطلع على السطح حتى يشمله شوية هوا , يتسلل اليه احد افراد عائلته, من وراءه وهو ساهي لاهي , وبخرعه في سؤاله :" شو بتسوي"
اذا حبيت توخذلك حمام , ودخلت الى الحمام وتأخرت قليلا فيه , وعديت كم مرة رح يدقوا عليك , فستتفاجئ بعدد تلك المرات , وفي كل مرة سيوجه اليك نفس السؤال : " ما خلصت هو انت شو بتسوي " .
اذا صادف مرورك من امام مدرسة بنات , بالصدفة وبدون قصد فعلي منك , بل لأنك مسطل أو ماخذ ضربة شمس , فسيكون سؤال كل اللي في الشارع لك " ولك شو بتسوي عند مدارس البنات " .
اذا عافت عينك النوم في ليلة ما , بسبب حرارة الطقس , أو مغص في معدتك , واستيقظ عليك احد أفراد أسرتك , فسيسألك نفس السؤال مع بعض التعديل : " لويش سهران لهسع , وشو بتسوي " .
نفس السؤال , سيتردد على مسامع , في البيت , في الشارع , في المدرسة , في الجامعة , وحتى عندما تخطب , فلابد ان يكون هناك ولدى الخطيبة أخ او أخت صغير في السن , هوايته أنه كل شوي يفوت عليكم ويردد نفس السؤال " شو بتسوا" – مع ملاحظة واو الجمع - .
على كل حال يبقى هذا السؤال مكروها وغير محبب لدى الجميع .
وعلى كل حال فان هذا السؤال لا يتوقف عند حد من الحدود , ولا عند عمر من الاعمار , وسيبقى هذا السؤال يوجه لك في كل وقت وفي أي مكان . وستعاني منه الكثير .
من باب الدلالة على الخير , فانني ادعو كل اللذين لا يرتاحون من هذا السؤال , وكل اللذين يتمنون أن لا يوجه لهم هذا السؤال .
شو بتسوي
فانني انصحهم بأن يصبحوا من طبقة المسؤولين , وعندها فسيرتاحوا من عناء هذا السؤال .
المحامي خلدون محمد الرواشدة



رد مع اقتباس

مواقع النشر (المفضلة)