نيسان على السفحِ يبكي


غريباً جاءَ

لا دِثار لروحه

عاري الأحزان

يجترُ ألقاً من ثنايا هوائهِ

مُتموجاً بين الفناء و الأمل

***

ألقى على قلبي التحية

جلس على سفحهِ المُطل على نوافير الشعر

و قال : أوّاهُ يا تلك الرُبى

يا سميّة لوني الأخضر

كيف غدوتِ اليومَ صامته

نَفَساً مُتردداً في جسد الأمل

ملمساً بارداً على روح الذكرى

أين الأمسُ المنتَظر

أين الذكرى المُشتهاه

حين كنّا على مرأىً من الله

نشهدُ تحولاً إلى قدرٍ آخر

فأنا الغناءُ الدّوري الذي يأتي كل عام

و أنتِ الأرضُ التي تحوّل بذور الموسيقى

إلى صلواتٍ متنوعة في العشق

حتى صرنا الحكاية الوحيدة

و الطريقة المسموحة

و الديانة الموازية

****

و قبل انقطاع غيثِه الحزين

ترآى طيفٌ من قصيدة

قال : يا نيسان

يا شهر العشق

يا موسمَ الغزل بين السماء و الأرض

كفاك عبثاً بجثة قلبي

فمن المُلامَ إن فشلت ديانةٌ ما

إلاهها أم الرسول

من المحزونُ إن أقفر الشتاء

الغيمُ أم التراب

من المُشرّدُ دائماً

كاتبُ الرواية أم قارئها

أنا من علّق عليكِ كيانه يوماً ما

كان لي من ذاتي النصفُ

و لك النصف

فلا تحزن الآن

فأنا النتيجة المُباشرة لك دائماً

****

لماذا اليومَ أغني

و لمن أغني

هل يواصلُ القمر نورَه

إذا جحد به الليل

هل يبحثُ العصفور عن قشةٍ أُخرى

إذا رحل العُشّ إلى دفءٍ ما

و هل تريدني أن أستقبلكُ كما دائماً

كائناً يفيضُ عشقاً

و نحن في زمن مُشوه

صار الحب فيه مهنة العاطلين عن الحياة

يُعلن عنه في الصُحف اليومية

يُباعُ .. يؤجرُ

يُرهنُ .. يُقدَّمُ

يُأخَّرُ

يستطيع الفرد الآن

أن يحب بأثرٍ رجعي لنسيان محتمل

أن يشتري أسهماً عشقية من البنوك

تضاءل من كونه امتزاجاً مع الكون

كي يصبح صفةً مُبتذلة

***
فاحملني إليك

إلى فضائك الأبيض

خذني إلى بذرة العشق الأولى

حيثُ أنا و حبيبتي

فكرتان تسبحان في الخلود

و لا تؤخر ولادتي أكثر


12 / 4 / 2011
شاعر نيسان