كان أعرابى على فراش الموت وحوله أهله وأحبابه وكان فى حال يرثى له
فسأله الجميع: أتخشى الموت؟ أتخشى لقاء الله؟
فقال لهم: وكيف أخاف من لم أرىمنه إلا الخير
*******
نعم.. إن الله سبحانه وتعالى حبيبنا, فذكروا معى قليلا, من الذى يطعمنا كل يوم ثلاث مرات؟أليس هو الله؟
من الذى أكرمنا وأعطانا الأم والأب وحبهما لنا منذ نعومة أظفارنا؟أليس هو الله؟
من الذى يحفظنا من الشرور التى لانعلمها؟ إنه يحفظنا من السوء دون أن نعلم أو نرى
انظروا الى الناس, منهم من تتساقط حوله طلقات المدافع, ومنهم من لايدرى أين أمه وأين أخته الآن ومنهم من وقعت على رأسه مصيبة دون سبب معروف وهويسير فى الشارع, وقد حفظنا الله من كل ذلك
من الذى يستر عيوبنا عن خلقه؟ من الذي يعطينا بلا حساب برغم تقصيرنا؟.. قال تعالى: ماأصابك من حسنة فمن الله وماأصابك منسيئة فمن نفسك.. وقال: وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها
*******
إن لله تجليات و نفحات يومية بل فى كل لحظة, يراها فقط ذوالبصيرة, إن كنت فى هم فانظر الى حبيبك وقل له ياحبيبى أدركنى, أليس هو الله؟ أليسهو من ألزم نفسه بنا وبرزقنا وتأميننا من كل سوء؟
أليس هو أحن علينا من أمهاتنا؟ترى لو كان خير الدنيا بيد أمى هل كانت تضن بشئ منه على أو على إخوتى؟ إذن أبشروا إن الخير كله بيد من هو أحن علينا من أمهاتنا, وإن كان قد تأخر الخير على أحدنالسبب ما فإنه لحكمة يعلمها هو ربى.. ربنا وحده وهو وحده ذو الحكمة وذو اللطف وذوالكرم
إنه الله الرحيم يرحمنا فى كل لحظة برغم أعمالنا وذنوبنا وبرغم ما يعتلج فى صدورنا من الآثام وحب الدنيا والبعد عن ذكر حبيبنا الذى خلقنا وأبلغنا أنه خلقنافقط لنعبده وبرغم ذلك نعطيه أقل القليل من وقتنا, نعطيه منه الفتات ونطالبه بكل مستحقاتنا
*******
تخيل أنك موظف فى شركةومرتبك الشهرى عدة آلآف من الجنيهات وعدد ساعات عملك بها ثمانية ساعات يوميا خمسةأيام فى الأسبوع, وبرغم ذلك تذهب الى هذه الشركة لمدة ساعة واحدة فقط يوميا وتأخذ إجازاتك كاملة دون نقص والإجازات العارضة, أى أنك تأخذ حقك كاملا وتعطى أقل القليل دون اهتمام, ثم بعد ذلك تسأل فى أول الشهر: مفيش علاوات؟ هو المرتب هايفضل زى ماهو؟
هذا هو حالنا مع الله سبحانه وتعالى, خلقنا فقط كما قال سبحانه وتعالىلنعبده, أى أن الهدف الوحيد هو العبادة.. وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون.. إنهالله يكلمنا ويشرح لنا فى كلمات بسيطة الهدف من خلقنا, ونفهم من ذلك أو مفروض نفهم إن علينا العبادة لساعات طويلة وقلوب واعية, ومع ذلك نعطيه فقط فتات الوقت, فقطالصلوات السريعة دون السنن أحيانا وفى البيت أو العمل معظم الوقت وننام عن صلاةالفجر ونتظالم بيننا.. ومع ذلك نسأل لماذا لايعطينا علاوات ونفحات واضحة ظاهرة كأن نفوز كلماذهبنا الى كارفور بجائزة الزبون المثالى سيارة مرسيدس 2009 أو ينجح الأولاد بتسعوتسعين فى المائة فى الثانوية العامة ويختارونى فى العمل لأكون رئيس فخرى للشركةبمرتب وحوافز وبدلات, فين الحاجات دى؟
*******
إنى لا أدعو الى التواكل وترك العمل, لكنى فقط أذكركم ونفسى بالله سبحانه وبحبه وبقدرته وأنناماقدرناه سبحانه حق قدره
الله, الله, يفرح لفرحنا, يفرح لقربنا
أعلم أنك أخىالكريم وأختى الكريمة قد وصلت معى الى هذا السطر لأن هذا الكلام قد لاقى فى قلبك صدى وحب لله سبحانه وتعالى, لابد من وجود جهاز استقبال مضبوط على نفس التردد حتى تلتقط هذه الموجات دون شوشرة وبعد ذلك لابد من وعى لتعى هذه الكلمات وتتدبرها وتزيد من حبك وقربك لله
لقد أحببت أن أذكر الله فى ملأ طيب عسى أن يذكرنى سبحانه فىملأ خير منه, جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.. آمين ياربالعالمين

ألا يستحق الله الكريم منا أن نحبه وبعبده كما أمرنا وكما أراد لنا ؟...